نـــبــذة مــن الــمـــاضــي | 6

1.8K 85 174
                                    


✨بسم الله الرحمن الرحيم ✨

بينما كان ذلك الاشقر منغمساً في عمله الذي لا ينتهي منذ جاء إلى هذا القصر وأصبح سيده طرق أحدهم الباب ليأذن له بالدخول دون ازاحه نظره عن الاوراق ...

دخل ذلك الرجل صاحب الشعر الابيض والتجاعيد التي تعطي طابعا حنياً لملامحه الهادئة انحنى ليلقي التحية على سيده كنوع من الاحترام...

بينما يضع فنجان القهوه الدافئ على طاولة ذاك الذي يعمل منذ الصباح ، لم يطلب منه البرت اعداد شيء ولكنه فعل ذلك لأحساسه برغبه الآخر بها لأنه يفعل كل شيء بانتظام قبل أن يطلب منه حتى ، بالتأكيد سيكون هكذا فهو كبير الخدم بالنهاية....

"صباح الخير سيد البرت "

لم يجبه الآخر و كأنه لم يسمعه بل استمر بالنظر لأوراقه بتمعن شديد ليردف بقلق وبعض الحيره ...

"سيدي تبدو متعباً خذ قسطاً من الراحه !؟"

انتبه له اخيرا ليقول بنبرة كساها الإرهاق والتعب ولكنها كانت مرحه ....

"ااا صباح الخير مادلين ! اسف ولكني لم انتهي بعد ، يجب أن أكمل هذا المشروع أولاً"

"حسنا كما تشاء سيدي ولكن ارجوك انتبه لصحتك اكثر و لا ترهق نفسك"

"ههههه..... حسنا اعدك كما اني لا أرهق نفسي ابدا وانتبه أصحاب جيدا ، وكم مره يجب علي أن أقول لك بأن لا تناديني بسيدي !؟...."

قهقه الآخر بخفه ليستأذن بالانصراف ، كان على وشك فتح مقبض الباب الى أن البرت استوقفني قائلاً..

"اوووي .... شكرا على القهوة !"

ابتسم له بخفه ليقول بصوته الحنون والمبحوح نوعا ما "العفو" ثم خرج من الغرفه مغلقا الباب خلفه ....

تنهد بتعب وقد اختفت تلك الابتسامه التي كانت تزين وجهه بينما ظهر الحزن عوضاً عنها فهو مازال يتذكر ذلك اليوم الذي أفقده الذاكره و أبعده عن احضان أسرته .

______________________________________

"قبل ثماني سنوات"

يتوسط ذلك السرير الكبير ذاك الطفل الذي لم يبلغ التاسعه من عمره وقد كان يستلقي بشكلٍ فوضوي بينما وسادته ملقية على الأرض بإهمال و رأسه مكان أرجله بينما شعره مبعثر و كأنه كان يخوض حرباً أثناء نومه .

دخلت تلك الفتاه الصغيره صاحبت الشعر الذهبي والعينان السماويتان و هي تمسك وسادتها في يدها اليمنى و وتفرك عينها باليد الاخرى وسط تثائباتها وشعرها أصبح بخبر كان فيبدو أنها استيقظت للتو.

 إنــي أَتَــعـذَب | مُـكـتـمِـلـة ☑Where stories live. Discover now