|٢٠| حفيدٌ جديدٌ للعائلة.

10.1K 694 255
                                    

- السابع من سبتمبر عام ٢٠١٧.
- التاسعة وعشر دقائق مساءً.

تعلمون ذلك الشعور عندما تنبض قلوبكم بقوةٍ، عندما تشعرون بنشوة غريبةٍ تجتاح أجسادكم، تلفُكم الراحة، تسبح عقولكم بين كل المشاهد الرومانسية التي رأيتموها بكامل أفلام ومسلسلات حياتكم، تستحوذ الأغاني الرومانسية ذاكراتِكم وتبدأ ألسنتكم بدندنة كلمات الحب لا إراديًا؟

نعم.. شعور العشق هذا، شعور الارتياح، شعور الأمان، شعور إيجاد توأم الروح. تلك المشاعر التي لا تعرفونها بالتأكيد لأنكم عُزّاب بائسين.. هع.

كنت أنا ندى المجنونة، التافهة، العنيدة، المنحرفة، زيرة الرجال، الغبية، مصدر مشاكل الجميع، قُنبلة الكوميديا.. أشعر بكل هذه الأمور، يملأ الحب قلبي، حتى بعد أن رأيتُ اسم أمجد على شاشة هاتفي يهاتفي بدلًا من المكالمة اثنتين لمْ أشعر بالذنب، بل لمْ أهتم له مطلقًا، وكأن أصبح لديّ ما يغنيني عن أيّ أحدٍ آخر.

ذلك الشعور جعلني أترك الهاتف من يدي على المكتب مجددًا، ثم استدرتُ أعرج نحو السرير، جلستُ عليه وخلعتُ فردة الحذاء التي أرتديها بقدمي السليمة فقط. ألقيتُها بمهارةٍ ككُرة سلة حتى سقطت بين كومة أحذيتي خلف باب غرفتي، ثم خلعتُ ما أرتديه من زينة وبعثرتُ شعري المُصفف بأصابع يديّ؛ فلا أحبُّه مرتبًا.

حتى رنّ الهاتف مجددًا، هذا الأمجد لن يتوقّف إلّا إن رددتُ وأنا أعلم هذا جيدًا، ولكنني لن أجيب، لستُ بمزاجٍ له.

اقشعرّ بدني وبدأتُ أشعر بمشاعر غريبة حتى نهضتُ تجاه خزانة ثيابي أعرُج كالعاجزة، أكره كسر قدمي هذا.. أكرهه.

أخرجتُ لنفسي بيچامةً منزليةً زرقاء بسروالٍ واسعٍ وثيابًا داخليةً أخرى غير هذه التي تعرّقت بقُرب خالد مني. ولا زال الهاتف الغبي يرن، سأكسره.

أمسكتُ بالهاتف ووضعتُه على وضع الصامت أضربه بالمكتب بغيظٍ واسم أمجد ينير بالشاشة، أتساءل لمَ كرهتُه فجأةً هكذا ولا أريد الرد؟ ما الذي غيّرني تجاهه بهذه السُرعة وقد كنتُ معجبةً به؟

حسنًا.. ولديّ فضولٌ كبيرٌ حول رأيه ورد فعله عندما يعلم أن الفتاة التي يواعدها تزوّجتْ في حفل خِطبتها!

تنفّستُ أُفرغ رأسي من أفكاره تلك، من جهةٍ شعوري بالقليل من القلق حيال رد فعل أمجد، ومن جهةٍ أكبر تفكيري المُستمر بكلّ ما يخُصُّ خالد، تبًا.. لا زلتُ لا أصدّق أننا تزوّجنا حقًا.

جلستُ على طرف سريري أرفع فستاني الذي اشتراه لي بنفسه عن ساقيّ بصعوبةٍ وأنا جالسةٌ هكذا، ولكنني قررتُ الاعتماد على نفسي، لن أنتظر والدتي لتصعد وتساعدني؛ فأنا لن أحدّثها لا هي ولا والدي بعد ما حدث، رغم سعادتي بالزواج من خالد ومشاعره الجميلة تجاهي ولكنني لمْ أنسَ ما فعلوه، لمْ أنسَ ابتعادهم عني في أشد الأوقات حاجةً إليهما، ولن أنسى كذلك صفعة والدي.

مذكرات مراهقة (الكتاب الأول).✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن