|٣٠| العار!

8.9K 627 104
                                    

*قد يحتوي الفصل على بعض الأفكار الجريئة..

- الثاني والعشرون من سبتمبر ٢٠١٧.
- الخامسة وخمس دقائق مساءً.

أعلم أنّ الوقت ليس مناسبًا لهذا، وأعلم أنّ الكلمات ليست مناسبة كبداية.. ولكنني خائفة.

جديًا.. سقط قلبي بمعدتي فور أن شعرتُ بيد خالد على يدي يقبض على رسغي ساحبًا إيايّ لداخل الغرفة مغلقًا الباب بهدوءٍ، وما زاد ارتجاف قلبي وجعلني أتنفس بصعوبةٍ هو سحبه لجسدي بأكمله يسجنني بعناقه قائلًا وأنفاسه تصطدم ببشرة رقبتي مثيرةً القشعريرة على طول عمودي الفقريّ:

«إيه رأيك في المفاجأة دي؟»

رأيي؟ هل هو جادٌ بسؤاله عن رأيي في هذا الموقف؟ حسنًا.. رأيي أن هذه المفاجأة كوجه والدتك عزيزي.

بالطبع كانت هذه أفكارًا وكلمات تدور بداخل رأسي فقط، أما خارج رأسي فلمْ أملك القدرة على الحركة، كنتُ أحبس أنفاسي وكأن خروجها سيتسبّب بموتي.

رباه!

ما الذي يحدث الآن؟ لمَ أشعر أن قلبي يريد الخروج من خلف أضلُعي؟

«ندى اهدي قلبك بيدق جامد! مش هيحصل حاجة والله وأنا دلوقت بس مصمّم إننا نفضل مع بعض في نفس الأوضة علشان ردود فعلك دي.. لازم نتعوّد على بعض أكتر، أنا حاسس إنك لسه بتخافي مني أو عاملة حواجز بيننا، وأنا مش عايز الحواجز دي خالص، عايزك تتعوّدي عليا وكأننا عايشين مع بعض من يوم ما اتولدنا.»

أعتاد عليه؟ هل فعل هذا حقًا لأنه يريدني أن أعتاد على وجوده بـ.. بقُربي؟

حسنًا أنا أوافق على الاعتياد عليه، ولكن ليس لهذه الدرجة.. سنعود للمنزل بچويرية وقُصيّ إن كان هذا ما يقصده بالاعتياد عليه.

سحقًا للرئيس الفرنسيّ، ستقتلني أمي.

سيركض والدي خلفي حاملًا بندقيته بينما يصيح: 'العـــار، العــــــــــــــار!"

ما الذي أفكّر فيه؟

ما إن دارتْ هذه الأفكار في رأسي حتى وجدتُ جسدي يتفاعل مع عقلي من تلقاء نفسه، تحرّكتْ يداي تدفعان صدره بقوةٍ بينما أتململ بين ذراعيه حتى استطعتُ إبعاده عني أخيرًا بعد أن سمح هو لي بذلك وليس لأنني استطعتُ ذلك بقوّتي؛ فقد كان يعانقني وكأنه يقيّدني بحبالٍ لجسده. وعلى الفور نظرتُ له بعينين متسعتين أحاول التعبير ولو بشكل نسبيّ عن القليل من الصدمة التي تعتريني، وبصعوبةٍ تحرّكتْ شفتاي أسأله هاتفةً:

«خـ..خالد أنت خدعتني!»

«خدعتك إيه؟ إيه الأوڤر اللي أنتِ فيه دا؟ خلاص بقينا مع بعض في أوضة واحدة، بس بصي وراكِ هتلاقي الأوضة فيها سريرين مش سرير واحد، دا معناه إننا مع بعض في أوضة واحدة شكلًا بس، كمان أنا عايزك تتعوّدي عليا من ناحية إننا نكون مع بعض في مكان مقفول وحدنا، مش اللي في دماغك.»

مذكرات مراهقة (الكتاب الأول).✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن