اقتباس مشوق

2K 63 1
                                    

كفاح كلله الله بالنجاح وليس أي نجاح فقد نال أخيرًا ما كان يسعى له دائمًا منحة كاملة لتحضير رسالة الماجستير ويليها الدكتوراه في الجراحات التجميلية من أكبر وأعرق جامعات العالم ومحط أنظار الجميع ومطمح الكثيرين (كامبريدج) حلمه منذ أن دخل لكلية الطب وها هى الأن أصبحت واقع ملموس ليس عليه سوى مهمة أقناع والده شيخ قبيلة بني هلال بضرورة سفرة للدراسة، وفي حقيقة الأمر يعلم أنها مهمة صعبة للغاية فوالده الشيخ همام الهلالي يحلم بأن يكون خليفته في زعامة القبيلة، وكم من مرة حاول أبيه أقناعه بالأكتفاء بالثانوية العامة كي يتفرغ للذهاب معه في كل اجتماع يعقد لحل المشاكل فيما بينهم كي يكون على علم ودراية بما يحدث في تلك الأجتماعات ويكتسب الخبرة التي تؤهله بعد ذلك ليكون الشيخ خلفًا له، ولكن كل محاولاته لصقل خبرته بأت بالفشل بعدما قرر عثمان الألتحاق بكلية الطب لتحقيق حلمه، وخلفه أخيه الأصغر منه قاسم في أجتماعات القبيلة ليكون نائب والده وذراعه الأيمن وخليفته في الزعامة بعد موته، تسلح عثمان بالقوة وقرر أخبار والده بما أنتوى عليه، وكما توقع قامت الدنيا من حوله ولم تقعد ورفض أبيه رفضًا قاطعًا بل وارغمه على ترك مهنة الطب ككل والتفرغ لمراعاة ثروتهم من أرضً زراعية و مزارع الحيوانات والتي تشتمل من ضمنها على مزرعة للخيل العربي الأصيل والتي يوجد بها أندر وأغلى الخيول بالعالم، بخلاف مزارع تسمين الأبقار والجاموس والأغنام وكذلك مزارع النعام والدواجن، رضخ عثمان ظاهريًا فقط لأمر والده وفي الخفاء بدأ في أعداد العدة من أجل الذهاب، وبعد اسبوعين فقط من مواجهته الكبرى خرج من منزلهم ولم يعد له مرة أخرى ومرت الأيام تحصدها السنين حتى صارت عشر ليأتي خبر وفاة عثمان للشيخ همام أثر حادث سيارة أدت لوفاته هو وزوجته الأنجليزية والتي لم يمر عام على زواجهما، ليعود عثمان مرة أخرى في نعش محمل على الأكتاف وتدفن زوجته بأنجلترا بمقابر عائلتها، ويرقد الشيخ همام طريح الفراش بعد أنتكاس صحته بفاجعة موت فلذة كبده، وصار قاسم زعيمًا للقبيلة بعده ومالكًا لكل تركة والده هو وأولاده الثلاث أكبرهم يزيد ذو العشر أعوام والذي كان قرة عين جده يرى فيه العوض عما فقد ولم يخيب يزيد ظنه فبرغم صغر سنه الأ أنه ورث الشجاعة وحمية الدم من عرق قبيلته وأجداه، فقد كان يتدرب على ركوب الخيل كما أحضر له جده مدربًا يدربه على أشد أنواع الرياضة قوة كي يكون قويًا لا يهاب أحد غير خالقه، وبالرغم من تواجد شقيقين له هما همام وعثمان الإ أنه صب جام تركيزه الأكبر عليه كي يكون هو الزعيم بعد أبيه، كما أنه لا يريد تكرار الماضي فعندما وجد يزيد مولعًا بالدراسة مثل عمه خشى أن يسير على دربه فبدأ بلفت أنظاره منذ الصغر لحب الزعامة وجعله يعشق ويفتخر كونه هلالي، فهو للأن يشعر بتأنيب الضمير لأنه لم يراقب ويهتم بعثمان أبنه بما يكفي وتركه يضيع من يده، ولا يريد لأي من أحفاده الخروج عن طريقهم مثلما فعل عمهم الأكبر، وظل الشيخ همام يغرس جميع معتقداته وعصبيته القبلية في أحفاده حتى صرخ العرق الهلالي في دمائهم وجعلهم يفتخرون بأنتمائهم له وكان أكثرهم قوة وعصبية هو يزيد حتى اطلق عليه الجميع لقب جده (صقر الهلالية)

كنة الشيخWhere stories live. Discover now