الجزء الخامس

620 42 8
                                    

وقف يزيد في باحة منزله الخلفية ممسكًا كوب قهوته بيد ويده الأخرى تختبئ في جيب بنطاله ينظر للقمر الساطع في كبد السماء بشرود ونسمات الهواء العليل تداعب خصلاته وتطايرها على جبينه تزيده وسامة وجاذبية، وهناك خلف السور وقفت تلك الشقراء الجميلة بالقرب من أحدى الأشجار تتخفى خلفها حتى تستطيع أن تراه وتطالعه كما تريد بدون أن يراها كي لا تخجلها نظراته، هامت في تفاصيله وودت لو دخلت وألقت نفسها بين يديه تخبره أنه أبن عمها وحبيبها الذي أوقعتها نظراته في حبه من أول لقاء بينهما، لاحظت تطلعه للسماء فنظرت حيث ينظر فهالها شكل القمر الذي أزداد نوره وجماله الليلة عن كل الليالي السابقة وأطالت النظر له متعجبة وتسألت في نفسها كيف لها لم تلاحظ هذا الجمال الرائع من قبل أم أن جماله أزداد فقط في وجود قمرها الصغير الذي بدأ في تلوين حياتها وكل ما يحيط بها من وسامته، أخفضت عيناها عليه مرة أخرى فوجدت تلك الحية تقترب منه تتغنج في مشيتها بدلال وكأنها غانية جاءت تثيره وترغبه بها حتى يعطيها الثمن لهواها الرخيص التي تمنحه فقط لراغبي المتعة أن غرف من ماله وأعطاها، استشاطت جيسي غيظًا من تلك اللعوب التي جائته ترتدي العري بدلًا من الملابس حتى تعمى عينيه بجمال جسدها وتسحبه لدربها، وقفت كاثرين أمامه وأمدت يدها له تصافحه لكنه نظر ليدها ثم لها وبتر محاولة استمالتها له بسؤال أحرجها وجعلها تضطرب في كلامها.

- لقد أخبرني مساعدي أنك تريدين مساعدتي فكيف أخدمك؟.

أبتلعت كاثرين أهانته بعدم مصافحتها مع لعابها وتمالكت نفسها ومازحته حتى تغطي على إخجاله لها.

- ما بك أيها الوسيم فلتعطينا الفرصة أولًا لنتصافح ثم نتعرف على بعضنا البعض عن قرب.

رفع يزيد الكوب وأرتشف منه بضع قطرات ثم أنزله وخطى خطوتين للأمام مبتعدًا عنها وحدثها ببرود.

- اسمعيني جيدًا يا...........

أسرعت كاثرين تخبره بأسمها.

- كاثرين ويمكنك أن تناديني كاثي وهذا أسمح به للمقربين مني فقط.

صمت يزيد قليلًا وتابع ثانيًا يحجم طموحها القذر.

- أيِنْ كان أسمك فهذا لا يعنيني في شيء، لقد جئتي تطلبين مساعدتي في أمر ما وهذا فقط ما جعلني أوافق على مقابلتك فهيا قولي ما تردين أو أخرجي من الناحية التي جئتي منها فورًا.

أحمر وجه كاثرين بغضب وودت لو لكمته على فمه الفظ الذي لا يعرف كيف يجامل فتاة جميلة مثلها، لكنها لم تبدي له غيظها منه ورمت بأخر أوراقها الرابحة علّها تنجح في التقرب منه.

- في الحقيقة جئت اليوم لمساعدتك أنت وتحذيرك من تلك الفتاة الأنانية والمتملقة التي تدعى جاسمين فهى قابلتك صباحًا في السباق ووقفت تتحدث معك عند حظيرة الخيول، صدقني هى لا تهتم لأمرك بل لا تريد منك سوا مالك، فانا صديقه لها وأعرف طباعها السيئة كثيرًا وقد جئت الأن لأحذرك منها فهى لعوب تهوى مصاحبة الأغنياء فقط من أجل أموالهم، فاحذر منها ولا تجعلها تتلاعب بك.

كنة الشيخWhere stories live. Discover now