الجزء السادس

610 51 5
                                    

بدأ يزيد في الأستعداد لأنهاء اخر مشاركاته في السباق من أجل العودة مرة أخرى لمصر وأثناء ذلك وصلته دعوة من جامعة كامبريدج لحضور حفل كبير سيقام بها لتكريم بعض من أبنائها العباقرة والمجتهدين والذين لم يقف سعيهم وبحثهم في العلم حتى قدموا أكتشافات عظيمة تفيد البشرية، وعلى رأس المكرمين من قبل الجامعة أسم الدكتور عثمان همام الهلالي وتم أختياره لتسلم تكريم روح عمه لأنه الأنسب  كونه أبن أخيه ويحمل نفس دمائه كما يحمل أسم عائلته أيضًا، شعر يزيد بالفخر يملئ أوداجه بعدما وجد أن هجرة عمه ومجيئه للدراسة في أنجلترا قد أتت بثمارها ولم تذهب هباء كما كان يظن هو باقي عائلته، كما عزم على البحث وسؤال أدارة الجامعة من أجل معرفة ما أخبره به الدكتور ألبرت عن عقار عمه التجميلي وكيف يتم التعامل مع عائده المادي وأحقية هيئة البحث العلمي في مصر في نصفه كما أراد عمه منذ البداية، وفي اليوم الأخير للسباق أنطلقت صافرة النهاية تعلن عن فوزه بجدارة بعدما استطاع أن يتغلب على جميع منافسيه بفارق زمني ليس بقليل، زاد أحساسه بالسعادة بعد فوزه لرفع أسم وعلم وطنه يرفرف عاليًا في عنان السماء يخبرهم أن أحفاد الفراعنة مازالو مستمرين في أبهار العالم كله بتفوقهم في شتى المجالات، رجع لمنزله بعد أنتهاء السباق وتكريمهم له وتسلم جائزته منهم حتى يستريح ويستعيد نشاطه من أجل حضور حفل الجامعة في اليوم التالي، وبعد عدة ساعات قضاها نائمًا استيقظ وأعد لنفسه القهوة وخرج للباحة الخلفية يجلس مسترخيًا بها يحتسي بروية وبطئ مستمتعًا بنسمات الهواء العليلة كما تعود منذ مجيئه لهنا، وأثناء أرتشافه القهوة متلذذًا بطعمها أرتفع صوت هاتفه بمكالمة واردة وضع الكوب على الطاولة وتناول الهاتف يجيب عليه بقى لعدة دقائق يستمع لمحادثه يجيب كل عدة ثواني بكلمة مقتضبة واحدة فقط (Ok) ثم أنهى المكالمة وشرد قليلًا متذكرًا ما أخبره به دكتور ألبرت عن عمه حيث أنه لم يكذب خبر وأسرع يكلف مخبرًا سريًا خاص يشتهر بتقصي وكشف الحقيقة حتى يعلم ما حدث لعمه وهل مات مغدورًا كما أدعى صديقه أم أنها لعبه تحاك ضده لإيقاعه في فخ من قبل أحد المتربصين به من أعداء عمله للإفتاك به، وبقى يفكر في كلام المخبر السري الذي كان يهاتفه منذ قليل ليخبره بأخر ما توصل له من معلومات حول الحقيقة، أنتزعه من شروده رائحة عطر الياسمين التي فاحت و أنتشرت في الهواء حتى عبئته ودغدغة مشاعره وأجبرته على النظر حوله حتى يعلم مصدرها وعندما وجدها تقف مختبئة خلف أحد الشجيرات فأبتسم لبرائتها حيث ظنت أن الشجرة كفيلة بأخفائها عن نظره كليًا، أمسك كوبه يرتشف منه ببطئ مدعيًا عدم رؤيتها حتى وجدها تخرج من خبيئتها تتقدم منه بخجل و تعقد ساعديها خلف ظهرها تمشي رويدًا رويدًا تنظر للأسفل تارة وله تارة أخرى، فوقف هو الآخر وتقدم منها واضعًا يديه في جيبا بنطاله، ثم توقف عندما أصبحت في مواجهته لا يفصل بينهما سوا أنشات قليلة، ونظر لها متفحصًا تقاسيمها بإهتمام حتى يحفظها بين حنايا عقله وتكون له مرجعًا يتذكرها منه كلما أراد يراها، حررت جيسي يدها بهدوء وأمدتها نحوه بصندوق متوسط الحجم خاص بالهدايا معقودًا بأنشوطة حمراء من فوقه، عقص حاجبيه متعجبًا ثم سألها وهو يشير له بأعينه دون أن يأخذه منها.

كنة الشيخDonde viven las historias. Descúbrelo ahora