جوجيتسو كايسن || كنزيَ القُرمُزيّ

Part 3

تنهض وتمسك مُجلّداً يحتوي الكثير من الأوراق والصور وتبدأ حديثها بصوت واضح ونبرة هادئة ..

ميساكي : منذ مئات السّنوات علمنا أن الأرواح الملعونة أو اللعنات تُخلق فقط إثر المشاعر السّلبية للبشر كالكره ، الحزن ، الحقد وما إلى آخره و مع مرور الزمن بدأت بالتطور وارتفاع درجاتها حتى أصبح هناك مايُسمى باللعنات ذوي الدرجات الخاصة .
لكن هل الأمر حقاً كما كنا ولازلنا نعتقد ؟
هل خلق اللعنات مُقتصر على المشاعر السلبية ؟
هل جميع اللعنات شريرة وتهدد البشر ؟

ياغا : بالتأكيد ، لا خِلاف في هذا .
غاكوغانجي : مالذي ترمين إليه ؟
ميساكي : لا تستبق الأحداث أيها العجوز ، أخشى أن تموت من الصدمة !
غاكوغانجي : ا- ...
ميساكي مُقاطعة : لم يكن الأمر كما اعتقدنا ..

تُكمل : بالأحرى كانت معتقداتنا صحيحة لزمن ...
قبل مايُقرب الثمانية قرون كان هُناك طفلة تُدعى لويزا كريس ولدت وعاشت في المملكة المتحدة وعُرفت باسم شمسِ العالم المقدّسة ، هذه الفتاة لم تكن مجرّد فتاةً عاديّة ، كان لها قدرة خاصّة تُسيطر بها على أيّ مكان تمرّ به وأيّ شخص كان ضمن حدود هذا المكان ، استطاعت من خلالها التحكم بقلوب البشر ونفسيّاتهم ومشاعرهم وتصرفاتهم وأشكالهم في حالاتٍ نادرة ، وليس البشر فحسب بل كانت تستطيع تغيير شكل المكان الذي تكون فيه و تغيير هالته .

ساتورو : أسطورة ؟
ميساكي : قيل بأنها أسطورة لكنها لم تكن كذلك البتّة ..
ساتورو : كيف علمتِ ؟
ميساكي : قرأت عنها مرّة قبل بضع سنوات وشدّني أمرها لذا بدأت بالتحقيق بشأنها حينَ ذهبتُ إلى موطنها الأصليّ . استطعتُ إيجاد بضع كتب تتكلم عنها وعن أفعالها لكنّها كانت كُتب أساطير لذا لم أستطع إيجاد سِوى القليل من الحقيقة فيها لذا قد تسللت إلى أحد المكاتب المهجورة والتي مُنع الدّخول إليها منذ أكثر من ثلاثمئة عام واستطعتُ إيجاد كتب تروي قصّتها الحقيقية وتفاصيل قدرتها وحياتها ومماتها لكنَّ مضمون الكتب لم يكن قد كُتِبَ بأيّ لُغة معروفة لذا واجهت صعوبة بالِغَة بفكّ شيفرات اللغة المكتوبة ، وللواقع كانت أبجديّة خاصة بعائلتها .
المُهِم أنّني استطعتُ معرفة كلّ مايتعلّق بها واستطعتُ إيجاد منزلها الخاص الذي كان عبارة عن كوخٍ في منتصف حقل أزهار يُلامس الأفق ! 

ساتورو : لم أفهم بعد ، مالذي تريدين قوله ؟
ميساكي : أنا سيّئة بالشّرح لكن سأُخبِركُم الأمر .

ميساكي : لويزا كريس كانت بشريّة ذاتُ قُدرةٍ رائعة تتّصف بالإيجابيّة من جميع النّواحي ، استطاعت سحب العالم من طرف الهاوية بها ، بدّلت بقدرتها حزنهم لسعادة وكرههم لحبّ ، حقدهم لودّ و خوفهم لإطمئنان ، ردّت حقوق النّاس ، أغنت الفُقراء ونصرت المظلوم ، ونشرت اللطف والدفئ في كل مكان وَطئتهُ قدمها ، الأماكن المهجورة والمظلمة حولتها لِجنانٍ خلّابة وملأتها زهوراً وسطوعاً ، لم تكره أو تحقد على أحد قط بل وأحبّت الجميع و أحبّها الجميع ..
أفعالها التي غيّرت أحوال العالم وكمّ الطاقّة والمشاعر الإيجابيّة التي كانت تنبعث منها تسببت بخلق لعناتٍ من نوعٍ آخر ..
لعنات إيجابيّة طيّبة ذات شكل جميل وهالة مُريحة و أفعالها وتأثيراتها كانت كـ لويزا تماماً ، انتشرت بشكل مُعادل لـ اللعنات السلبيّة لكنها سُرعان مابدأت بالتناقص بعد وفاة لويزا حتى انقرضت بعد بضع عقود من الزمن لطغيان المشاعر السلبيّة من جديد ومُستخدمِي الجُوجيتسو الأشرار ، والحمقى الذين لم يدركوا ماهيّة هاتِه اللعنات وأهمّيتها .