Part 6

1.3K 104 115
                                    

بَعدَ دَقائِقَ قَليلة مِن غَفوَةِ الفَتاةِ القُرمُزيّة ، يُفتَحُ الباب ويَدخُل مِنهُ ذو الشّعر الثّلجيّ النّاعِم لِيَلمَحَ أختَهُ الصُّغرى نَائِمَةٌ عَلى إحدى الطّاوِلات حاضِنَةً نَفسها فَيدنُو نَحوَها ..
يُلاحِظُ أهدابَها الذي لايَزالُ أثرُ دُموعها عَليها ، يُمرِّرُ إبهامَهُ بِرقّةٍ مَاسِحاً آثار بُكائِها ويُغطّي جَسدَها الصّغيرِ فِي نَظرِه بِسُترَتِه الكُحليّة التِي تَحمِلُ رائِحَتهُ السُّكريّة بَعدَ أن خَلعها ..

يَنظُرُ إلى جَسدِ الأخرِ المُغلّفِ بالملائة ويَكشِفُ صَدرَهُ والجُرحِ العَميق الذي شُقَّ فِي مُنتَصَفِه ، يَسكُن مَكانَهُ قَليلاً حتّى فُتحَ البابُ مُجدّداً ومالدّاخِلُ مِنهُ إلّا إيجيتشي ذو المَلامِح التِي تَكبُر عُمره ..

يَجلِسُ ذو العِصبَةِ السّوداء عَلى إحدى الحواف ويُسنِدُ مِرفقيهِ إلى فَخذيه ، أصابِعُ كَفّيهِ المُتشابِكَة تُغطّي ذَقنَهُ وجِزءٌ مِن فَمِهِ الذِي يَنطِقُ كلامَهُ بانزِعاجٍ واضِحٍ و نبراتٍ غاضِبةٍ لَئيمَة ، ذَاكِراً شكوكَه بِتقصّدِ ماحَصل وموتِ طَالِبهِ المُميّز ..

يَكشِفُ حُلمَهُ أمامَ إيجيتشي الذي أصبَحَ مِن القِلّةِ الذينَ يَعلمونَه ، يَذكُرُ مُخطّطاتُه لإعادَةِ اتّزانِ العالم وإصلاحِ عالمِ الجوجِيتسو الذِي غَدى رأسَهُ عَقبَاً ..

لَكِنَّ كَلامهُ قَد قُوطِعَ بِدخولِ زَميلَتهُ القَديمة شوكو إييري .. تَحادَثوا بِما لايَهُم وسألَتهُم إن كانوا يُريدُونَ مُراقَبَةِ عمليّة تَشريحِها لِجَسدِ يُوجي وهي تُدخِلُ كَفّها في قُفّازَاتِها البيضاء ..

لَكِن لَم يَعُد هُناكَ داعٍ لِهذا ، فهي لن تُشرّحَ شَخصَاً يَنظُرُ لِجَسدِه العاري ويَنطِقُ ذَلكَ بِعفويّة ..
ساتورو المُبتَسِم بَعدَ سَماعِ صَوتِه مِن جَديد ، إييرِي التي ذَهبَت لإحضارِ ثياب وإيجيتشي الذي لايكفُّ عَن الصُّراخِ بِرُعبٍ حَتّى كَادَت رُوحهُ تُفارق جَسده ..

استَفاقَت الأعينُ الذّهبيَة بِفَزَعٍ مِن صُراخِهِ فَشتَمته ثُمَّ هَمّت بالنّهوض والنّومُ مُسيطِرٌ عَلى رأسِها وأثناءَ ذلك قَد لَمحَت يُوجي الجالِس أمامَها بِجسَدٍ عارٍ ، لَكِنّ نَظرها عَلى عَينَيهِ بَعدَ أن استوعَبت أمراً ..

" لِماذا انتَ عَلى قيدِ الحياة ؟ ألم تكن مَيتاً قَبلَ قَليل ؟ " سألَت بِغباءٍ وعدَمِ فَهم ثُمّ لاحَظت بأنّهُ عارٍ بالكَامِل فأَغمَضَت عَيناها بِشدّة ولَكمَت وجهَهُ بِقوّة ثُمّ صرخَت بِه لِيستُرَ نَفسَه وخَرجَت ووجهُها قد مَاثَلَ شَعرها لَونَاً ، بينما هو قَد أمسَكَ أنفَهُ الذي كُسِرَ بِلا شَكّ مَانِعَاً إستمرارَ نَزيفِه إثرَ ضَرتِها ..

نَظَرَ إلى مُعلّمِهِ بَعينَينِ دَامِعَتِين وسَألَهُ بِدراميّة " مالذي فَعلتُه ؟! "
ضَحِكَ ساتورو وربّتَ عَلى رأسِه قائِلاً " أهلاً بِعودَتِك ، يُوجي ! " فَنسِيَ دراميّتهُ تِلكَ ورَدّ ابتِسامَتهُ السّعيدَة لِشَفتَيهِ اللطيفَة ..

جوجيتسو كايسن || كنزيَ القُرمُزيّ Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu