Part 7

1.2K 73 94
                                    

مَع طلوعِ الغَسقِ يُدارُ المِفتاحُ بِتعبٍ مُحرّراً أقفالَ البابِ الخشبيّ ، جَسدٌ مُنهك ببقايا قليلة مِن طاقتهِ ، دماءٌ تعتريه وتُلطِّخُ القِماش المُمزّق الذي يُغطّيه ..

خطواتٌ صامِتة تُحاوِلُ الوصولَ إلى إحدى الغُرف فصادَفتها خطواتٌ أخرى قادِمة مِن الخارج كَما فَعلَت ، في ظلامِ الممر التَفتَت عِندما نودِيَ اسمُها بنبرةٍ كَساها الإستغراب .. عينانِ ناعِستان ذهبيّتانِ تسترِقانِ لمحةً جانبيّة لتلكَ العينين الواسِعتينِ البُندقيّتين

" لِمَ أنتَ مُستيقظٌ لِهذا الوقت ؟ " سألت بنبرةٍ مُتعبةٍ خافِتة وانتَظرت إجابةً مِنه

" استيقظتُ توّاً وخرجتُ لأمشِي ف .. هَل أنتِ بخير ؟ " قَطعَ كلامَهُ عِندما لَاحظَ غرابَتها ونبرَتها الغريبة ، لَم تُجبهُ فَبحثَ بأطرافِ أصابِعهِ عَن زِرّ المصابيحِ فأنارَها ، سُرعانَ ما أخفَت عَيناها بكفّها انزِعاجَاً مِن الضّوءِ الشّديدِ وأخفضَت رأسها إلى أن تعتاد عيناها ..

من جِهةٍ أُخرى ارتعدَ قلقاً سُرعانَ رؤيتِهِ كَمّ الدِماءِ التي تُغطّي ثيابَها و بشرتها الشّاحِبة .. انتَفضَ واقترب بتردّد ، وقفَ على مقربةٍ مِنها يُناظِرها بقلقهِ ذاك .. " اجلِسي قليلاً وانتَظري للحظَة .." طلبَ مِنها ذلك وهروَل ليُحضِرَ عُلبةً بيضاء بإشارَةٍ صَليبيّةٍ حَمراء ، فامتَثلَت لطلبِهِ وجَلسَت تَنتَظر ..

أتاها الآخرُ واستندَ إلى الحائِطِ يُراقِبُ بِصمت ، سُرعانَ ما عادَ بُندقيُّ العينَينِ واستلّ كُرسياً مُقابِلاً لَها مُحاوِلاً تَنظيف الدّماء عن بشرَتِها وتعقيمِ الخدوشِ السّطحية التي تعرّضت لها ، كانَت هادِئةً بِشدّةٍ تتماشَى مَعهُ بصمتٍ مُفرِطٍ كَدُميَة ..

مُنهمِكٌ هوَ بِقلقٍ يُحاوِلُ مُساعَدتها ، وذهبيّتاها النّاعسَتينِ شارِدتانِ عالِقتانِ في حدودِ عَينَيهِ الواسِعة تتأملانِ تَفاصِيلََها البُندُقيّة بِدقّة ..

صوتُ البَعيدِ و سؤالهُ أعادَ نَظرها إلى الأرضِ وأفاقَها مِن شرودِها الجَحيميّ .. " مالذي حَصل ؟ " سألَها مُحيطيُّ العينينِ بِنبرةٍ هادِئة ، لكنّها لم تُرد إثبات الحقيقةِ التي أرادَت نَكرها .. لكن لا مَهربَ في النّهايَة !

" أحدُهم كانَ قويّاً ، مع مجموعتِهِ هوَ قَد قَتلَ الكَثير .. صَعُبَ عليّ القِتالُ بِشكلٍ جيّد ، كانَ العديدِ مِن البَشرِ في المَكان يُحدّقون بِنا ، استهلكتُ طاقَتي بشكلٍ كَبير لمُجاراةِ الوضع ..
سَبعُ مُستعملِي جوجِيتسو لُعناء كانوا ، قَتلَةً سَفّاحين ! "

أجابَته بِغرابَة ، فهِي لَم تُفكّر بِصياغةِ جُملتها بِطريقةٍ أوضَح ولم تَكُن تُخططُ للإجابَة أصلاً .. " وماذا فَعلتِ ؟ " سألَها مِن جَديد فأجابَت بَعدَ تردّدٍ شَديدٍ وصمتٍ قَد طال " لقد .. قَتلتُهم ! "

جوجيتسو كايسن || كنزيَ القُرمُزيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن