الفصل الأول

74K 3.4K 1K
                                    

أعرفُ أن الصباح جميل، سمعتُ هذا كثيراً...

سمعتهم يصفون بزوغ الفجر ونسيم الجو في بداية اليوم..

سمعتهم يصفون جمال رائحة القهوة والإفطار بجانب من تحب..

سمعتهم يتحدثون كثيراً بشأن هذا ولكني لم اعرف طعم هذا الصباح مطلقاً.

سحبتُ جسدي بثقلٍ من فوق سريري البارد وتوجهتُ نحو دورة المياه.

خلعتُ ثيابي وتأملتُ جسدي..

ندوباً وكدمات بنفسجية اللون في نصف جسدي، أبدو منهارة تماماً، عيناي مرهقتان وجسدي يؤلمني وشعري فوضوي.

لم يجدر بي الوقوع في الحب مطلقاً كان يجدر بي الاصغاء لوالدتي والبقاء في تكساس.

انهيتُ استحمامي ثم خرجت، لازلتُ ابدو منكسرة لا اشعر بالنشاط أبداً.

دقّ هاتفي، لا اريد اي نوعٍ من التواصل مع البشر، أريد العزلة ولكن هاتفي استمرّ بالرنين.

"أجل يا جيسي؟" أجبت.

"هل كُنتِ تتجاهلينني؟" سألت بغضبٍ مصطنع.

"لستُ في المزاج." قلتُ لها.

"براندون مجدداً؟" سألتني.

"ربما.." أجبتها.

"أنا في الطريق." قالت لي ثم اقفلت الخط مباشرةً دون ان تسمح لي بالرد، ربما لأنها تعرف بأني سأرفض.

كانت جيسي صديقتي منذ.. لا اذكر فعلاً فقد كانت تلازمني منذ ان كنت في الثامنة من عمري.

درسنا سوياً وانتقلنا للوس انجلس سوياً.

ومن الناحية الأخرى هنالك براندون.. سبب كل هذه الندوب والكدمات التي تملأ جسدي.

كان حبيباً لي منذ دراستي الثانوية، ولكنه كان مختلفاً آنذاك. كان يأخذني في مواعيد ويلقي لي بكلمات المدح والدلال وقد جعلني أحبه فعلاً ولكن منذ ان انتقلت للعيش معه هنا انقلب كل شيءٍ رأساً على عقب، أصبح يثمل كثيراً ويضربُني أحياناً ويشتمني أحياناً أخرى.

عائلتي لم تكن تلك العائلة المُحبة التي يتمناها أي شخص، والشخص الذي احببته تحول لشخصٍ بشع متوحش الطباع، هل ما اطلبه كثير؟ أريد فقط أن اشعر بإهتمام أحدهم بي.. ولو للحظة فقط..

"ستيلا!" انتفضتُ على صوت جيسي توكزني من الخلف.

"لقد اخبرتكِ ان مفتاح شقتي الإضافي لحالات الطواريًء فقط." قلتُ لها بمزاجٍ متعكر.

"هذه حالة طواريء.. تبدين شاحبة!" قالت لي وهي تتفحص وجهي ثم سألت: "ماذا حدث؟"

"كالعادة براندون." قلتُ لها بلامبالاة وانا اتوجه نحو المطبخ.

لقد اعتدت على الجميع يتصرف تجاهي بقسوة، ولربما بلطف لفترة مؤقتة حتى تنتهي مصالحهم ثم يعودون لطبيعتهم السيئة.

حبيبة الشتاء | h.sWhere stories live. Discover now