الفصل الخامس عشر

34.5K 2.4K 126
                                    

معليش اتأخرت ف التحديث بس الحمدلله انتهيت من الاختبارات واتخرجت!!
ادعولي بس القى جامعة كويسة ؛$
وصح بالمناسبة الحلوة هادي XdannysX
صممت لي غلاف جداً جميل للرواية الله يسعدها ♥♥

_______________________________

*منظور ستيلا.*
(اليوم التاسع من الشهر - الظهيرة)

"ستيلا.. ستيلا.." ناداني هاري وهو يقفزُ فوق السرير.
"صحيح كيف لم أسألكِ مسبقاً عن إسم عائلتك؟" عاد يقز مجدداً وهو يقول.
"هودكنز، ستيلا هودكنز. والآن دعني أنام." قلتُ له وانا انقلبُ على جانبي الآخر.
"كلا، سنخرج." قال لي وقد توقف عن القفز ليجلس.
"أنتَ نشيطٌ جداً هذا الصباح على غير عادة.." تمتمتُ بصوتٍ ناعس.
"بل انتِ كسولة جداً على غير عادة، هيا إنهضي." قال وهو يُفتش في ثيابي ثم رفع بنطالاً جينز ضيق ورماهُ نحوي وأخذ من خزانتهِ قميصاً أبيض اللون ورماه نحوي أيضاً.
"هذا سيبدو لطيفاً عليكِ." قال لي.
"أن أرتدي قميصك؟" سألته رافعةً حاجباي.
"أجل، أمي ستراهُ لطيفاً أيضاً." عاد يقول مجدداً.
"ستأتي معنا؟ هذا جيد." قلتُ له.
"لقد أحبتكِ أمي كثيراً." أخبرني.
في الحقيقة كانت والدته السيدة آن ألطف إنسانة قابلتها، ولقد باحت لي بأحد أسرار إبنها.
ارتديتُ الثياب التي أخرجها لي هاري وقد بدا قميصهُ وكأنه يتسع لشخصٍ آخر بمثل حجمي.
"يبدو واسعاً." قلتُ له ضاحكة.
"بل يبدو مثالياً." قال لي وقد طبع قبلة حانية على رأسي.
ابتسمتُ لنفسي كالحمقاء وتبعتهُ نحو سيارته الرانج روڤر السوداء.
"أمي تملكُ عملاً تقوم به لذا لن نمّر بمنزلي الآن وستلحق بنا." قال لي فور صعوده للسيارة من الجانب الآخر.
أومأت برأسي متفهمة، ثم ربطتُ حزام الأمان.
"ستيلا، هل يمكنكِ أن تأتي بالمناديل من المقاعد الخلفية؟" طلب مني هاري وهو يقود.
التفتُ للمقاعد الخلفية بحثاً عن المناديل ولكني لم أجدها.
"هاري لا يوجد سوى مجلات، وأحد قمصانك، و... " بدأتُ أقول له ولكني صمت عندما لاحظتُ صندوقاً بنفسجيّ اللون.
"ماهذا؟" سألته وقد سحبتُ الصندوق للأمام.
التفت نحوي هاري ليلقي نظرة سريعة علي مبتسماً ابتسامة عريضة ثم عاد ينظر للطريق.
"لا توجد مناديل." قال لي بصوته الخشن الدافيء.
صمتُ للحظة أحاول فهم مقصده.
توقفت السيارة في زحمة سير الصباح، والتفت لي هاري رافعاً حاجبيه، فرفعتُ حاجبيّ بالمقابل لأخبره أني لم أفهم مايقصده.
"بحق الإله ياستيلا!" صرخ ضاحكاً وقد ضرب عجلة القيادة.
"ماذا؟" سألته.
"لا توجد مناديل بالخلف، لقد طلبتُ منك النظر للخلف فقط لترين هذا." قال لي وقد أشار للصندوق الذي في يدي.
"أهو لي؟" سألته وقد أشرقت ملامح السعادة على وجهي بشكلٍ واضح.
"كلا، إنها لأمي أردتُ رأيكِ فقط." قال لي وهو يُخبيء ضحكاته.
صمتُ قليلاً بخيبة أمل فانفجر ضاحكاً بشدة.
"إنها لكِ أيتها السخيفة، لقد كان وجهكِ مضحكاً." قال لي من بين ضحكاته.
علي الإعتراف بأنه أغرب رجُل يُقدم الهدايا قد رأيته في حياتي.
سحبتُ الشريط بخفة، وفتحتُ الصندوق لأجد ورقة صغيرة بالداخل فقط.
أمسكتُ بالورقة وقمتُ بفتحها لأجدها فارغة.
نظرتُ لهاري لأجده ينظر لي وعلامات الرضا على وجهه.
"اتستهزئ بي؟" سألته.
"كلا، على الإطلاق." أجابني وقد عاد يقود سيارته بخفة بعد انخفاض معدل الإزدحام.
"لقد أردتُ الإعتذار واللعب معكِ في الوقت ذاته." قال لي وقد ركن السيارة بجانب مقهى صغير.
نزلنا من السيارة، وقادني هاري لطاولة صغيرة في مؤخرة المقهى.
عاد هاري يكمل لي كلامه بعد جلوسنا فوق الطاولة.
"في هذه الورقة أُحجية مكتوبة بحبر خاص، يظهر فقط إذا قمتِ بتعريضه لنوع معين من السوائل، وهذه الأحجية ستدلكِ على أخرى، حتى تصلين للهدية الحقيقة التي قمتُ بشرائها لكِ." قال لي مبتسماً
"لابد أنكَ كنتَ تشعر بالملل حتى تقوم بكل هذا" قلت له.
"ربما، وربما الشخص الذي أعتذر له مهم للغاية." أخبرني.
رفعتُ رأسي ونظرتُ له، وقبل أن أتفوه بكلمة قام النادل بوضع القهوة.
سحب هاري الورقة من يدي وقام بغطسها في القهوة لثانية ثم سحبها.
"لقد قمتُ بمساعدتكِ هذه المرة، ولكن يختلف نوع السائل في كل مرة." قال وهو يناولني الورقة.
لأكن صريحة، أعجبتني فكرة هذه اللعبة، فهي تبدو شيقة جداً، لطالما أحببتُ هذا النوع من اللعب في العلاقات، ولكن الإختلاف الوحيد أننا لسنا في علاقة.
نظرتُ للورقة المستلقية بين يدي، لأجد الحروف بدأت تظهر.
"أنا أعيش في مكان ضيق جداً، ودائماً ما أكون ملتصقة بهاري." قرأت الورقة.
"بنطالك!!" صرخت بحماسة.
"هل بنطالي ضيقٌ لهذه الدرجة؟" سألني ضاحكاً.
"يا رجُل، إنه يجعلكَ تبدو وكأنكَ لا ترتدي بنطالاً" قلت له ضاحكة وقد مددتُ يدي نحو بنطاله.
"حسناً ولكن لا، الإجابة ليست في بنطالي" قال لي وقد أرجعتُ يدي.
"ولكن إذا كنتِ ستدخلين يدكِ في بنطالي، سأجعل الإجابة هناك." قال لي ضاحكاً.
"والدتكَ ستأتي كُن فتاً جيد." قلت له.
"أنا لستُ كلباً." عاد يقول لي وهو يشرب قهوته.
"مرحباً! هل تأخرت؟." قالت والدة هاري من بعيد متجهة نحونا.
"كلا، لقد وصلنا للتو." قلت لها وقد وقفتُ لأعانقها.
"سعيدة، جداً برؤيتك، يسرني أن هاري لم يكن مغفلاً وقام باللحاق بكِ." قالت لي ضاحكة.
"هاري بالفعل ليس مغفلاً." قلت لها مبتسمة.
تبادلنا الضحك وقام هاري بتجاهل تعليقاتنا الساخرة نحوه.
"سأذهب لدورة المياه، ستيلا أتملكين منديلاً؟" سألتني والدة هاري وهي تنهض.
"أجل، لحظة.. سآتي معكِ." قلتُ لها ثم نهضنا لنتركَ هاري وحده.
دخلنا لدورة المياه، ووقفت والدته أمام المرآة تقوم بتعديل شعرها.
ناولتها المناديل، ثم وقفتُ أتأمل الورقة وأفكر في الأحجية.
"أهذه من هاري؟" سألتني آن مقاطعةً حبل أفكاري.
"كيف علمتِ؟" سألتها.
"تخمينٌ جيد." قالت مبتسمة.
"هل تعرفين هذا النوع من الحبر؟ الذي يظهر عندما يتعرض لنوع معين من السوائل؟" سألتُها.
"هل هذا ما قام هاري بإعطائكِ إياه؟" سألتني مندهشة.
"أجل، هل تعرفين كيف أقوم بحلها؟" سألتها مجدداً لأجدها تبتسم ابتسامة عريضة.
"لا، ولكن هاري دائماً مايخبئ الورق في أشيائه المفضلة." أخبرتني.
اشيائه المفضلة؟ لربما الإجابة هي فعلاً بنطاله.
"أنا حقاً سعيدة يا ستيلا." قالت لي وقد ضمتني نحوها في عناقٍ ودي.
عادت تنظر لي مبتسمة: "هاري لم يقم بمثل هذه اللعبة إلا مع ڤايوليت ولكن ثم.."
قاطعنا رنين هاتفي.
"ستيلا، بحق الجحيم هل ستقضون الليلة في دورة المياه؟" أتاني صوت هاري من على الطرف الآخر.
"كلا، كلا، سنخرج على الفور." قلت له على عجل.
التقطنا حقائبنا وخرجنا، والفضول يعبث بي كيفما شاء، لقد اردت أن اعرف ماستقوله لي والدة هاري.
كان هاري ينتظر في الطاولة وهو ينقر بأصابعه الطويلة أزار الهاتف.
"مبكرون جداً." قال ساخراً.
"اصمت." قلت له ضاحكة.
دفع هاري الحساب ثم غادرنا، وقد فاجأني طلب والدته عندما صعدنا للسيارة.
"ستيلا عزيزتي هل يمكنني الحصول على رقمك؟" سألتني.
"بالطبع.." أجبتها وقد أخرجتُ هاتفي.
تبادلنا الأرقام ثم عدنا نتبادل الأحاديث.
أوصلنا السيدة آن لمنزلها ثم عدنا أدراجنا.
انتظرتُ هاري حتى قام بدخول دورة المياة ليستحم ثم قمت بتفتيش جيوب بنطاله.
لم أجد شيء، كل ما وجدته هو كبسولات علك النعناع الذي يمضغه.
جلستُ يائسة فوق السرير ثم سحبتُ علكة وقمتُ بمضغها، وتفاجئت بوجود بداية حرف الـ A الى مغلفها.
لقد اخبرتني والدته انه يخبئها في اشياءه المفضلة، وكبسولة العلك ضيقة جداً..
حاولت رش الورق بالماء، ثم بالنبيذ ولكن لا فائدة.. أي نوعٍ من السوائل سأستخدم؟
لمحتُ زجاجة العطر الذي أهداني إياه هاري، عندما طلب مني تخمين المكونات.
ركضتُ نحوه وخطفت العطر وقمت برش القليل.
ظهرت لي الحروف! وأخيراً!
"أعيشُ في مكانٍ فوضوي، ولكنه مهم." قرأت الورقة.
كل شيء يمت لهاري بصلة فوضوي، أي فوضى يقصد بالتحديد؟
لم استطع النوم، وقد خرج هاري من دورة المياه وخلع قميصه ثم القى بجسده فوق السرير وغط في نومٍ عميق.

*منظور هاري*

لم أنم مطلقاً، ظللتُ اسمع ستيلا تدور في الغرفة وتبحث هنا وهناك
ولأكن صريحاً لقد كان منظرها لطيفاً وهي متحمسة.
ستيلا.. ستيلا تلك الرعشات الكهربائية التي تعيد القلب للحياة مجدداً.
لقد قمتُ بلعب هذه اللعبة مع ڤايوليت، لأني أحب اللعب في العلاقات، وقمتُ بتخبئة الورق بين أشيائي المفضلة حتى يمكنها التعرف عليّ أكثر من خلال هذه اللعبة، ولأني أردت أن أرى محاولاتها ولكنها ببساطة أخبرتني أنها ملت ووضعت الأوراق والأحجيات فوق طاولتي، دون ان تهتم للهدية في النهاية.
وعندما سألتها يوماً عن بنطالي المفضل الذي خبئت فيه أحد الأوراق عندما كانت تلعب، هزّت كتفيها وأجابت بـ "لا أدري، لديك الكثير منهم."
أحب أن أرى الفتاة التي تمضي وقتها برفقتي تعرف عني بضعة أشياء.
لذا فرؤيتي لستيلا تبحث بسعادة هكذا لدرجة أنها لم تنم يجعل قلبي يخفق بالحياة من جديد، ويعوضني عما فقدتهُ سابقاً في ڤايوليت.
ودون أن أشعر نمتُ بعمق على صوت ستيلا تتمتم أغنية خافته وهي تبحث.

"هاري هاري هاري!!! لقد وجدتها!" استيقظتُ صباحاً على صوت ستيلا قادمة من دورة المياه.
"ماهي؟" سألتها دون تركيز لشدة النوم.
"الورقة الثالثة، في مجموعة المعقمات الخاصة بك، أعرف كم تحب النظافة." قالت لي مبتسمة.
"وماذا تقول الورقة؟" سألتها وقد ابتسمت معها لا شعورياً.
"أنا دافئة، مبللة، وإحساسي جميل." قالت لي وهي تفكر.
نظرتُ لتنورتها القصيرة.
"بالطبع ليست هناك!" قالت ضاحكة وهي تضم فخذيها معاً.
ستيلا هي فعلاً من أعادت النبض لهذا القلب الميت.

*منظور ستيلا.*
(اليوم العاشر من الشهر - الصباح)

"ماذا عن قبلة الصباح؟" سألني هاري.
"كلا سأبحث عن الورق." قلت له.
"لن تأخذ ثواني." عاد يقول لي وقد عبس بوجهه كالأطفال.
نهضت من فوق السرير لأتجاهله ولكنهُ عاد يسحبني بكلتا يديه لأسقط فوق السرير مجدداً.
لم استطع المقاومة فقد دفع هاري بوجهه نحوي ليقبلني بعنف.
من أين أتت كل هذه الطاقة في الصباح؟
رفع هاري وجهه عني وهو ينظر لي من رأسي لقدميّ ثم نهض عني.
شعرتُ بشيءٍ ما في فمي، فأخرجتهُ بلساني لأجدهُ ورقة.
"باريس، غداً، أنا وأنتِ." قرأت الورقة ثم نظرتُ إليه لأجده يتأملني.
"ماذا؟ هل هذه أحجية؟" سألته بدهشة.
"كلا، تلك آخر ورقة والسائل الخاص بها هو اللعاب لذا فالحروف قد ظهرت بسبب قبلتنا.." قال لي.
"إذاً أتذهبين؟" عاد يسألني بهمس.
"هل أنت جاد؟" سألته مترددة.
"بالطبع." أخبرني مبتسماً.
نهضتُ من فوق السرير أعانقه بكل قوتي: "أجل!"
كيف يمكن لڤايوليت أن تكسر قلب رجُلٍ كهذا؟ أنا حقاً أشفق عليه فهي الآن لا تعرف الجنة أو كيف تبدو.

حبيبة الشتاء | h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن