الفراق

636 16 0
                                    



اصبح يعلم موعد سفرها، يعلم انها بعد ساعتين ستغادر هذه البلاد، لكنه كان يجلس وحده، يشرب كأسه، كأس الانتصار، لن يذهب لها، هذه المرة هو من تركها وليس هي، كان يضحك، يظهر انه سعيد جدا، يبدو بمزاج رائع، ذهب الى الشركة، سيشغل نفسه، سيتركها تسافر، يتذكر حقارته ليلة امس وكيف احزنها كثيرا، لكن لن يذهب وراءها، مستحيل، دخل صاحبه يحيى الى مكتبه، اعتقد انهم تصالحوا، قال ما بك؟ اجاب مالك ما بي؟ قال يحيى لماذا انت في غاية السعادة، سأله هل عادت لك، ضحك مالك باستهزاء، قال انها ذاهبة ، ستخرج من حياتي، سأنساها، هنا ضحك يحيى، يحيى يعلم بأنه كاذب، انه يعلم حقيقة مالك، يعلم ان بعد طلاقهما كان يراقبها من بعيد، فهو واثق انه لن يتركها، يعلم ان مالك لا يظهر مشاعره الحقيقية، كل ما يظهره شيء وما يشعر به شيء اخر، بل ان مالك يكره سيرة سفرها، لا يريدها ان تبتعد، خاصة انه ندم كثيرا بعد ان غادرت في المرة الاولى.
اما هي فكانت تجلس بالمطار، عادت بذاكرتها الى تلك الليلة التي وقعت فيها ورقة الطلاق بعد اشهر من المماطلة تذكرت كيف كان يعاملها بجفاء ثم تذكرت تلك الليلة التي احضر فيها امرأة اخرى لغرفته تلك الليلة التي وقعت ورقة الطلاق فيها، تذكرت بداية مشكلتهما، التي بدأت عندما عرف ان زين تريد ماله ولا تريده هو وان زواجهم كان فرصة بالنسبة لها كي تحسن وضعها المعيشي و تسدد ديونها هو فعلا كان فرصة لها لكنها لم تستغل تلك الفرصة و اغلقت ديونها بعد ان وجدت عمل، لقد ساعدها في ايجاد عمل بمجرد انها زوجته، اصبحت تعمل لديه باحدى الشركات، استلفت قرضا بنكيا و ما زالت تسد الاقساط، لكن بفضل صديقتها الخائنة التي ارسلت لمالك تسجيلا صوتيا لها تتحدث فيه عن حبها للمال، وقتها كان السؤال لزين المال ام الحب، زين اختارت المال، اقنعته صديقتها انها تحب ماله، بالطبع ديونها، استغلالها له في ايجاد عمل، حبها المبالغ فيه بالتسوق، كلها ساهمت في اثبات ادعاء ريهام، فعلت هذا لكي تحصل على مالك حب حياتها، انها تحبه منذ الصغر، ريهام كانت الشخص المشترك بينهما، كان خطئها عندما عرفتهما، والآن أصلحت ذلك الخطأ.
وقتها خرج غاضبا من مكتبه الى مكتب زوجته المتواجد في نفس البناية في طابق مختلف، صعد اليها، دخل مسرعا لمكتبها، اغلق الباب خلفه، صوت اغلاق الباب اخاف جميع الموظفين، جعلها تسمع المقطع الصوتي لها وهي تتكلم عن المال، لم يتكلم بل صرخ بها فقط، حاولت ان تشرح له لماذا قالت هكذا، لم يرد ان يسمعها، قال بانها رخيصة تشترى بالمال، وقبل ان يخرج، التفت وقال بتهديد: سأرسل ورقة الطلاق وكل ما عليك فعله هو التوقيع عليها، لا تقلقي بشأن المال، سأدفع لك ثمن مجهودك، المهم ان تخرجي من حياتي اليوم قبل غدا. كلماته كانت قاسية جدا عليها، انها فعلا تحب المال، لكنها تعشقه بحق وبعد ان تزوجا لم تطلب اي مال ندما على فكرة استغلاله وكانت تعمل لديه مثلها مثل اي موظفة عادية حتى تسد دينها من تعبها، اما نسبة الى ادمانها على التسوق فقد اشترت ما تريد بالمال الذي اهداه اياه اخاها يوم زواجها، بالطبع اشترت بماله بعض الاشياء، بالنهاية فهو زوجها، لكنها لم تظن يوما بأنه سياتي ويحاسبها بعد ان اعطاها هو بطاقة الائتمان خاصته بنفسه كي تتسوق، ذلك اليوم كلاهما لم يستطع ان يكمل عمله لذا ذهبت هي الى البيت بانتظاره وهو ذهب الى احدى البارات ليشرب، نامت وهو لم يعد، استيقظت، وجدته نائم في الاسفل على الكنبة، لا تعرف اية ساعة كان قد اتى،عندما استيقظ كان شخصا اخر، اصبح يعاملها اسوء معاملة عكس معاملته السابقة تماما، لا يتحدث اليها، ينامان في غرف منفصلة و كان يقوم باقامة الحفلات في المنزل في وقت متأخر من الليل، كي يزعجها و تذهب، كانت تريد ان توضح له الامور، ان يعودوا الى حياتهم سوية، لكنه لم يعد يهتم بها بتاتا ولا لوجودها يأتي بالنساء الى المنزل ومع كل ذلك كانت تحارب حتى يعود اليها، كانت تقوم بالطبخ و تنظيف المنزل، بالرغم من انها تعمل خارجا ايضا و تنظف بعد كل حفلة قام بها، لم يشفق يوما، و اتهمها بالتمثيل و التظاهر بانها بريئة، نعتها بالمخادعة، تحملت كل هذا لكن اتى اليوم الذي خرق فيه كل القواعد يوم خانها مع امرأة اخرى كان هذا شرطها الوحيد الا يخونها، الشرط الذي هددته به في احدى الايام عندما كانت جالسة بالمنزل يوم عطلتها، واذ يدق الباب، فتحت، كانت احدى صديقاته، كما اخبرتها، قال زين  زوجي ليس بالمنزل عندما يعود سأخبره انك اتيتي، عندما عاد، كانت تبكي، سمع صوت زجاج يتحطم في المطبخ، كانت جالسة بين الزجاج، تبكي، سألته ببكاء، هل خنتني؟ لم يجب، لذا قامت حافية القدمين و الزجاج المتكسر تحتها، قامت وذهبت اتجاهه ضربته على صدره بيداها عدة مرات قائلة ان خنتني سأذهب ولن اعود، يمكنك ان تفعل ما شئت ان تعاقبتي بجميع الطرق، اما اذا خنتني فستكون اخر مرة تراني فيها، وقتها لم يجبها انزل يداها عنه، ثم حملها من بين الزجاج، انتبه الى جروحها لذا وضعها على سريرها واخذ ينظف مكان الجروح لها ويضمد جروحها، لكن اتى اليوم الذي قام به بخيانتها والان ستذهب، بعدها وقعت ورقة الطلاق ووضعتها على طاولة السفرة و وضعت الخاتم بجانبها لملمت اغراضها و دموعها و ذهبت الى بيت صديقتها بداية ثم استأجرت بيت يتكون من غرفتين لتعيش فيه لتبدأ حياة جديدة.
بعدها مرت ثلاثة اشهر لم يرى احدهما الاخر بالطبع انها لا تعلم بعد انه لم يخنها او انه كان ينظر لها من بعيد، لم يتركها،لكن كل ما علمته عنه انه  يخرج مع واحدة جديدة و يقيم الحفلات في المنزل و يستمتع بالحياة من دونها
حتى وجدته على بابها ذلك اليوم التي قررت فيه ان تنسى اسمه.

البارت القادم غدا او بعد غد☺️

النهاية 💔Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ