الغيرة ٢

635 13 0
                                    


في المؤتمر، كانت من اول الحاضرين تلبس فستان اسود اللون وشعرها قد طال كثيرا، كانت تتجول في المؤتمر بصحبة شاب يعرفها على اصحاب الشركات الاخرى، كانت متوترة، لكن لم يظهر ذلك بتاتا، كانت تبدو انيقة، هادئة، واثقة، مبتسمة، لقد تعلمت التحايل في الفترة الماضية، ثم اتى مالك، كان ينزل على الدرج مع تلك الفتاة، كانت تنتظره، اشتاقت له، لكن عندما رأته مع تلك ساره، انهارت داخليا، رغم ذلك تظاهرت بالتماسك، كان الجميع ينظر الى مالك وساره، اما هي فقد تظاهرت بالابتسام رغم الغيرة والقهر، مر بعض الوقت، كان مالك يبحث بعيناه عنها، ثم رآها بصحبة ذلك الشاب ابن صاحب الشركة المنافسة، احترق داخله، انه يمسك بيدها، هل هو حبيبها، تساءل مالك، ثم رآها تشرب كأسا من المشروب، استغرب كثيرا فهي لم تكن تشرب، ماذا حدث لها، اما هي فكانت منشغلة بالحديث والتعرف على الناس، ثم اتى الوقت الذي سيعرفهم الى بعضهم، سيعرف مالك الى زين، سلم على مالك وقدم له زين، ثم سلم على سارة وقام مالك بتقديمها لهم، كانت اعينهم تجاه بعضهم، عندما سلم عليها، تظاهر كلاهما بعدم معرفة الآخر. تحدثا قليلا عن العمل، لم تتكلم هي، ثم امسك ادم بيدها ليعرفها الى شخص اخر، ما يشعر به مالك حاليا هو مزيج من الغضب والغيرة، بعد ان انتهى العرض لجميع الشركات، ولم تربح اي من الشركتين هذه السنة، انتهى عرضها، فذهبت للخارج، لحقها، كانت عيونها لامعة، كأنها تريد البكاء لكنها لم تفعل، ثم اخرجت سيجارة من حقيبتها، بدأت بالتدخين بشراهة، كان يتساءل ماذا حدث لها، ثم ذهب اليها، كان من  المفترض الا يذهب لكنه لم يقاوم، اراد ان يتكلم معها، ان يشتم رائحتها، قال اهلا بعودتك، ابتسمت ابتسامة مزيفة واكملت التدخين، قال لها كل منا اصبح لديه حياة جديدة مع شريك جديد، هنا ضحكت بصوت عالي مع بعض الدموع التي لم يراها، قالت له نعم لذلك من الافضل ان نتصرف وكأننا لا نعرف بعضنا، ثم غادرت، قال في ذاته انا فعلا لا اعرفك، هذه ليست انت، كان يريد ان يوجه لها بعض الانتقادات لكنه لم يفعل.

بعد مرور اسبوع، قام ادم بأخذ زين الى شركة مالك كي يتم الاتفاق ما بينهم، قاموا باجتماع ثلاثي، اجتماع عمل، مليء بالنظرات، من مالك الى زين، اما هي فلم تكن تسمع اساسا، كانت تقرأ بنود العقد، وادم يتحدث الى مالك، ثم قال ادم حبيبتي هل يوجد شرط لا يناسبنا، اكملوا النقاش، طبعا بعد كلمة حبيبتي التي نطقها ادم، مالك لم يعد يستطيع التركيز، رغم ذلك تم الاتفاق، انتهى الاجتماع، لكن زين ما زالت تلملم الاوراق واذ تدخل ساره لتحضن مالك وتقبله، امام زين، التي توترت، لونها اختلف، ثم خرجت مسرعة، نزلت ركضا الى خارج الشركة، كانت قد نسيت هاتفها من الاستعجال وعندما رآه مالك اخذ يركض وراءها كي يعطيها الهاتف، طبعا هذه كانت حجته، كي يركض وراءها، ذهبت الى مكان خلف الشركة لا يعرفه غير مالك، ذهب اتجاهها، دموعها لم تعد تتوقف، ناداها، لم تنظر له، اصبح يسمع بكاءها، قال لها لو لم تذهبي، لكنا نعيش في بيتنا سعيدين، لكن الآن ستتحملين نتيجة قرارك، لن اراكي تبكين بعد الآن، ستريني كثيرا مع حبيبتي في هذه الأوان، لذا لن تنفعلي بهذه الطريقة امامها، ولن تظهري هكذا امام ادم، هل فهمتي، اجابته نعم نعم فهمت، ثم اجابت على ادم الذي كان يتصل بهاتفها، قالت انا بالخارج انتظرك، اين انت حبيبي، ذهب مالك وتركها، قلبه يؤلمه، انها تبدو في غاية التعاسة وليس السعادة، صعد وقال ليحيى ما حدث، فقال يحيى لا تظن انك قسيت عليها كثيرا هذه المرة، قال مالك من خلف قلبه، تستحق ذلك، نادته حبيبي امامي، مسك يدها عدة مرات في الاجتماع، ثم ما ان رأتني مع ساره بدأت بالبكاء، كان يجب ان افعل هذا، اما هي فذهبت فورا الى الفندق، قالت لادم الذي لاحظ تغيرها انها متعبة
وستنام، وبالفعل ذهبت لنوم عميق حتى اليوم التالي.
البارت القادم غدا ✌🏻😎

النهاية 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن