4

376 59 28
                                    


" لم أكُن لأدعو نفسي بفوتوغرافي "
صرَّح سوبين حين سُئل
" أنا فقط أُحب إلتقاطهم، لذا فهي أكثر كهِواية"

" لما السماوات ؟"
سأل يونجون غارقاً بالرامين خاصته.

" إنها خلّابة."
أشار بومقيو ناظراً للزُرقة الشاحبة التي تعلو المنظَرَ عبر نافذة المطعم.

" أعرف، "
أدارَ ذو الشعر الأصفر عينيه
" ما أعنيه هو لما السماوات بالذات؟ هناك الكثير من الطبيعة الأُخرى. "

" عندما كُنت في العناية المُركزة،"
نطق تايهيون فجأةً من اللامكان جاعلاً الفتيان يلتفتون إليه بصدمة
" ماذا ؟"

"لا شيء.. فقط الموضوع تغيّر فجأةً جدًا"
إبتسمَ سوبين بسمةً مُعتذرة.

" على كُلٍ، لم يستطع الناس زيارتي. كان الوضع باهتاً ومُملاً جداً وكل ما إستطعتُ فعله كان النظر عبر النافذة طيلة الوقت.
شاهدتُ السماوات تتغير طيلة اليوم، من أحمرٍ لأزرقٍ لأسود. أشعَرتني بالتَحَسُن.
وكأنها.. سحرية."
وأكملَ الغطسَ في طبقه،

لكن لم يَلحَظ أحد، أن الملعقة في يد هيونينقكاي ظلَّت مُتجمدةً لبِضع دقائق حتى الآن.



-


" أُنظروا لهذا !"
ثُنائي صرخوا من خلفهم فبحثوا عن المكان الذي كانت تؤشر إليه الفتاة.

إنه الربيع، والجميع يعلم.
الأزهار الوردية تتساقط ببُطءٍ من الأفرُع لتنصهر معاً في مزيجٍ متناغم.


وسوبين يصور يصور يصور..

" لم يسبق لي رؤية الساكورا قط ."
تبسَمَ بومقيو بشكلٍ حالم بينما يَشهَدُ مع رفاقه حقيقةً تبدو كضَربٍ من خيال،
كمطرٍ وَردي.



--



" إذن لما أتيتُم لهذه الرحلة ؟"
إفتتحَ تايهيون بينما تسير بهِم المركبةُ عبر كُتَلٍ وكُتَلٍ من الأشجار مُشرقة الألوان.

" إنها عطلة المدرسة، بالطبع سنكون خارجين !"
رَد بومقيو رافعاً كفه ليونجون حتى يُبادله تحية الهاي فايف، والذي رفضه.

ضاحِكاً بجفاف، أضافَ ذو الشعر الأسود
" إلى ذلك، رحلة طريق تبدو مُمتعة."

" أردتُ إلتقاط الصور، لكن قابلتُكُم يا رفاق في محطة الوُقود."

قهقهَ سوبين على الذكرى المؤنِسة.


/////

'أنا فعلاً لا يمكنني الحظي بيومٍ مُسالمٍ واحد '
تنهدَ الطويلُ ريثما يوقف سيارتهُ عند المحطة بينما أصدرت الإطارات صوتاً مُصِماً للآذان مُستسلمةً أخيراً.


" إنهُ هُنا !"
سمعَ صوتاً مُنفعلاً يرِن من خارج نافذته فإلتَفتَ له.


" بومقيو إنتظر ! لا يُمكنني لحاقُك ! إلهي،"
رصدَ فتاً ذو شعرٍ أصفر يجري بإتجاهه وطرقَ أحدُهُم بابَ مَركبته.



إقتربَ ليَرى أخيراً الشابَ ذا الخِصل السوداء واقفاً قريباً، وقريباً جداً من المركبة لدرجة أن بإمكانه روية كل شعرة من شعره المُبعثر.


أدارَ عينيهِ مُنزلاً زُجاج نافذته وسأل،
" بِما أُساعِدُك ؟"


" تأخرت، إنتظرنا طويلاً !"
بدأ الشاب الثرثار بصَّب كلماته سريعاً كالصُنبور
"ظننتُ أنكَ كُنتَ مُحتالاً ! صفقةُ إجازة رحلة الطريق بدت سطحيةً جداً وغامضة، أليست كذلك؟"

" مهلاً مهلاً مهلاً،"
أسكَتَهُ سوبين
" صفقةُ الإجازة؟؟"


" نعم، لقد حَوّلت المال، ألم افعل؟
أين الباقون؟"


" أسفٌ لتحطيم ذلك عليك، لكن.."
عَبَس الأطول
" أعتقد أنكَ تعرضتَ للإحتيال، أنا هنا فقط لأخذ إستراحة."


" إحتيال ؟"
توسَعت عينا الفتى على مصارعهما
" يونجون، يا إلهي !! أموالي لثلاثة أسابيع !!"

عُقِد حاجبا ذو الشعر المُشرق
" حقاً ؟"

" حسناً.. "
هُو كَرِه، كَرِهَ جداً رؤية الناسِ مُتورطين.
" يُمكنني إعطاءكم جَولة، مالم تُمانِعا ؟"

" أهذهِ محطة صفقة الإجازة؟"
صاحَ فتاً أقَصَرُ من بعيد، ومعه آخرُ طويلٌ بشعرٍ غرابيٍ يتبعهُ خلفه.

'ستكون هذه فعلاً رحلةً مثيرةً للإهتمام،'
دعَكَ سوبين صدغيه.





سمَاء | تُمورو باي توقِيذَر ✓Where stories live. Discover now