9

173 24 11
                                    





ربما تايهيون قد شعر بالفعل بقدوم موته منذ وقت طويل، طويلٍ جداً.

تلك الليلة كان هيونينقكاي آخر من يغادر، وبينما فتح مقبض الباب واخذ فقط نصف خطوةٍ خارج غرفة المريض ناداهُ الفتى الأكبر.
" هيوكا ؟"

تجَمَد
" نعم ؟"

" أنتَ ستَصِلُ لأماكن، يمكنني الشعور بذلك. شعرتُ به منذ أول مرةٍ رأيتُك."
النبرة كانت شيئاً لم يستخدمه تايهيون قط، نبرةٌ ناعمة من التشجيع والتأكيد، لكن لمحةٌ من المرارةِ تطفلت فيها.

تسلل القلق فيه، لذا ترك هيونينقكاي قبضته من على مقبض الباب وإستدار.

كان الآخر يجلس معقود الساقين على سريره، كأي ليلة عادية أمضوها معاً، مع أشع إبتسامة يمكن لهُ رسمها على وجهه.
" أنا فقط.. حقاً أُحبكم يا رفاق."

وقبل ان يتمكن الأصغر من سؤال أي شيء، إلتفَ الآخرُ ورمى أغطيتهُ على نفسه
" ليلةً سعيدة، كاي."

تجاهل هيونينقكاي ذلك، وتجاهل الجميعُ ذلك.
بدى كوداعٍ آخير.

في الصباح الباكر، وبينما مازالت السماء بدرجةٍ فاتحةٍ من الرمادي. توجب على الفتيان الإسراع للمُستشفى بسبب مكالمة طوارئ بلغتهم.

الأبواب الفضية لغرفة الطوارئ كانت مقفلة بإحكام وناسٌ بملابس بيضاء منشغلين بأرجائها بأنواع عدة من العمل.

اصوات العُلب والأسلاك أشعرت بومقيو بالمرض.

بالمرض من كل أعماقه.

لا يمكن أن يكون كذلك، جيهاي وتايهيون، كل شيء كان مألوفاً جداً.

" تايهيون !!"
لم يستطع حتى إستيعاب ماكان يفعله، يصفع بذراعيه على الأبواب.
" قُلتَ أننا سنبقى معاً للأبد !"

تايهيون كان كاذِباً.
الأبواب لم تُفتح له أبداً.

أوقفَهُ سوبين يحسبهُ من كُمه
" بومقيو، جميعُنا في هذا معاً. سيكون بخير، أعدُك" اخذ وقفاتٍ قليلة بين كل جُملة كما لو انه يحاول كبت شيءٍ ما.

" لكنهُ-"

" قيو، سيكون بخير. إنه ألطف من أن يدع ذلك يحصل. "
إبتسم ذو الرأس الأصفر، رغم كون مُقلتيه تتحولان ببُطءٍ للأحمر.

" سنتخطى هذا كواحد."
وضع هيونينقكاي يده على كتف بومقيو.
" أعدُك."

ولبضعة ساعاتٍ بعدها جلسَ الفتيان بصمتٍ في ممر المستشفى، أيديهم مُتشابكةٌ بإحكام لعودة صديقهم.
للحظةٍ ما مَر طيفٌ من الأمل على قلقهم.

مُعجزةٌ قد تحدُث.

تايهيون سيخرُج حيًا.



-




بدأ المكان ينشغل أكثر مع إنتشار الصباح، نور الشمس يتطفل خلال النوافذ.

وكما في الأفلام، دفعَ طبيبٌ ما الأبواب الحديدة خارجاً منها ممها جعل الجماعة يقفون فوراً مُتجاهلين التنميل المؤلم الناتج عن الجلوس بنفس الوضعية لساعات.

ترددَ سوبين،
" كيف حاله؟"
سألَ أخيراً وإفترسهم حالاً الخوفُ من المجهول.

عندئذ، توقفَ العالم.

" أنا آسف."

الأصغر لم يجد تعبيراً أفضل من "غرِق قلبي" ليَصف كيف شعر. شعرَ بقلبه يغرق، عميقاً وبسرعةٌ إلى أحلك الأعماق التي لم يعرف حتى أنها وُجِدت.

بومقيو كان يرتجف بوضوح، يقضم على شفته ليحاول طرد الشعور المتفاقم الذي كان يُمزقه، كأنه لم يستوعب ما قالهُ الرجل.

تحول كل شيء لفيلم رعب، فيلم الرعب خاصتهم.

كانق تايهيون، مريض بالقلب، توفي بأغسطس ٢٠١٩.
سبب الوفاة: اضطراب خَلقي بالقلب.

دائماً يُعيد التاريخ نَفسه.

سمَاء | تُمورو باي توقِيذَر ✓Where stories live. Discover now