6

337 45 16
                                    


حَلَّ الليل.

الغابةُ هادئة، مُميتةُ السُكُون يكسوها درجاتٌ مُتناقضةٌ من الأخضر والليلَكي مُمتزجين ببعضهم.

نزلَ سوبين بعد توقيف السيارة وفتح الباب الخلفي ساحِباً أدواتاً منه.

" سنُراقِب النُجوم !"
قفز بومقيو خارجَ السيارةِ بحماسة، خصلاتُ شعره السوداء تتقافزُ معه.

" يونجون أنت تأكُل كل طعامنا ! نحتاجُه لاحقاً"
هَفَّ تايهيون مُحاولاً سحب كيس المارشميلو من ذي الشعر الأصفر الذي كان يحتضنُه.

تراجَع عنهُ يونجون ساحِباً الكيس أقربَ لجسمهِ ويتمسك بهِ كأنما يتمسك بحياته
" إنني أتذوَقُه لكم !"

" طبعاً "
قهقهَ هيونينقكاي مُتناولاً حقيبة المُعِدات من سوبين ليُعلِقها على كتفه.

حالما رصدَ محلاً واضحاً بمنتصف تلك الخُضرة كلها، أخذَ أطولهُم ذو الشعر الأسود بترتيب بتوزيع الأشياء أرضاً وأشعل ولاعة.


-



" هيوكا !"
نادى بومقيو مُموضعاً حبة مارشميلو على عصى ويُناوِلها ليونجون
" تلكَ الفتاة من يوم أمس ..
أكانت حبيبَتك ؟"

سوبين، واللذي كان يتجرعُ كوب ماء، إختنقَ بهَ وراح يَسعُل بلا إرادية. طبطبَ تايهيون على ظهره بتعاطُفٍ وحركَ فَمهُ بكلمة 'إخرس' تجاه بومقيو، والذي لم يفهمها وردَّ عليهِ فقط بنظرةٍ مُستغرِبة.

" لا."
رد هيونينق ببساطة، مُحدقاً بألسنة النار اللتي تتلألأ عبر حُلكة الليلة.

" كانت زميلةَ صف."

" لكن لما قالت أنكَ إنتق-"
وقبل أن يُكمل بومقيو جُملَتهُ مدَ تايهيون يدهُ نَحوَهُ وأسكَتَه ليَلتَفِت بعدها للباقين بإبتسامةٍ مُنيرة
" تجاهَلوه."

" لا تفعل، "
تدخلَ فجأةً بُني الشعر
" سبقَ وفكرت على كل حال.. أني كُنت سأُشارك ذلك معكم يا رِفاق."

" لستَ مُجبراً إن لم تُرِد، حقاً."
مَوضَع سوبين توست المارشميلو الجاهز على صينيه، والتي خطف يونجون منها قطعةً فوراً.

" أنتُم أصدقائي، صحيح؟"
إبتسامَةٌ نادرةٌ وصادِقةٌ بُسِطَت على شفتيّ هيونينقكاي.
" لم أتحدث قط عن حياتي، لذا فكرت أني قد أفعل ذلك.. "



-



" أبي .. يَملك شركةً ضخمة."
إلتفَت كُل المجموعةِ حولَ الفتى المُتحدث، صابين كل تركيزهم بكل كلمةٍ يقولها.

" 'بِيريل'، أسَمِعتُم بها ؟"

" ماركةُ الكاميرا الباهضة بجنونٍ والتي لن أتحمل ثمنها أبداً ؟ بالتأكيد. "
أجاب سوبين.

" قالوا أني أكثرُ مَن يملِكُ إحتمال وإمكانية وِراثتِها من بين إخوتي. أنا ؟ لما يَجبُ أن يكون أنا ؟ فجأةً صار كُل يومٍ بمثابةِ سِباقٍ بالنسبة لي. الكُل توقعوا 'المُدير المُستقبلي' بأن يُبلي حسناً طيلة الوقت. وكانوا أشقائي يَتوقون بكل مافيهم لعَرقلَتي وجعلي أفشل حتى وصل الحال بأحدهم لمُحاولة قتلي وجعل الأمر يبدو كحادث.

كان مُرعِباً، ولكن مؤلماً أكثر، تعلمون؟ كيف أن عائلتك - الأشخاصُ الذين وثِقت بهم وأحبَبتهم من كُل قلبكَ إنقلبوا جميعاً ضِدك وخذلوك.

لذا أنا أستسلم، تعبتُ من كل شيء ولا أُريد أن أكون كذلكَ بعد الآن.
هُم أرادوا القوة والسيطرة؟ حسناً، أنا لم أفعل؛ لذا تخليتُ عن فُرصتي. وأخذت نصيبي من المال وغادرت.

ولن أراهُم مجدداً أبداً. ولو إستطعت فسأقوم ببناء طريقي الخاص بنفسي بدونهم وليس تحت ذلكَ النوع من الضغط بعد الآن."

ختمَ بنبرةٍ فارغة وهادئة كبُحيرةٍ بليلةِ صيفٍ ساكِنه، وكأنهُ لم يَمُر بكل ذلكَ تواً.

نظر بومقيو للفتى جانبهُ بتفكيرٍ قبل أن يَحسبَهُ لحِضنٍ دافئ، والذي إنضم لهُما باقي الفتيان الثلاثة فوراً ليصيرَ عِناقاً جماعياً شعر كاي خلالهُ بأن قلبهُ يُزهِر.

" إذن منذُ اليوم وصاعِداً، سنكونُ معكَ للأبد !"

وكُلُ شيءٍ كان على خير ما يُرام ،




لليوم على الأقل ..







____________




تبقى حوالي ٥/٤ فصول للنهاية (:

سمَاء | تُمورو باي توقِيذَر ✓Where stories live. Discover now