١٩٥١

308 70 63
                                    


١٩٥١/٦/٣٠

بعد مرور سنة كاملة كانت الحياة في كوريا بائِس جداً و كل يوم يصبح أسوأ من سابِقها! لكن ماذا عن حال من اعتاد على البؤس ماذا عن حال دانبي ويونغي؟

كيف لكَ ان تهزِم حُزن ليلة وصباح؟ بسنة او سنتين؟ الا يبدو الامر اسهل من ما نتخيلُه الا يبدو لكَ الامر اشبه بشُرب كوب ماء دافِئة؟ كلا! الماء الدافِئة تحتاجُ من يُحضِرُها لكَ او ان تقوم انتَ بنفسكَ لتشربها

وماذا اذ لم تجد ماءاً دافِئاً؟ تحتاجُ لتحضير ماء باردة وأُخرى ساخِنة ثُمَّ مزجهما معاً لتحصل على النتيجة المرغوب بها ، هل الآن يبدو لكَ الامرُ سهلاً؟ عندما يقول احدهم شيئاً ستشعر انه سهل جداً ولكن عندما تجربه ستشعر بصعوبته لذا يُرجى ان ينصت الجميع لأحزان الآخرين ويتوقفوا عن الانانية.

عام ١٩٥٠ مجرد عام لكن ماذا لو لخصنا كُل حرف منها! ماذا لو اخرجتُ لكَ كُل زواياه! الصفر كانت بداية لحياة قاسية والخمسة كانت الخامسة والعشرون ، والتسعة كانت الفراق مجدداً والواحد كان الأمل القادم

وهكذا حصلنا على ١٩٥٠! عامُ الحرب والحُزن ، عام الجوع والعطش ، الفقر والتشرد! الحياة والموت لكن انتهى. بدأنا بعام جديد وبحزن جديد...

----

اتت دانبي وهي تركض بوجه مبتسم نحو يونغي الذي كان يُدخل ماء الشُرب بِقدر كبير للداخل "يونغي ، يونغي" صاحت بأسمه عدة مرات وهي تتجه نحوه بخطوات سريعة والآخر وقف امام الباب منتظراً وصولها لمعرفة سبب حماسها

"انظر هل انا جيدة بهذا؟" رفعت قدمها الواحدةِ ووضعتها بساقها الثانيه ثُمَّ وقفت على اصابع قدمها التي على الأرض ثُمَّ ادارت جسدها بحركات سريعة وهي تبتسم وشعرها يتطاير مع دورانها وكم بدت جملية ومشرقة ليونغي الذي شرد بحركاتها الخفيفة تِلكَ رغم أنها لا تتقنها جيداً الا انه شعر بأبداعها...

وقفت وهي تلهث بتعب حين ما انتهت اما يونغي أبتسم ابتسامتهُ اللثوية وهو يرى مواهبها الخفية تظهر "من اين تعلمتي هَذا؟" سألها وهو يضع قدر الماء على الأرض

"ألستُ بارعة؟ لقد رأيتُ أبنة جيراننا عدة مرات تفعلُها وانا أُعجِبتُ بحركاتِها لذا كنت اراقبها خلستاً لأتعلم منها" أردفت بحماس وهي تنظر ليونغي المبتسم

ارادت ان تُريه شيء احبتهُ دون ان تعلم ما هي من الاساس "انتِ بارِعة جداً" نظر لها بأعين مليئة بالفخر اما دانبي ضحكت بِخفة ثُمَّ رجعت للوراء كي تفعل حركات أُخرى تُبهر بها يونغي

"قَدم للأمام وقدم للخلف ثُمَّ خطوتين وقفزة" أَرْدَفَت وهي تفتح ذراعيها وتمشي على اطراف اصابعها تُريه ما تعلمتهُ وحين ما قفزت وقعت عَلَى الأرض وهي تضحك "هَذِه الحَركة صعبة للغايه"

رائِحَةُ السَجْائِر ✓Donde viven las historias. Descúbrelo ahora