الذكرى المنسية

96 22 0
                                    


-الذِكرى المنسية قبل١٩٥٨
مُذكرة كيم دانبي

لقد مرت سنة على علاقتي مع يونغي ، كُنا حبيبين لطيفين لحد كبير...علاقتُنا نقية جداً هو صديق وحبيب واب واخ وكُل شيء بالنسبة لي.

اليوم عبرنا انا وهو اول مرحلة لنا في الجامِعة ، كُنتُ سعيدة للغاية لأنني استطعتُ ان اعبر سنة من دراستي التي وجدتُها مؤخراً صعبة للغاية

وبفضل نفسي ثُمَّ يونغي انا اقفُ على هذا المنبر الآن ، اشعر بالسعادة الكبيرة لأنني املُك شخص مثله في حياتي

هو يساعدني كثيراً ودائماً بجانبي لكنه في الفترة الآخيرة كان يشعرُ بالوحدة وانا لا الومه ، هو ينام ويستيقظُ على الدِراسة والعمل

لذلك كُنتُ دائِماً التصق به لأني لا اريده ان يشعر بالملل ، وقبل ثلاثة ايام ماتت زهور الأوركيد الخاصة به ، كان حزيناً جداً لدرجة انني رأيتُه يبكي لأجلها ،

عانقتُه ومسكتُ يدهُ مسحتُ دموعه سألتُه لماذا يبكي رغم انني اعلمُ السبب لكن أردتُه أن يتحدث ويرمي ما بقلبه على مسمعي

"وجهُكَ ابيضٌ كبياضِ قلبكَ وبراءةِ عيناكَ اخبرني إذاً لِماذا يا خليلي تُبكي؟"

قُلتها حينها لهُ وأنا امسحُ على شعره بِخفة ، قال لي بصوته المتقطع "زهور الأوركيد تموت بسرعة لا استطيعُ أن اشبع منها ، من رؤيتها وهَذِه المرة لم اعتني بها جيداً وماتت..."

لقد كان لطيفاً جداً لا اعلم كيف هذا الفتى يبلغ من العمر واحِدة وعشرون عاماً وهو رقيق هكذا

قلبه ابيض لدرجة لا استطيعُ تخيُلها ، الرب يعوضُنا عن كُل ما حدث اثناء الحرب،انا ويونغي نعيشُ هكذا

مبتسمين، ضاحكين ، لطيفين، محبين، منسجمين مع بعضنا البعض ، والاهم من كُل هذا ، انقياء جداً
الحقُ يُقال دائماً وهذا ليس غروراً انما الواقع

.

"هذا كُل ما اتذكرهُ من عام ١٩٥٤، كان عاماً مليئاً بالاطافة." أَرْدَفَت بعد ما انتهى يونغي من قراءة مذكرتها، هو ابتسامة تزينت على ثغره وقال

"لماذا لم تكتبي تفاصيل ايامنا مثل ما فعلتي بباقي السنوات؟" سألها عاقِداً حاجبيه ودانبي سحبت الدفتر من يده وقالت

"كما قُلت يوماً ما ؛ انا لا احب السعادة لكنني اعيشُه انا احب الحُزن والحُزن يعيشُ بقلبي" يونغي تنهد حين سماعه ما قالته و رد لها قائِلاً

"انتِ كئيبة جداً!" هي بلعت ريقها ولم تقُل شيئاً بل ظلت تُحدِقُ به وهو ينظر للأرض ويبدو انه يُفكر بشيء مهم...

رائِحَةُ السَجْائِر ✓Where stories live. Discover now