الفصل الثالث

153 8 8
                                    


الفصل الثالث

قال ( انطوان ) والشرر يتطاير من عينيه، وتلك الابتسامة التي يغتصبها اغتصاباً :

– الشرطة تلقي القبض عليَ يا لكِ من كاذبة، ( راشيل )

حضرت ( راشيل ) من خارج الغرفة وعينيها تلتمع بشرارة كشرارة قد جاءت من الجحيم، استطرد ( انطوان ) وقال بشيء من الغضب :

– ) راشيل ) أريدكِ أن تعلمي هذه الفتاة طريقة التكلم بلباقة مع أسيادها، ولا تخرجي من هنا حتى تجعليها تعترف بكل شيء هل فهمتي

أماءت له برأسها، خرج ( انطوان ) من الغرفة وأغلق الباب بالمفتاح، نظرة ساخرة أطلت من عينا ( همس ) وهي تلوي شفتيها ممتعضة، قالت ( راشيل ) بشيء من الحدة وذلك الصوت الذي يجمد الدماء في العروق :

– أنتِ يا فتاة، إن لم تجاوبي على أسئلتي بكل شفافية وصراحة فسوف أريكِ ما لم ترينه من قبل، لماذا أرسلتكِ المخابرات المصرية، هل لكي تستعيدي الميكروفيلم الذي سرقناه منكم أم لسبب أخر

قالت ( همس ) بشيء من السخرية :

– قلت لكم أني أتيت إلى هنا لتصوير فيلمي الجديد ألم تفهموا بعد أيها الحمقى أم إن عقولكم البلهاء تصور لكم أنني من المخابرات المصرية

قالت ( راشيل ) في غضب عارم :

– لم تتركي لي أي اختيار يا فتاة، سأريكِ الآن من هي البلهاء

ذهبت لتحضر صندوق به أدوات تعذيب، عادت وهي تحمل ذاك الصندوق الذي به، سكين، صاعق كهربائي، ملقط لنزع الأظافر، وأشياء أخرى لا داعي لذكرها الآن، أخرجت الصاعق الكهربائي من الصندوق، وضعته على 5000 فولت قوة لا يتحملها بشري، وضعته على صدر ( همس ) ، ضغطت زر تشغيل الصاعق، تحجرت عينا ( همس )، أخذ جسدها يهتز، و وجهها يتلون بالأزرق القاني، ضغطت زر الاطفاء في الصاعق الكهربائي، صرخة خرجت من أعماق جسد ( همس ) ، تصرخ وتصرخ إلى أن فقدت الوعي، أحضرت ( راشيل ) اِناءٌ معدني به الكثير من الماء، سكبته فوق رأس ( همس ) ، انتفضت ( همس ) من ذلك الاغماء وهي تنظر حولها، نظرت لها ( راشيل ) اِعْوَجَّ فمها جانباً بطريقة تثير الاشمئزاز في الأنفس وهي تبتسم في سخرية وقالت وهي تقهقه :

– أنظري إلى حالكِ الآن أيتها المغرورة بذلك الضعف وتلك الهالات السوداء التي ظهرت تحت عينكِ شكلكِ مثير للشفقة، دعينا من هذا الآن، هل ستخبرينني بكل الذي أريده أم ستلقين المصير ذاته الذي لقيته صديقتكِ التي تدعى ( اسيل معتصم الشربيني ) أليس هذا اسمها أم ماذا؟!

صراع بين عقل ( همس ) وقلبها، صراعاً كأن الحرب قد شنت على القلب، لينتصر بنهاية الأمر عقلها، تجاهد ( همس ) لترفع رأسها وتقول في سخرية :

– في الواقع أنا لا أعلم أحداً بهذا الاسم أيتها الخرقاء

٭ ٭ ٭

رواية | العمالقة الاربعة | ج3 | من ملفات المخابرات المصرية | مالك أمير | مكتملةOnde histórias criam vida. Descubra agora