الفصل الخامس + الفصل السادس الأخير

224 12 7
                                    


الفصل الخامس

دلف لداخل تلك الغرفة التي يوجد بها ( مالك ) وذاك الـ ( انطوان )، نظر ( مالك ) تجاه ( يوسف ) ومن ثم عاد بنظره لـ ( انطوان ) وقال بصوت صارم ترتجف له الأبدان :

– ( انطوان ) مساعد مدير جهاز المخابرات الإسرائيلي اليس كذلك، أريد منك شيئاً واحداً فحسب، أين الميكروفيلم

قلق ( انطوان ) من لهجة ( مالك ) لكنه أخفى كل تلك المشاعر خلف قناع البرود ليقول مهدداً :

– فك وثاقي يا هذا وإلا سأنادي حارساي لينالا منكما

قال ( مالك ) بنبرة غاضبة :

– صه أيها العجوز وأخبرني أين تخفون الميكروفيلم وفريقي، أقسم لك أن لم تنطق فستجد رأسك الجميل هذا يزين ذلك الحائط، هل ستخبرنا أم...

قاطعه ( انطوان ) قائلاً وهو يكاد يبلل سرواله من شدة الخوف :

– سأخبركم بكل شيء، أولاً الميكروفيلم في مكان لا أحد يعرفه سواي أنه في خزانة تحت مكتبي المتحرك في جهاز مخابراتنا، ثانياً زملائكم في زنزانة تحت مبنى جهاز مخابراتنا ولا يسمح بدخول أحد لهناك غيري أنا بواسطة هذه البطاقة الممغنطة، هذا ما أردتم معرفته وقد أخبرتكم بكل ما لدي فهلا فككتم تلك الحبال ا...

لم يكمل حديثه و وجد شيئاً ثقيلاً يقع فوق رأسه، لننظر عن قرب لتلك الكاميرات الموضوعة بدقة في أعلى المكان والتي تصور كل شيء، قال ( يوسف ) بصوت خافت :

– ( مالك ) هل تلاحظ تلك الكاميرات الموضوعة في سقف غرفة النوم بدقة كأن احدهم يعلم بأننا قادمين إلى هنا

نظر له ( مالك ) لكي يصمت، أخرج من جيبه جهاز صغير يشوش على كل كاميرات المنزل، وضعه بجانب الكاميرا لتتوقف كل كاميرات المنزل عن العمل، أشار ( مالك ) لـ ( يوسف ) بالذهاب لغرفة مكتبه التي تقع بجوار غرفة النوم، فتح ( يوسف ) باب الغرفة على مهل دون اصدار أي أصوات، دلف للداخل، أخذ يسير على مهل، لنقترب قليلاً من ذاك المكتب الذي لا يشبه المكاتب المعتادة بالوصف الكامل للمشهد؛ على اليمين يوجد كرسيان ونافذة تطل على الحقدية أما في المنتصف فيوحد ذاك المكتب الذي يحير من يراه، يتحسس ( يوسف ) أطراف ذاك المكتب ويتفحصه جيداً، لقد وحد ذراً ما باللون الأحمر، ضغط عليه، لقد أنزاح المكتب لليمين قليلاً وكشف عن خزانة ببصمة الإصبع، أخرج ذلك الشيء الأزرق الذي يشف البصمات، وضع أصبعه على ذلك الشيء الأزرق الذي يشف و وصعه فوق البصمة التي بالخزانة، لقد فتحت الخزانة و وجد ( يوسف ) بداخلها الميكروفيلم الذي يبحثون عنه، لقد علم ( يوسف ) منذ البداية أن ( انطوان ) يحتال عليهما بالأكاذيب لكن هناك جزء صحيح مما قاله ( انطوان ) بخصوص تلك الزنزانة التي تقع تحت الأرض بمقر جهاز المخابرات الإسرائيلي، أعاد ( يوسف ) كل شيء كما كان، خرج من تلك الغرفة وذهب للغرفة التي بها ( مالك ) لكنه تسلل على مهل لأنه شعر بأن أحدّ ما بداخل تلك الغرفة غير ( مالك ) ،لندخل تلك الغرفة لنعرف ما يدور بالداخل، ثلاث رجال ضخام الجثة، ( مالك ) مسطح على الأرض بلا حراك، شخص ما من هؤلاء الثلاثة يتحدث مع مدير جهاز المخابرات الإسرائيلي بصوت منخفض لا يسمعه أحد، أنهى ذلك الرجل تلك المكالمة وأمرهم بأخذ ( مالك ) معهم بعد تفتيش المنزل بالطبع لأنهم يشكون بأن أحدّ أخر متواجد معهم الآن في هذا المنزل، اختباء ( يوسف ) في مكان لا يستطيع أحدّ رأيته منه إلا وهي شرفة المنزل التي يتعدى طولها من أعلى لأسفل البناية عشرة أمتار، بعد تفتيش المنزل لمدة ساعة ونصف الساعة لم يجدوا أحدّ أبدأ، غادروا المنزل بأكمله ومعهم ( مالك ) الذي يخطط لشيء ما لكن لا يعلمه سوى الله ( سبحانه وتعالى ) الذي يعلم ما في القلوب و ( انطوان ) الذي أخذوه معهم بأمر من مدير جهاز المخابرات الإسرائيلي كي لا يسبب خطراً أن وجده أحد داخل المنزل، خرج ( يوسف ) من تلك الشرفة ونبضات قلبه تدق بسرعة كأنه ركض لماءت الأميال، خرج من ذاك المنزل بعد أن تنكر بهيئة أخرى غير هيئته تلك، الوقت يمضي ببطء وقد ذهب ( يوسف ) لمنزل آمن أخر غير الذي كان فيه هو و ( مالك ) لكي يضع خطة جديدة لتحرير باقي الفريق.

رواية | العمالقة الاربعة | ج3 | من ملفات المخابرات المصرية | مالك أمير | مكتملةWhere stories live. Discover now