الفصل الثاني

55 9 0
                                    


- اه كنت بغير عليه فيها ايه ؟ بس انا كنت بقوله كدة عشان هو مش قادر يستوعب انه غلط
- طيب انتِ كلمتيه تانى ؟
- ده كان اخر يوم اكلمه فيه 
- انتِ مابتتكلميش معاه بقالك 3 سنين !
اومأت برأسها قائلة :
- مش هعرف اشوفه بيتعذب و مش هقدر اكون جمبه و هو مش عايز ده
- يعنى هو ماكانش عايزك جمبه ؟
- كلمنى بعدها بليل و.....
*******************************
قال بحزن واضح على نبرة صوته :
- عشق انا عارف انك مش هتفهمينى بس الاحسن ليا و ليكى اننا مانتكلمش تانى
لم ترد لعدة دقائق كانت تحاول استيعاب ما قاله
- ممكن تقولى ليه ؟
- عشان احنا لو فضلنا مع بعض حياتنا هتفضل مرتبطة ببعض و ولا انا هكمل حياتى ولا انتِ هتكملى حياتك
- ليه يعنى انا مش فاهمة حاجة !
- قولتلك مش هتفهمينى يا عشق بس ده اللى لازم يحصل ، لازم نبقى قرايب و بس ، لازم كل واحد يشوف حياته مش هينفع نفضل مع بعض على طول
- ايه اللى حصل لـ ده و ازاى اساسا هو انت موقف حياتك عشانى او انا موقفة حياتى عشانك ؟
قال بتردد :
- بصراحة لورين مش حابة علاقتنا ببعض
لم تستطيع تصديق ما سمعته منه لتوها ، هل اعماه حبه لهذه الدرجة ؟ سيتخلى عنها من اجل هذه المدعوة بحبيبته ! كيف له ان يفعل ذلك ، ام انه لم يحبها يوماً قط ؟ هل تخلى عن كل هذه السنوات التى اصبحا بها اقرب اثنان بعائلتهم الى بعضهما من اجل "لورين" ؟!
- راحت فين وعودك بـ انك مش هتسيبنى و هتفضل جمبى
- احنا هنفضل مع بعض برده يا عشق لما تحتاجينى هتلاقينى
- هتسيبنى يا اسلام عشانها ؟
- احنا قرايب  يعنى اكيد هنفضل مع بعض يعنى
تجاهلت ما قاله و تابعت :
- هتبعد عنى عشان هى مش عاجباها علاقتنا ببعض ؟ 
صمت قليلا قبل ان يقول :
- اه
- ده اختيارك يا اسلام و انت اللى هتستحمل نتيجته ، هتعرف انك مالكش غيرى لما هى تسيبك و هتيجى تقولى اعمل ايه  بس ساعتها ممكن ماتلاقينيش ، دى حياتك و انا مش هقدر اخليك تفضل معايا ! انا عملت اللى عليا و زيادة يا اسلام و حذرتك بدل المرة ألف بس انا اسفة انى مش هقدر اعمل حاجة بعد كدة بما انك قررت اننا نبعد عن بعض
صمتت لحظات ثم قالت :
- بحبك ....
لم تستطع منع نفسها من البوح له بحبها و لم تستطع منع بكائها و هى تلفظ اخر كلماتها له ..
- هتوحشنى ....
تابعت بسخرية :
- يا اخويا
قال بصوت يحاول ان يمنع البكاء :
- و انا كمان بحبك و هتوحشينى ...
اغلقت الخط و بكت ... بكت كما لو انها كانت تجمع حزنها طوال السنين و تعبئه بقلبها و جائت الان لتخرجه ، فقط انهارت مع حطام قلبها ......
*********************************
عودة للوقت الحاضر ........
قال "شهاب" بصدمة  :
- سابك عشانها !
ضحكت بسخرية ممزوجة بالالم :
- اه سابنى عشانها ... اتخلى عن كل وعودنا عشانها ... انا اللى غبية و كنت فاكرة انه بيحبنى لدرجة انه مش هيتخلى عنى 
- انتِ مش غبية انتِ بس حبيتيه
- هو عمره ما قَدَر حبى ليه !
- بس هو ماكانش عارف انك بتحبيه !
- حتى لو مش عارف انا بحبه ازاى زى ما هو بيقول احنا كنا اكتر من الاخوات ، كنت انا دايماً اللى بهتم ليه ، عارفة اتفه الحاجات اللى ممكن تتخيلها عنه ، كان لما يحتاجنى جمبه بيلاقيني لأنى ماكنتش ببعد عنه اساساً ، انا كنت بعتبره روحى ، ازاى اتخلى عن روحى ؟
- كنتى ؟
صمتت قليلاً تستعيد صوتها فقد اوشكت على البكاء ، مسحت عيناها الدامعتين ، نعم تحاول ان تنساه ، ان تجعله ماضياً و لكنها تكتشف بكل محاولة انه حاضرها  و تابعت :
- عارف لما تحاول تخرج حد من حياتك فتكتشف ان هو حياتك 
نظر لها و قلبه يؤلمه لرؤية عيناها الدامعتين
ضحكت باستهزاء و قالت :
- انا فاكرة ان فى مرة كان هو بيكلمنى و انا ضايقته من غير ما اقصد
اخذت تضحك بشدة ، ضحكة من القلب و لكن ليست تلك الضحكة السعيدة التى نعرفها و انما ضحكة على حالها ، سذاجتها ، غبائها .... حُبها
- كان بيكلمنى عنها ....
دق هاتفها معلناً اتصالاً منه فنظرت للهاتف بابتسامة واسعة و ردت بسرعة و هى تخفى نبرة سعادتها
- عاملة ايه ؟
- الحمدلله و انت عامل ايه ؟
- كويس الحمدلله
صمت ثوانٍ قبل ان يقول :
- لا يا عِشق مش كويس
زادت سرعة دقات قلبها خوفاً عليه فقالت بلهفة :
- فى ايه مالك ؟
- لورين مش طايقانى و حاولت اراضيها بكل الطرق و مش راضية تتكلم معايا برده
حاولت ان تتمالك اعصابها و بعد لحظات قالت بصوت حاولت ان تكتم به غضبها و انزعاجها ليبدو طبيعياً :
- و هى اتضايقت ليه ؟
- و انا بتكلم معاها عليت صوتى عليها فهى مش طايقانى من ساعتها
- و انت زعقت للهانم ليه ؟
- ما هى كانت لابسة فستان هيتفرتك من عليها و كمان مفتوح فلما كلمتها اتضايقت
حاولت ان تتمالك اعصابها قبل أن تلقى بشتيمة ما فى وجهه
- و انت اللى بتصالحها ؟
- اه ما انا اللى زعقتلها
- هو الاستاذ جِبله ؟
- نعم ؟!
لم تستطع ان تتمالك اعصابها اكثر من ذلك فقالت و قد اطلقت العنان لصوتها لكى يخرج بالنبرة التى تحلو له ، نبرة عالية ، غاضبة ، حاقدة ، نبرة تملكتها الغيرة .......
- ما هو لما تبقى الهانم غلطانة و انت مش فارق معاها اساساً و تيجى انت تتحايل عليها عشان تصالحها و هى مش فارق معاها وجودك من عدمه تبقى جِبله ، انت مش حاسس انت بتقول ايه ؟ الاستاذة امبارح كانت مش معبراك اصلاً و مهتمة بكل اللى حواليها ما عدا حضرتك و انت اللى رايح تصالحها !
- انتِ ازاى تتكلمى عنها كدة ! انتِ واعية للى انتِ بتقوليه ؟ قصدك انى حمار و انا اللى بجرى وراها ؟
- سيبت كل اللى قولتهولك و مسكت فى ازاى اتكلمت عليها ! انت بتتكلم بجد ؟
- انا مش فاهم انتِ ليه مش بطقيها و دايما بتتلككى ليها ! خلاص يا عشق انا اللى غلطان انى كلمتك
هدأت قليلاً بعد ان اخرجت بعضاً مما كان بقلبها و لكنها عادت تقول ببكاء :
- انا اسفة يا إسلام انى كلمتك كدة انا اسفة ، سامحنى .... انت اكتر واحد عارف انى ماعرفش انا بقول ايه لما بتعصب ، ماكنتش اقصد اتكلم معاك بالطريقة دى ، اسفة
قال بلامبالاة :
- ماشى
صمتت لثوانٍ ، بماذا رد عليها لتوه ؟ ، حسناً ! اهذا رده ؟!
لم تعلم بما تجيبه تركت دموعها تسقط على وجنتيها بصمت حتى قاطع صمتها قائلاً :
- لورين بتتصل ، سلام
جائت لترد عليه السلام إلا انه اغلق الخط قبل ان تستطيع الرد عليه حتى !
.........................................
عودة لعشق الراوية ...
كانت تضحك بين بكائها قائلة :
- انا اللى جبله صح ؟ قولتله على الحاجة و عملت عكسها فى نفس الدقيقة ، انا عمرى ما حسيت قد ايه انا غبية و مش فارقة مع حد الا فى اللحظة اللى خدت بالى فيها من حبى ليه ، خدت بالى ان مهما حصل انا اللى بعمل كل اللى اقدر عليه عشان افضل جمبه ، عمرى ما خدت بالى ان هو نفسه مش فارق معاه وجودى ، انا كنت بحاول انى احافظ انى ابقى معاه اكتر ما انا بحاول انى اكرهه دلوقتى
نظرت له و قالت :
- انا غبية صح ؟
رد عليها بعينين دامعتين و هو يراها تتألم امامه :
- حبك ليه مش غباء يا عِشق ، الغباء انك  نسيتى نفسك !
- ماكنتش عارفة افكر غير فيه
- فاهمك يا عشق ...
دق هاتفها فردت لتخبر والدتها انها سوف تعود الى المنزل الان
- لازم اروح مش هينفع اتأخر اكتر من كدة
- يلا عشان اوصلك
- لا ماتتعبش نفسك
- اكيد مش هسيبك لوحدك دلوقتى يعنى
مَثل الصرامة كأنه يخاطب ابنته و قال :
- قدامى يا بننننت
ضحكت "عشق" على طريقته و ذهبا ، اوصلها لبيتها فودعته و صعدت .....
دخلت الى غرفتها و ارتمت فوق فراشها ، تنهدت و لكنها و لـ اول مرة منذ زمن نامت بدون تفكير فى المها قد شعرت براحة كبيرة عندما ازاحت هذا الهم عن قلبها و شاركته مع شهاب .....
*********************************
بيت شهاب لامع بقلبه المُحِب ....
يجلس فوق فراشه و ينظر فى اللا شئ و يفكر فى كل شئ ، يفكر فى من شغلت عقله و أسرت قلبه ، يفكر فى عِشقه ...
و ماذا افعل الآن يا عِشقى ؟ كل ما بيدى أن أبقى بجانبك ولا شئ فى يدى سوى هذا ، فلا حبي لكِ سوف يساعدك ولا آلمى برؤية عذابك ، اريد أخذك بين ذراعى و استنشق عبير عِشقك و لكن كيف يدق قلبكِ بأسمى بعدما دق بأخر ؟!
هربت دمعة من عينيه لتأخذ طريقها على وجهه الذى لا يظهر عليه سوى الحزن
مسح دموعه بسرعة و قال فى نفسهِ
" ماينفعش ايأس ، لو حصل كدة مين هيدى لـ عِشق أمل عشان تبقى كويسة ؟ ماينفعش حتى لو على حساب قلبى لازم اكون جمبها انا مش هبقى كويس غير لما هى ترجع عِشق اللى دورها فى الحياة انها تخلى الناس عندهم أمل فى بكرا و كل حاجة حواليهم ، عِشق ماينفعش عِشقها يموت و إلا عِشق الحياة هينقص "
تنهد و دفع كل الافكار عن رأسه عدا فكرة واحدة ، مساعدته لـ عِشقه لتستعيد عِشقها
*********************************
فى بيت ما ...
يجلس "إسلام"  هو يحاول التفكير بـ اى طريقة ليرى بها "عِشق"
- مش قدامى غير الطريقة دى ...
خرج من غرفته و ذهب الى والدته و قال :
- ماما بقولك هو احنا مش هنروح نزور عمى ؟
نظرت له والدته و ابتسمت بسخرية :
-  ما تقول عايز اشوف عِشق اسهل !
نظر الى الارض و قال :
- اه عايز اشوف عِشق يا ماما
- روح ليها هو لازم احنا نروح معاك ؟!
نظر لوالدته بعينين دامعتين و قال :
- خايف .... خايف اقولها انى مش هقدر على البعد ده اكتر من كدة ما ألاقيهاش زى ما قالتلى ، مش هعرف ابص فى وشها اصلاً ! خايف تكون دى النهاية لو روحت كلمتها
- يعنى انت شايف أن انتو كدة لسة علاقتكم موجودة أساساً عشان تقولى نهاية ؟
- انا عارف ، انا بالنسبالى علاقتى بعِشق عمرها ما اتقطعت بس مش عارف هى هتنهيها لو كلمتها ولا لا
- روح كلمها يا إسلام يا حبيبى عِشق مش بتستغنى عن حد محتاجها ما بالك بـ اقرب حد ليها ؟!
- بس انا استغنيت عنها فى اكتر وقت هى محتاجانى فيه
- انت بعدت عشان ماكنتش عايز تعذبها بقربك
- بس مش هقدر اقولها
- قولها يا إسلام ، قول كل اللى فى قلبك قبل ما ييجى اليوم و تندم انك ماقولتهوش
اومأ برأسه فجذبته والدته و احتضنته ليبكى كالاطفال بين احضانها ، ها هو يخُرِج الطفل الذى بداخله ولا يعلم عنه أحد سوى والدته و عِشقه ....
********************************
استيقظت معشوقة بطلينا على خبر زيارة احدهما لها
انتفضت ما أن علِمت بقدومه فـ ها هو من تخلت بسببه عن قلبها أتياً إلى منزلها برفقة والديه فى صورة زيارة عائلية
لماذا ستأتى ؟ لماذا تأتى لى بكل مرة احاول بها أن اخرجك من حياتى ؟
حاولت التنفس لكى تهدئ من روع ضربات قلبها المتسارعة الخائفة ...خائفة مما سيحدث ، خائفة من أن لا تستطيع المحافظة على مشاعرها عندما تراه ، هى الآن تحاول نسيانه بكل الطرق ، لا تستطيع انكار ان حبها له قد قل ولكنه لم يقل
حبها له كـ اعز صديق لها لم يقل يوماً بل حبها الذى اكتشفت انها تكنه له هو ما قل ، نعم فـ لقد جرح قلبها و حبها بتركه لها
ولكنه لم يستطيع بفعلته ان يجعلها تكره صديقها......
تجلس و قد تملكها توتر شديد من القادم ، دق الباب مُعلناً وصول عمها و زوجته ... و ابنه
تلاقت عيونهما ما أن دخل المنزل ، ارتفاع بسرعة نبضات القلب ، فرحة ، خوف ، مشاعر تنتظر أن تخرج منذ مدة طويلة ....
وقفا امام بعضهما ليقول....

عِشقWhere stories live. Discover now