الفصل الرابع

38 9 5
                                    

اياماً تمر و يأتى شهر منتظراً انه شهر رمضان
تحضيرات و تجهيزات بكل البيوت استعداداً لـ استقبال هذا الشهر المبارك
و تحضيرات اخرى لـ اول يوماً به لأنه سيكون يوماً مميزاً بحضور الكثير من افراد العائلة ببيت "عِشق"
امتلأ البيت بـ افراد العائلة ، ضحك و كلام ، تحضيرات للطعام تساهم بها بنات العائلة فتارة تدخل واحدة و تارة تخرج لتدخل اخرى الى المطبخ و تساعدهن
انتهت "عِشق" من عملها و ذهبت لتجلس مع البقية
و فى حضور "إسلام" و "شهاب" بنفس المكان بدت هى مشوشة
يجب ان احاول السيطرة على مشاعرى كما وعدت نفسى و وعدت " شهاب "
هيا الان ل اكون طبيعية ولا افكر بـ اى شئ
كان هذا حديثها لنفسها و بالفعل كانت الحوارات الجانبية و المزاح الجماعى هما اسياد الموقف فى هذا اليوم
اقترب "شهاب" قليلا ليجلس على الكرسى المجاور لها
- كل سنة و انتِ طيبة
ابتسمت و ردت :
- و انت طيب
قفز "إسلام" ليجلس على المقعد الذى يحمله و وضعه امام "عشق"
- طبعا وحشتك الجملة دى لأن مافيش حد غيرى يقولهالك
نظرت له "عِشق" بغضب و قالت معه فى نفس الوقت :
- صايمة ولا زى كل سنة
قالت بغضب :
- هش من هنا بقى عشان مافطرش دلوقتى
قال بتمثيل البراءة :
- كدة يا عشق هتشتمينى ؟! ماشى ربنا يسامحك
- يااااختى حلوووة ! اتقمصتى يا بطة ؟
مد شفتيه و قال بحزن و تعبير طفولى :
- اه انا زعلت
- اتفلق !
انفجر "شهاب" ضاحكاً فقال "إسلام" :
- انت بتضحك !
- اهانتك
و تابع ضحكه ليزيد من حنق "إسلام"
- ماشى بس خليكم فاكرين سوف تندمون
وجد "إسلام" من يصفعه على قفاه ليتألم و ينفجر الجميع ضاحكين عليه
نظر خلفه ليجد "أحمد" والد "عشق" فقال :
- انتو كلكم عليا بقااااا ماشى يا عمى ماشى ربنا يسامحك
- ادام ماتقدرش تتكلم يبقى تخرس
- ما انا هقول ايه ربنا يسامحك
ضربه والده ايضاً فتألم حقاً و قال :
- كفاية بقى حرام عليكم قفايا ورم
لننظر للمشهد من جانب "شهاب" الذى تعلقت عيناه بعِشقه ، تعلق قلبه بصوت ضحكتها ، تعلق هو بها ....
لقد نسى من حولهم و لا يرى الان سواها ...هى فقط
نفض تلك الافكار عن رأسه سريعاً عندما سمع صوت والدها يتحدث

باقى من الوقت عشرة دقائق على اذان المغرب و الجميع يخرجون الطعام ليضعوه على المائدة كان "احمد" و "شهاب" يساعدوهم
قالت والدة "إسلام" له :
- شوف الادب و الذوق بيساعدونا مش زى نااااس
- قصدك ايه يا ماما
- انت و نظرك يا حبيب امك
- الحق يا باباااااا شوف مراتك بتقول ايه عليك
- ااااه يا إسلام ال ... اووووف انا صايمة استغفر الله العظيم غور من وشى دلوقتى
بعد ان انتهوا من الطعام و ساعدوهم ايضاً فى تجميع الاطباق ...
كانت "عِشق" تنظر الى "شهاب" الذى يساعدهم كانت كل ما تفكر به ما هذا الكائن ؟ هل هو بشر مثلنا ام انه شهاباً فريداً من نوعه ، نعم فهو يشبه الشهاب فى لمعان عينيه الزرقاء و جماله و الراحة التى يشعر بها كل من كان بالقرب منه بسبب طيبته
كيف لك ان تكون هكذا يا شهابى اللامع ؟!
انتبهت لما تفكر به ، ما هذا الذى يحدث ! ، نفضت هذه الافكار عن رأسها بسرعة عندما اصطدمت بمن شغل عقلها نظرت له و قد اتسعت عينيها و نظرت الى الارض بسرعة و ارتبكت ابتسم ابتسامة خفيفة لرؤية ارتباكها و خجلها ثم تمالك نفسه حتى لا تخجل اكثر ، جائت لتسير ولكنه بدون قصد اعترض طريقها عندما جاء ليسير بنفس الاتجاه و ظلا على هذا الحال عدة مرات الى ان امسكت هى بذراعيه لتثبته فى مكانه ثم مرت هى من جانبه
نظر هو ليديها التى وضعتها على ذراعيه ، بماذا يشعر الان ؟ ما هذا ؟ انها المرة الاولى التى تلمسه بها !
ذهبت ليضحك هو على شكلها و تصرفها
ركضت و هى تسمع صوت ضحكته
دخلت الى غرفتها و ضربت قدميها بالارض مثل الاطفال لشدة ارتباكها مما فعلت ، تألمت لضربتها فـ اخذت تبكى و هى تقول :
- هبلة بقااااااا
مسحت دموعها بسرعة و قالت :
- بتعيطى على ايه يا هبلة
وجدت باب غرفتها يدق ففتحت لتراه امامها يقول بلهفة :
- هو انتِ اتوجعتى ؟
- اححم لا هتوجع ليه يعنى
نظر لها بنصف عين و قال :
- هو انتِ رجلك اتخبطت ؟
- هتتخبط فى ايه يعنى
- فى الارض مثلا
- لا ايه الهبل ده
ضحك و قال :
- ماشى
جاء ليذهب ولكنه عاد ليقول :
- المرة الجاية ماتبقيش تخبطى رجلك فى الارض عشان ماتتوجعيش
و ذهب لتخبط قدميها فى الارض مرة اخرى و تتألم ليقول هو بصوتٍ عالٍ :
- هبلة
- اووووف غبية
*********************
خرجت بعد قليل غبيته لتجلس معهم و هى تتفادى النظر اليه و يضحك هو على شكلها الطفولى
قفزت احدى بنات اعمامهم لتقول :
- بما ان شهاب موجود و العائلة كلها متجمعة ما تغنى
ضحك "شهاب" ببلاهة و هو يقول :
- اغنى ايه يا ماما بس يا حبيبتى اتهدى يا قلبى
اصروا جميعاً و وافقوها و ما زال وضعه الرفض فقالت "عِشق"
- ارجوك يا شهاب غنى
نظر لها بهيام و قال :
- قولتى ايه ؟
- ارجوك يا شهاب غنى
- ده انا هغنى و هطبل و اعزف و ارقص شرقى كمان
قال "إسلام" مقلداً صوت النساء :
- ارقصى ياااا ابلتشى
- هيهييي
لم ينتبها كلاهما انهما يتصرفان بهذا الشكل امام ابائهم فقال "شهاب" :
- لقد وقعنا فى الفخ
- لقد تشحمنا فى الفحم
- انا قولتها صح من اول مرة يا غبى
- ايه ده اه صح
قالت بنت عمه :
- يلا بقى غنى
- طب مش هغنى ، و لو غنيت هغنيلكم هندى بقى
- ماشى غنى هندى
- لا هغنى تركى
- ماشى التركى حلو
- لا هغنى يابانى
- ولاااااا غنى ياض اى نيلة بقى ماتخلنيش اتعصب عليك
- ياااامااا فى ايه
- يلاااااا
- حاضر كتك نيلة اغنى ايه
قالت "عِشق" :
- channa mereya
رد "إسلام" :
- ده انتِ عايزانا نعيط بقى
- اسكت انت ، غنى يا شهاب عشان خااااطرى
- هييييييح يا جدعان
ضربه والدها فقال :
- ايه يعنى مالها عشان خاطرى مش فاهم انا اسكتو عشان اتنيل
نظر الى "عِشق" و بدأ بالغناء ....
Accha chalta hoon
Duaaon mein yaad rakhna
Mere zikr ka zubaan pe swaad rakhna

حسنا سوف اغادر الان
تذكرينى فى دعواتك
حافظى على ذكر اسمى على لسانك
Andhera tera maine le liya
Mera ujla sitaara tere naam kiya

لقد ازحت عنك ظلامك
لقد كرست و قدمت لكى نجمتى اللامعة

نظر الى "عِشق" بحب و تابع و هو يقول
Channa mereya mereya
Channa mereya mereya
Channa mereya mereya Beliya
O piya

يا قمرى ... يا قمرى
يا قمرى الحبيب
يا حبيبتى....

نظرت له "عِشق" بعدم فهم و لكنها شعرت بشئ غريب ، و كأن كلماته تخرج من قلبه لتتوجه الى قلبها و تخبره انها لها ... لها هى قمره و عِشقه و محبوبته

اكمل "إسلام" بحزن ....
mehfil mein teri
Hum naa rahe jo
Gham toh nahi hai
Qisse humaare nazdeeqiyon ke
Kam toh nahi hai

إذا لما اكن معكِ ، لا تحزنى ....
قصتنا و تقاربنا ، لا تنتهى ....

تابع معه "شهاب" :
Channa mereya mereya
Channa mereya mereya
Channa mereya mereya Beliya
O piya

يا قمرى ... يا قمرى
يا قمرى الحبيب
يا حبيبتى....

صمتا الاثنان لتقول ابنة عمهما :
- ده ايه الحزن و الكئابة دهياً ، لا فرفشوا و نعنشو كدة
ابتسمت "عِشق" ببلاهة و قالت :
- يبقى يلا نكمل غناااا
- و مين اللى هيغنى ؟
- انا !
تفاجأ "شهاب" منها عندما هبت واقفة هى و ابنة عمها و هى تقول :
- هيحصل ايه لو انفصلت عن حبيبى ؟
ردت عليها :
- هنغنى اغنية الانفصال !
لتغنى بمرح ....
Angrezi chidiya ki khaatir
Desi dil mera tod diya
حطم قلبى بسبب فتاة اجنبية

ردت ابنة عمها :
- الواطى الجبان

- Maine chhod diya
Usey chhod diya
لقد تركته .... تركته

- احسن احسن

-Dil pe patthar rakh ke
وضعت حجرا عوضاً عن قلبى

- ياختااااااى ياااااعينى عليكى

-Munh pe makeup kar liya
ثم وضعت مستحضرات التجميل

- ايوة كدة يا بت فرفشى

- Mere saiyyan ji se aaj
Maine breakup kar liya
لقد انفصلت عن حبيبى اليوم

قرر "شهاب" ان يمرح معهم فقال و هو يصفق :
- ايووووووة بقى زرغطى يا بت
- لولولولولووووووى

مثلت "عِشق" البكاء و هى تقول :
- Kuch din to rona dhona bumper kiya
لقد بكيت كثيرا بعض الايام

اقترب منها "شهاب" قليلا و قال بحب :
- محدش يستاهل دمعة من عينك يا قلبى
جذبه والدها ليتابع :
- ما تعيطى انتِ تفرقى ايه عن بقية البنات انتِ يعنى

امسكت هاتفها و هى تنظر له نظرة مضحكة و هى تفعل شيئاً به بغل
- Aur phir delete uska number kiya
,و حذفت بعدها رقمه من هاتفى

- ايوووووووة كدة يا جاااامدة
ضُرب مرة اخرى من والدها فقال :
- ليه كدة يا حاج ده انا بمدح فى بنتك
- نحترم نفسنا يا روح الحاج
- تمام يا برنس

كانت عيناهما متعلقة بها و لكنه كان ينظر الى "شهاب" الذى يغرق فى بحر حبها
ما هذا يا صغيرتى و قد جعلتى قلوبنا تتعلق بكِ ، سوف تحبينه فــ ليس هناك حباً مثل حبه لكِ و ليس هناك من قلبٍ لا يدق لمثل هذا الحب ...

ابتسم "إسلام" و وقف ليذهب تاركاً هذا المكان الذى يملأه الحب فلا يجب ان يبقى بمكان و هو يعلم ان قلبها من الممكن ان يتأثر بوجوده فيه ، فهو يحبها كـ اخ و لكنه يعلم انها لا تكن له مشاعر مماثلة
نعم فهو يعلم انها تحبه ، يعلم منذ حطم قلبها ظناً منه انه من الافضل لها و لكنه لم يكن يعلم انه يؤذى نفسه و يؤذيها معه .....

عِشقWhere stories live. Discover now