الفصل الخامس

519 81 175
                                    


الفصل الخامس

مضى حسن وشموس في طريقهما، إلى أن وصلا إلى ساحة التدريب، تلك التي خُصصت لتنمية المهارات والقدرات، لدى كل أفراد عالم الشماس، لكن هُم اكتسبوها بالفطرة، وهو عليه اكتسابها بالجهد والعمل، حتى يُصبح فردًا منتجًا لا عائقًا أو حملًا زائدًا عليهم.

_ اليوم سأعلمك قراءة الأفكار، بما أنك أصبحت تُجيد السير، لكن عليك عدم استخدام هذه القوى، إلا بإذن حفاظًا على خصوصية الجميع.

_ حسنًا.

_ هيا دع العنان لخيالك، وفكر بأحدٍ تشتاق له.

_ وهل هُناك من أشتاق له بوجودك، كانت تلك أفكار حسن التي ابتسمت لها شموس حين عِلمِها بها، لكن عليها تخطي الأمر كأنها لم تعلم.

_ حسن، هيا، ما بالك؟ أطلق العنان لأفكارك، واسمح لي بالولوج لها ممكن؟.

_ وهل هُناك أفكار ستتزاحم وأنت تحتلين الفكر والوجدان، وحين أراكِ أصبح ذاك الفتى الغِر الذي لا يرى أمامه سوى أحلام المراهقة، تقول لي أطلق عنان أفكارك، وهل أفكاري تتمحور بغيرها بطلة.

كل هذه الأفكار تزاحمت تِباعًا على عقل حسن، وكلها أصبحت قيد المعرفة لدى شموس، الذي اتخذ وجهها لونه من ألوان الطيف السبعة، لِتُوقف أفكاره وتمحورها عنها، بأن صاحت به قائلة:

_ حسن ما بالك، قلت اسمح لي بالولوج، وفكر بمن تركتهم خلفك بالأرض، وهل حقًا تحتاجين للولوج لأفكاره شموس، فقد اخترقتها بدون وجه حق أو إذن، كان ذاك تأنيب شموس لذاتها على ما فعلت من اختراق.

_ حسنًا أسمح بذلك، ولم يعلم بأنه لم يكن هناك من داعٍ لإذنه، فقد تم اختراق أفكاره والعلم بكل ما تُكنه نفسه، ليبدأ بالتفكير بوالده ووالدته، وكيف هم الآن.

_ هُم بخير، لا تقلق، لكن هم يشعرون بالاشتياق لك، هذا مؤكد، كانت هذه محادثة شموس الموجهة لأفكار حسن، لكن وجهتها على شكل أفكار حتى يستطيع التعلم.

_ لينظر حسن لشموس قائلًا لها بأفكاره: أنتِ بداخل عقلي, أسمعك كأنك تتحدثين لي.

_ نعم، وأنا أسمعك، وأعلم ما يدور بعقلك من أفكار، فحاذر، قالت ذلك مع ابتسامة لعوب، علَّه يفهم بأن أفكاره الآن أصبحت جميعها متاحة لها.

لتزوغ عينا حسن بمختلف الأمكنة، معتقدًا بأنه لن يفكر بها، حتى لا تتمكن من العلم بطريقة تفكيره بها وإحساسه تجاهها، ولم يعلم بأنها علمت بذلك، ودقات قلبها تسارعت كما تتسارع دقات الطبول في العزف.

_ هيا حسن، تابع التفكير بمن ترغب.

ليبدأ حسن حينها بالتفكير بريماس والتساؤل بما حلَّ بها ومعها، لتتسائل شموس عن من تكون هذه الفتاة الذي يُفكر بها، ليجيبها بأنها مخطوبته، لتشعر شموس وقتها وكأن سكينًا غُرس بقلبها الفتي، الذي وللمرة الأولى يشعر بدقاته المتسارعة،  والموجهة نحو شخص، لتحاول الثبات والمواصلة،  مُتسائلة ما بالها؟، ليقول لها بأن يوم قدومه هُنا كان يوم زفافه منها، وبأن عدم مجيئه سيسبب لها المشكلات، لتعلم وقتها، بأنها ارتكبت أكبر خطأ بنطقها للكلمات السرية، والسماح له بالعبور، لكن ما تفعل وهي لم تكن المتحكمة بالأمر، بل قوى أخرى فاقت قدراتها على التحكم، وللآن لا تعلم ما هي، لتنهي شموس الدرس على عجل، متخذة الحجّة بأنها نسيت أمرًا عليها فعله.

المرآة وابنة الشماسWhere stories live. Discover now