# تهديدٌ مُباشر

66 5 2
                                    








Chapter (44)





في قصر كوستافو (عمر دومان)...
عندما دخلت اليسا وحبيبها لقاعه الاجتماع انصدم عمر صدمه حياته لدرجه أنه أغمض عينيه وفتحهم من جديد فقط ليتأكد من أن ما يراه غير حقيقي.... ولكنه حقيقي وبشكل مؤلم.... فأخذت داريا تنده عليه بصوت خافت املاً بأن لا يسمعوها الاعضاء.. تقول له: "عمرر! هل انت بخير؟ عمر تحدث يا هذا قل شيئا!! عمرررر هل تسمعني؟؟؟!"
_
ف أخيراً قد ردّ عليها متصنعاً صوتاً ثابتاً بعيداً عن القلق و التوتر قائلاً: "انا معكِ.... انني معكم يا رفاق"
_
أمل: "لقد أخفتنا يا اخي.. خلنا أنه اصابك شيء"
_
عمر وهو ينظر ل إليسا بالمنظار: "لا تقلقوا... لم يصيبني شيء ، ولكن ربما يصيب غيري"
_
أمل: "مالذي تقصده بالضبط؟"
_
عمر يعي على نفسه فقال: "لا شيء.. لابد انني هذيت! ربما من قله النوم والسهر المبالغ به"
_
داريا: "سهر؟ ويحك يا رجل لا تكذب!! لقد نمت قبلنا جميعاً الساعه التاسعة ربما"
_
كايا وأمل: "كيف عرفتِ؟"
_
ترتبك داريا وتتلعثم لتخرج كلمات لا معنى لها حتى قاطعها عمر ضاحكاً: "حسنا كفاك تلعثماً لقد فهمت قصدكِ"
_
امل شهقت وقالت: "هل كنتِ تراقبيه؟؟ يا للهول حقاً تفوزين في امور كهذه يا داريا! ولله لستِ بشخصية يستهان بها"
_
فتضربها داريا بفخذها حيث أنه لا احد ينتبه... فابتسم كايا وقال: "حسنا لنصمت قليلا ونرى هذه الجميلة ماذا تريد"
_
امل بسخريه: "اين ذهبت يا كايا؟ لا يمكنكم جميعا أن تحبون من تريدون وانا لا!" (قالتها بنبره غاضبه)
_
عمر: "نصيحه مني يا أمل.. البقاء عزباء افضل بكثير من البقاء مرتبطه و تحت التهديد في أي وقت.... على الاقل لا أحد يخونكِ وهذا شيء ايجابي"
_
أمل بضحك: "كلامك جميل وانت محق.. لكن واضح أنك كلامك لم يعجب احدهم.."
_
بينما داريا اغلقت اللاسلكي الذي يؤدي الى عمر وبدأت تتوعد به بينها وبين نفسها... حتى نطق عمر دومان وقال: "هذه السيدة ديمتريسكو.. وهذا الوسيم هو حبيبها"
_
عمر بسخريه: "نعم نعم... حبيبها!"
_
كايا: "هل قلت شيئا يا عمر؟"
_
فيرد عليه عمر بنفي: "لا... انت تتوهم"
_
دخلت اليسا بكل فخر وأبتسامه برفقه حبيبها المكسيكي الى داخل القاعة.. حتى أنهم جلسوا على كراسيهم بجانب عمر دومان المعروف بشخصية كوستافو... بدأو بحديثهم عن العمل والبضائع والمخططات وما الى ذلك.. بينما ذلك القناص المسكين المغلوب على أمره فقط ينظر لها وكيف تبتسم وهو حاقد وعاقد حاجبيه بكل غضبٍ وحقدْ...
_
عمر دومان (كوستافو): "اذاً سيدة ديمتريسكو.. ماذا تخططين له؟"
_
اليسا: "قلت لكم من قبل انني أنظم اجتماعاً مع السيد أطلس تندوري من أجل المتطلبات اللازمه لتحقيق هدف ووكر... سأذهب وسألتقي به.. بالتأكيد سأعطيه نصف المال ولنرى ماذا سيقول"
_
كايا: "إن اعطيته نصف المال سيعطيك نصف البضائع.. إنها خطه ليست دقيقه سيده ديمتريسكو"
_
فتضحك قائلة: "لا تقلق...... أمثال اطلس همهم الاموال والشهوات... وانا سأقدم الاثنين كما فعلت مع رجل بالسابق.. أحببته وتزوجت به ، وبعد حيله ماكره مني صدق انني مُت وسحبت منه كل امواله.. بحكم ان أبوه ملياردير ، لذلك لا تقلقوا كل شيء سهل المنال عندي"
_
حاول عمر استجماع نفسه وأن لا يضغط على الزناد في أي لحظه... لانه كان شاداً جسده ويده ، فتكاد عروقه تخرج لشده ضغطه عليها... كلامها عنه بتلك الطريقة البشعة قد هزّ كيانه وآلم قلبه...
_
داريا باندهاش: "وهل هذا الرجل الذي كذبتي ولعبتي عليه مشتاق لكِ الان؟"
_
اليسا بابتسامه: "أراهن انه لا... لو أنه يشتاق لي لبحث عني في كل ارجاء العالم"
_
امل: "ما هذا الغباء الذي تملكينه يا امرأة؟ انتِ متوفيه كيف يمكنه البحث عنكِ؟"
_
اليسا: "لانه هو الغبي ليس انا... هو عسكري وكان يجب عليه أن يفهم الامر ولكن اتضح انه عسكري مبتدئ.. على كلاٍ هذا ليس موضوعنا...... أنتن ايتها السيدات ستكونن معي في الحانه لاجل المدعو أطلس.. تجهزن وكفّن عن الاسئلة التي لا داعي لها"
_
ثم نهضت من الكرسي قائلة: "سيد كوستافو.. لنا لقاء آخر بالتأكيد ، الى اللقاء"
_
ثم خرجوا متأبطين أذرع بعض.. بينما داريا اخذت تفكر فيما قالته.. ولديها شك كبير بأن الذي تتحدث عنه هو عمر.. فعمر قد قال لها كل شيء يخص حياته وتعرف أنه والده رجل غني وبالتالي العائلة كلها غنية.. وأنه عسكري وايضا لديه حبيبه من قبل...
_
مر بهم الوقت وناقشوا كل تفصيله بالعمل.. حتى هلم الجميع وخرج من القصر والقاعة... فحدّث كايا الجميع باللاسلكي قائلا: "حسنا يا اصدقاء.. لقد انتهى عملنا هنا ، يجب أن نعود الى نقطه الالتقاء.. وأنتم تعلمون اين هي ، الجميع يفترق"
_
نهض ووكر وقال: "حسنا اذاً... اتفقانا قائم حتى وصول البضاعة" ثم ذهب من عندهم...
_
تركت داريا وامل الموقع.. بعدها كايا.. بينما هم خارجين ينده خالد على داريا: "ايتها السيده الجميلة توقفي للحظه"
_
سمعته داريا ولكنها لم تتوقف بل أكملت مشيها دون أن تعطيه فرصه... فركض لها يريد ان يمسك بمعصمها الا وتأتيه طلقتين من بين قدميه حتى يرتعش ويخاف ويتوقف عما كان بصدد فعله... فقال بغضب: "هل هذه حبيبك هااا؟"
_
فيقترب كايا من خلف داريا وبيده السلاح: "عمر ليس موجود.. انا من أطلقت عليك! طلقتي القادمة لن تكون تحذيريه بقدر هذه.. ابقى بعيداً عنا ونحن سنعفو عنك ولن نسفك دماءك ، هيا داريا"
_
ثم ذهبت برفقتهم حتى بلغوا السيارة وانطلقوا...
_
خالد بعصبيه: "سأريكم ايها الحقراء! وانتِ يا ملكه الجمال كله سوف ترين كيف ستأتين لي طواعيه"
ثم ذهب لسيارته الفاخرة.....
_
عند عمر...
ترك موقعه وذهب لموقع آخر.. حيث ان تلك البقعة التي سيبقى بها تكون على مرأى عينه ويمكنه رؤيه اليسا او بالاصح نيل...... فإنبطح كعادته وقام بوضع كاتم صوت الرصاص ثم أدخل طلقه واحده فقط..... ثم صوبها ناحيه نيل وأطلقها.. حيث ان لا صوت لها وهي ليست رصاصة تقتل بل سهم صغير به متتبع ، قد ارسله على السيارة التي تركبها وهي تكون سيارة فارهه وجميلة المنظر.. بعدها وصلت له اشارة من ساعته التي بساعد يده وتدل على موقع هذه السيارة الان.... فأعاد عينه للمنظار ووجد حراسها يغيرون لوح السيارة... مما اثار الاسباب في رأسه ولكنه تجاهل الامر مع تخزين هذه المعلومه بعقله..
_
عمر: "والان يا سيده ديمتريسكو ، لنرى الى اين ستقضين عطله الاسبوع هذه"
_
بعد حديثه ذاك قد نهض وأخذ ما يلزمه وبعد تفرق الفريق قام بركوب السيارة برفقه مستلزماته وعاد لنقطه الالتقاء..
_
مرور زمني ~ حلول الليل....
كان عمر جالساً على سريره وعقله مشغول بأمور عده.... و أعقدها هو ما رأى قبل كم من ساعه... إنها هي نيل بدمها ولحمها... حتى شكلها لم يتغير ، التغير الوحيد الذي لاحظه بها هو أسمها... وحتما ستفعل بخافيير ما فعلت بعمر وغيره من الرجال الذين وقعوا ضحاياها.. مسك برأسه وضغط بقوة عليه... يشعر بألم شديد.. حتى دخلت عليه داريا ووجدته منهمكًا في شروده فأيقظته بحمحمتها... فألتفت عليها فجأة وبسرعه قصوى...
_
داريا تبتسم: "كيف حالك؟"
_
عمر وهو ينظر لها: "بخير.. انتِ كيف حالك؟"
_
تقترب منه داريا وتجلس بجانبه وتمسك بيده بهدوء وبكل حب... ثم تقول بابتسامتها: "أنا بخير ولكن أنت لست كذلك يا عزيزي... قل لي ما يجول بخاطرك وبعقلك هذا.. قل كل ما بجوفك من تساؤلات او اجوبه تريد اسئلة لها..."
_
عمر وهو يمسك بجبينه: "انا جيد لا تقلقي علي... فقط... رأسي يؤلمني قليلا"
_
فترفع كلتا يديها وتغرز اظافرها داخل لحيته الكثيفة ثم تثبت وجهه امام وجهها وهي تعبث بشعر خديه....
_
داريا: "أنت كتاب وقرأتك كثيراً الى أن حفظتك أكثر من نفسك إن قال لي هذا الكتاب انا بخير فلن اصدقه لانه لم يُكتب شيئا كهذا في أحد أسطره ، هل تعلم ما المكتوب؟"
_
عمر: "ماذا...؟"
_
داريا: "انا اتألم... انا اموت... انا يأس... انا كئيب... انا مرتاب... عقلي مشوش... رأسي يؤلمني... قلبي يخفق... عيناي تدمع... جسدي متكسّر... يديّ تترجف... تفكيري مرهق... عقلي مشغول... واخيراً... صدري به كتمه لا أكاد اتنفس منها... هذا ماهو مكتوب بالكتاب.. وليس جمله انا بخير!!"
_
يبتسم عمر من عيون تصحبها الدموع ، فأرتمى بحضنها وقام بأعتناقها بشده.... حيث أنه بذلك العناق يداعب شعرها بأنامله الناعمه وأما عن يده الاخرى فهي تمر في كل انحاء ظهرها... فأبتسمت وقالت وهي تعبث بشعره من الخلف: "ماذا حصل يا حبيبي؟ أخبرني"
_
عمر وهو مغمض العينين: "سامحيني يا داريا.... على كل شيء فعلته لك... سامحيني إن آذيتك يوما ما.. وسامحيني إن سلبت أحد أعز ما تملكين يوما ما، فأنا بشر ومن الطبيعي أن أخطئ ولكنه خطأً ليس مفتعل من طرفي.. سامحيني ارجوك"
_
تضحك داريا لتخلق جو مازح "لماذا تتحدث هكذا؟ هل ستسافر مكان وتتركني يعني؟"
_
عمر: "ربما إن علمتي سأسافر لمكان لا رجوع منه"
_
داريا باستغراب: "ماذا تقصد؟"
_
يفك عمر العناق وهو يلمس تقاطيع وجهها قائلاً: "لا بأس.. أنسي ما قلته... أعدك بعد هذه المهمه سنعود لبلدتنا ونتزوج بأسرع وقت... وأمنحك السعادة التي سُلبت منكِ.. وانا تحت أمرك وأمر والدك.. الى ان اتزوجك وانا تحت امركم وما تطلبونه يُنفذ بالحرف الواحد"
_
تفرح داريا كثيرا فكلامه نابع من القلب.. فتقوم باحتضانه اكثر بكثير وتقبّل عنقه بحب.... فتبتعد بعدها عنه...
_
عمر: "انا سأذهب الى الكافتيريا القريبة من هنا.. احتاج قهوة تصحيني"
_
داريا تبتسم: "تمام... انتبه على نفسك"
_
عمر يبتسم: "وانتِ ايضا..."
ثم اقترب وقبّلها من شفتيها بحب وسرعه ثم نهض آخذاً معطفه خارجا من الغرفه تاركها تتبسم وكأنها ملكت الدنيا وما فيها...
_
بعد مرور القليل من الوقت ~ أمام منزل اليسا الزجاجي.. راكنا سيارته على جانب.. لابسا لبس ساعي البريد.. بين يديه ظرف مغلق بأحكام... سحب عمر سلاحه وأدخله خلف خصره لكيلا يجذب الشبهه... بواسطه السهم الذي زرعه في سيارة اليسا قد تتبعها الى المكان الذي هي تقطن به.... ف توجه للباب الرئيسي بهدوء بين اصوات الكلاب النابحة و السيارات الذاهبة والعائدة...
_
وقف قُبيل الباب وأنزل رأسه للاسفل وبحكم أنه يلبس قبعة ساعي البريد فوجهه لا يتبين.... رنّ الجرس وانتظر لمن يفتحه... رنّ مره اخرى وسمع صوتاً يقول: "آتيه آتيه"
_
ففُتح الباب بواسطتها ، رآها تلبس روب وكأنها للتو خرجت من الغرفه فزاد قهره اكثر أما هي عندما رأته ابتسمت وقالت:"تفضل؟"
_
يمُد عمر لها البريد ويقول بصوت خشن قليلا لكيلا تتعرف عليه: "وصلك بريد يا.. نيل اوغلو الملقبة بأليسا ديمتريسكو"
_
استغربت نيل فقالت: "كيف عرفت أسمي؟؟"
_
يرفع عمر رأسه بملامح مبهمه قائلاً: "لانك عشتِ معي وتزوجتِ بي... وأحببتني او بالاصح تظاهرتي بذلك"
_
فانصدمت واخذت تنظر له.. فشكله تغير كثيراً عن آخر مره رأته بها... اصبح أوسم بكثير من قبل فقالت ولا زالت على ذات صدمتها: "عممر؟؟؟ ه.... هل هذا أنت؟"
_
عمر: "ومن رأيتي غيري؟ شبح عمر مثلا؟؟ ، لا أود أن اعكر مزاجك ، يبدو انك في كيفٍ رائع... هذه الرسالة"
_
ثم رماها بوجهها قائلاً: "اقرأيها جيداً ، ولا تفوتي ولا حرف لان الكلام جدا مهم ومتعلق بحياتك"
_
فسمعوا صوتاً من داخل المنزل: "حبيبتي!! أين ذهبتي؟"
_
عمر يبتسم بسخريه: "هل هذه ضحيتك الاخرى؟ كم هو مؤسف لدى الرجل.. سيفقد حياته في أي لحظه بسببك"
_
نيل: "ماذا تريد يا عمر؟"
_
عمر: "لا اريد شيئا ايتها الخائنة والمحتالة! فقط قومي بقراءة هذه الرسالة جيداً"
_
وصل خافيير وهو عاري الصدر فرأى عمر وابتسم: "مرحبا.. اعذرني يا رفيقي على هذا المنظر ولكن أود ان اطمئن على زوجتي"
_
عمر يتصنع الابتسامة ويقول لخافيير وهو ينظر لنيل: "زوجتك؟ رزقكم الله السعادة التي تتمنوها.."
_
ثم سحب نفسه من وسط المكان دون أن يلفظ أي حرف واحد ثم ركب سيارته وذهب بحال سبيله...
_
خافيير: "من هذا يا اليسا؟"
_
نيل تتلعثم: "هو؟؟ لا احد يا عزيزي...! مجرد ساعي بريد لا أكثر ، هيا بنا لندخل ونكمل ما بدأنا به"
_
فدخلوا للداخل بينما عمر كان في مراقبتهم... عندما رأى ان انوار المنزل طُفئت قد غادر البقعة....
_
في داخل منزل نيل..... عندما تأكدت من ان خافيير نائم بعمق نهضت واخذت تلك الرسالة وفتحتها لتقرأها...
_
"أحببتكِ وفتحت قلبي لكِ ولكني لم أكن أعرف انك بهذا المستوى المنحط!! انت أنانية يا نيل ، وحقيرة وعديمة احساس وليس لديك ضمير ولا قلب ينبض ، ليس لديك عقل لتفكري به! لاني بعد الان لن أتركك على راحتك وسأعكر صفو مزاجك! لدي نصيحه واحده لكِ.... أوصدي ابوابك جيداً ونامي وعينيك مفتوحة ، لاني في مراقبتك كل يوم وكل ساعه ولا تنسي أن تحفري قبرك خلف منزلك الفاخر هذا"
_
بعد أن قرأت الرسالة دُبّ بها الرعب قليلاً فهي تعرف ان عمر اذا قال كلام لا يخرج عنه... وان قال يراقبها فهو فعلا يراقبها وإن قال انه لن يتركها على راحتها فهو فعلا لن يتركها وتعلم جيداً أنه يمتلك عقل سيتسبب بموتها دون أن يتعب نفسه...
_
كورت الرسالة بيدها وقطعتها تماما وهي خائفة وغاضبة بآن واحد... فقالت: "من أين خرجت يا هذا!! من أين خرجتت!!"
_
يتبع بالبارت القادم💗





القناص - الصيّاد العظيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن