٨. شحوبُ الأسمَر.

470 45 87
                                    



خطواتٌ خَفيفة تركَ خُفاشُ سيؤول بينما نزلَ برفقةِ سوو,
" والدتُك .. لا تُريدُني أن آتِ إلى هنا, ألهذا لم تُخبرني أنكَ خائِفٌ منذُ البداية؟"
- سمعَ كيونقسوو همسُ جونق إن فاستدار,
" امم .. " - تحومُ عيناه حولَ المنزِل,
" لا بأس, لو أن والدتي كرهت أحدُ أصدقائِي انا أيضًا لن أدعوهم إلى منزلنا " - يبتسِم بينما يستنِد على الحائِط بجانبِ الباب..

ابتسمَ سوو أيضًا,
" لكنكَ تسكنُ وحدُك, هذا مُريح " - يقهقِه,
"إن كنتَ تكرهُ منزلُ عائِلتُك كما كرهتُ انا منزلُ عائِلتي صدقني هوَ مريح " -
يهزُ سوو كتفيه " لايمكنني أن أكرهُ هذا " - تحسسَ البابُ الخَشبي ثمَ أكمَل بـ " حماقةٌ أن أفعَل بينما لا أملكُ مفرًا منه " ..

يرى جونق إن الكبتُ في عينيَ سوو,
يتنهَد,
يواجِههُ همسُ سوو " شكرًا لأنكَ أتيت إلى الداخِل, أشعرُ براحةٍ الآن " - يبتسِم,
لكن جونق إن لا يشعرُ بها أبدًا,
هوَ يكرهُ أنهُ دخلَ و علِمَ بأثآرِ الخفاشِ الآخر!

"سأراكَ غدًا ؟" - سألَ جونق إن ففتحَ سوو الباب,
" أرآكَ غدًا " - أجابهُ سوو,
ربتَ جونق إن على الغُرةُ الكَثيفة فطأطأ سوو رأسهُ بعينانِ مُغلقتان,
" وداعًا " - همسَ جونق إن قريبًا منه,
رائِحتهُ الرجولية قريبَةٌ جِدًا..

تحسسَ سوو ذِراعهُ قبلَ أبتعادُه,
يُغلِقُ البابَ خلفه و كأنما أطلقَ عدادُ القُنبلةُ الموقوتةُ ؛ جونق إن,
يركبُ الأسمرُ سيارتهُ بعدَ تحديقهُ في البَرق,
زمجرَ غاضِبًا بينما إنطلقَت سيارتهُ مُبتعِدَة..

يركنُ في الحيِّ المُجاوِر,
في زقاقٍ بعيد هوَ أخفى جسدهُ عاري الصَدر,
و بجناحيهِ حلّقَ مسرِعًا,
يُحدِقُ في سوو عبرَ النافِذة..

يدنو إلى الرَصيفِ أمامَ المنزِل,
بلا تردُدٍ يقضمُ ذِراعهُ السمراء,
ينثرُ دِماؤهُ حولَ منزلُ سوو,
يُحلِق إلى السطحُ المُنحني بدماءٍ تُلطِخُ بنطالهُ المُخملي..

بهذا هو يُخفي رائِحةُ سوو عن أيُ خفاشِ آخر,
ليُعلِمُ جميعَ الخفافيش أنَهُ هو؛ كيم جونق إن, الخَليفةُ الأول,
سيحمي من يسكنونَ هذا المنزِل بدمائِه و إن كانَ ضِدَ أكبرُ الخفافيشَ و أكثرهم قُوَة ..

البرقُ يشتدُ حوله، مُضيئًا السماءَ بأكملِها
فيعلمُ الاسمرُ بأنهُ أغضبَ أحدهم,
يبتسِمُ برِضًا ثمَ يُحلِقُ عاليًا,
صوتُ جناحيةِ يرتطِمانِ ببعضِهما؛ كعاصفةٍ رَعديةٌ لا تهدأُ غضبًا ..

*

*

*

" آه بُني, تبدو وسيمًا" - همسَت والدتهُ تُداعبُ وجنته بينما ابتسمَ هو بهدوء,
انها التاسِعةُ و النصف صباحًا,
الحفلُ على وشكِ البدء ؛ هوَ لا يرى سوو ..

THE GAYS WORLD II.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن