٩. الخزانة البيضاء.

425 44 56
                                    




--

"انا معجبٌ بِك" -
نطقَ جونق إن مجدَدًا,
يُغلِق عيناه ليحميها من هالاتِ سوو المتغيِّرَة,
يسمعُ صوتُ الرعد المرتفِع,
يعلمُ بما سيُجيبهُ سوو,
لكنهُ في لحظةٍ تحدثَ قلبه؛ لحظةٌ بعدَ أكثرُ من عامِ كتمان..

يسمعُ إرتعاشُ أنفاسُ سوو عندما رفرفَ الشعرُ الأشقَر في الهواء,
يفتحُ الوَسيم عيناه ليُحدِق بِه أخيرًا,
يتحاشى عاداتهُ في حدةِ عيناه, و نظراتهُ المُخيفة,
يفقِدُ أنفاسهُ عندها..

سوو بشعرٍ مُبعثَر,
عيناهُ الواسعتان, و شفتيهِ المبتاعِدتان,
يبتلع ثمَ تهربُ عيناه من الأسمَر,
"آسِف" - نطقَ الإثنانِ في الآنِ ذاتِه..

" ماكان يجبُ أن .. " - قالَ كيم بينما يتقدمُ بصدرِه إلى الطاوِلة,
" أبدًا, لا تعتذِر " - قالَ سوو,
" هو .. اني لستُ في وضعٍ مناسِب للمواع.. " -
يُقاطِعُ كيم جملةُ سوو بـ " لم أخبرك لتواعدني, فقَط أردتُ إعطاؤكَ سببًا يوَضِحُ لكَ رغبتي في التقربِ منك " .

سمعُ سوو تبريرُ كيم,
يشعرُ بثقلِ قلبه, يقِف,
" اه, حسنًا سأغادِر انا, يبدو .. انها ستمطِر " - يُشيرُ إلى السماء,
" حتمًا " - قالَ جونق إن يقِف خلفه مُحمَلٌ بالخزي..

يَلتقِطُ سوو حقيبته,
" شكرًا على العشاء " - " شكرًا على الهدية " - ابتسمَ ذو الجسدِ المفتول,
هزَ سوو رأسه, يفتحُ البابَ لنفسِه متعجِلًا,
أسرعَت ساقيّ كيم خلفه,
يستديرُ سوو إلى الباب فيلتصِقُ بجونق إن الذي ابتعدَ خطوتين للخلف..

" أرآكَ لاحِقًا ؟ " - همسَ سوو,
بتردُدٍ رفعَ جونق إن كفه إلى القُبعةُ البيضاء القُطنية,
يُربِت كيم عليها "حتمًا" - أجابَ همسهُ همسًا..

هزَ سوو رأسه بينما ابتعدَ مُسرِعًا,
وقفَ كيم للحظةٍ هناك؛ حتى سمعَ أجراسُ المصعَد,
يبتلع بينما يُغادِرهُ شعاعه و تزورهُ هالةُ الثمالة,
يصفعُ الباب خلفه بسوء..

تنهدَ بكتفينِ ثقيلين,
" اللعنة عليك جونق إن " - يتسخطُ بينما يُلقي بنفسِه فوقَ الأريكَة,
بوابةُ الشُرفةُ مفتوحه, الموسيقى هادِئَة,
الرياح بارِدَة, يسمعُ صوتُ المطَر,
لا يقلَق بشأنِ الأطباق بالخارِج, يُغلِق عيناه مُستاءً..

فتحَ عيناه للحظة,
يجلِس بسرعة,
يتحسسُ كتفيه,
يُحدِق في الساعة,
هوَ لم يُعاني اليوم!
هوَ لم يتحول دونَ رغبته اليوم!

يعاوِدُ التمدُد بينما يتذكرُ قِمةُ رأسُ اللطيف,
تنهدَ بينما يهمسُ لنفسه " أفسدتَ الأمر" -
يعلمُ بما سيحدثُ بعدَ اليوم,
لا يجهلُ مشاعرُ سوو أبدًا ..

*

*

*

THE GAYS WORLD II.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن