🌠

305 39 185
                                    

عاجزة عن أي مما يفعل البشر ، كنت أشاهد جدتي تبادل أفراد الفريق واحدا تلو الآخر السلام.
و أنصت إلى صوتها يعارك في داخلي كل طرق الاتزان و التعقل ، تستطيع مبادلة الأحاديث كما نفعل ، باطنيا.
اقتربت مني أخيرا ، و قبلت جبيني بوقار الجدة ، ثم مسحت لي وجهي و هي تردد كلمة غريبة غير مفهومة ، بيد أنها حفظت على الفور في ذاكرتي

="أستيري"=

أستيري؟ مفردة غريبة لا تملك في عقلي أي مرادف أو معنى ، لكنها تبدو مألوفة بعض الشيء ، و كأنها اسم شارع أو مطعم سبقت لي قراءته.
أشارت بيدها لمن يقفون خلفها دون أن تلتفت، عرفت بأنها تقصد جاي لحظة امتثل إلى يمينها

="أعطني يدك"=

نفذ جاي كلامها من فوره و على أنه شريك متفق معها ، في حين كنت أشاهد مذهولة و كأنني في خضم جلسة شعوذة ما.
دفعت بكفه لتغطي يدي الحرة ، ثم تناولت قطعة قماشية مميزة الشكل و الملمس ، و دستها أسفل يدي

="أستيري"=

أعادت ترديد الكلمة مرات ثمان ، بادلتنا ابتسامة دافئة و جلست من ثم.
سحبت يدي فورما فارق جسدها مكاننا أمتنع عن ملامسة جاي ، كانت هذه مجرد البداية في خطتي الطفولية المزعجة

="دينا ، حفيدتي الحلوة ، لا أعرف كيف أقولها لك ، لكن حياة طبيعية هي أصعب مرام قد يزور خاطرك يوما ما"=

="لم أكن طبيعية يوما جدتي"=

="بالضبط ، هذه حقيقة لا يمكن نكرانها"=

كنت فيما سبق أفكر في المفارقات ما بيني و بين الفتاة التي يحب جاي ، أما الآن ، و بعد ما قالت جدتي ، يبدو لي حقا أنني و تلك الفتاة واحد لم نفترق.
فهمتها فيما سبق بشكل آخر تماما ، و كأن تلك الروح المرتبطة بالنجمة كانت منفصلة عني ثم ارتبطت بي ، و الآن اتخذ تفكيري نحوا آخر ، يبدو أننا لم ننفصل لنتوحد ، لقد كنت طوال حياتي على معرفة بهم ، ثم نسيتهم ، قبل شهر واحد بالضبط ، ليلة عيد ميلادي.
كنت أتأمل النجوم وحيدة ، لا تنغص علي حقيقة نسيان جميع من حولي لهذا اليوم سحر هدوء الليل ، و لسبب مجهول ، ركن تفاصيل تلك الليلة ضبابي و محذوف ، بيد أنها محددة بين معارفي على أنها المرة الأولى التي سمعت فيها أصواتا تنبض من جوفي.
أستيري ، تعود تلك الكلمة لتدور في ذهني كشبح غبي لا يعرف أين يذهب.
أشار جاي لووني و خرجا معا ، شرعت جدتي تتفحص كتيبات غريبة كانت تحملها في حقيبتها ، لا تشبه جدتي المشعوذات ، نحيلة وقورة و جميلة المظهر، تتحدى بأناقتها فعلات العمر

="ألا نلعب؟"=

="صن! ماذا سنلعب؟"=

فتيان النجوم~ENHYPENحيث تعيش القصص. اكتشف الآن