183 32 203
                                    

و من ابتسامة جايون الساحرة ، انتقلت بي الرؤية إلى الظلام مرة أخرى ، قاس علي جدا أن أترك ذكريات الطفولة و أمضي إلى جسدي المتهالك هذا ، أعني صدقا ما أقول ، و بكل ما لكلماتي من أبعاد.
لا أحس بأي محيط هذه المرة ، و أجد ممرات سمعي فارغة من الأصوات حتى أبسطها ، بت الآن أشك في حقيقة بقائي على قيد الحياة

="أين ذهبتم!؟"=

="دينا"=

هذا و أنا متأكدة جايك.. اكتشفت في اللحظة كم أفتقده ، لم أره مذ عبر ليل البارحة ، حضوره أزاح عن صدري أثقالا لم أعلم بوجودها ، الراحة عرفت طريقها نحوي إذ حضر

="جاايك! ليتك تعرف كم أفتقدك!"=

سمعت أنفاسه تطرب ، خيال ضحكته هذه يجعل السواد في رأسي يبتسم ، يحيله لوني المفضل لوهلة ، يحيله جامعا لكل زهو الكون ، يحيله حلما يضج بالحياة.
أخاف في بعض الأحيان كل هذه المشاعر المتجمهرة

="آه..أود البقاء معك للأبد..أبحث عن طريقة لأتوحد مع جسدي دون انتظار يوم مولدي ، انسي الأمر الآن ، أخبرني نيكي منذ قليل بما حدث ، لذا جئت أساعدك"=

="كيف ستساعدني؟"=

="لأكون صريحا ، لا أعرف ما يجب فعله ، لكنني لن أقف مكتف الأيدي"=

أخال ثغري و قد بان باسما ، صحيح أن الأمر مستحيل في ظل الشلل الكامل هذا ، بيد أن شيئا كالحبور لا يحتاج دون النية قوة خاصة ، يمكنه أن يبان في أنفاسي حتى

="احك لي شيئا من ذكرياتنا ، أظن هذا ناجعا"=

="يوم لقائنا مثلا؟"=

="لا..رأيته منذ قليل"=

="حقا!؟ أترينه غاليا إلى هذا الحد؟"=

لا أفهم ما يثير عجبه ، بغض النظر عن استدلاله لهذه الحقيقة ، ألا يعرف بكونه و كل ما يتعلق به غاليا لا يمكن أن يستعاض عنه بأي كان؟

="اشرح سيد جايك"=

="هذه المشاهد التي ترينها هي محاور حياتك المفقودة ، و لحظة تتمين رؤيتها ستعود ذاكرتك"=

محاور حياتي ، تعطي هذه العبارة انطباعا غريبا ، و كأننا نتكلم عن خمسين سنة من الكفاح و العمل ، و ليس عن سبع عشرة من اللهو و اللعب.
لمسة سريعة عصفت بفكري ، جايك كان يحاول لفت انتباهي إليه ، المشكلة في حالي أنني لا أتوقع أي حركة ، ما يجعلني أهلع لمجرد لمسة بسيطة

="لدي واحدة! يوم ذهبنا جميعا لنخيم وحدنا في الغابة ، دائما ما تقولين أنه أفضل و أغبى يوم في حياتك"=

فتيان النجوم~ENHYPENحيث تعيش القصص. اكتشف الآن