🌒

163 32 90
                                    

مر يومان على صحوتي من جديد ، لم يحدث فيهما ما يذكر ، سوى أنني تخلصت أخيرا من ثقل الجبيرة ، و قد صعق الطبيب بسلامة كامل جسدي ، لن يفهم إذا ما حكيت له ، و لا يهمني صراحة.
سأعود غدا لأحضر الحصص الدراسية ، كان هذا قرار أمي ، نقله لي على لسانها داني ، و قد وقع الأخير مراسلا ما بين الحدين المتحادين ، أعني نفسي و أمي.
لم تذهب أمي إلى العمل مذ تخاصمنا ، و احتجز حضورها كل فرد من العائلة في غرفته طوال اليوم.
كنت أتصل بأصدقائي كلما شعرت بالضيق ، و إذا ما زاد حالي سوءا ، أخرج فأجلس مع هيسونغ و داني ، نتبادل بعض الأحاديث الفارغة التائهة ، ثم أعود إلى وحدتي.
أما اليوم ، فلا معينا في البيت ، داني في المدرسة ، أبي في العمل ، جدتي في الجحيم ، أعني في بيتها ، و هيسونغ خرج صباحا دون أن يعلم أحدا بوجهته.
ليس من أحد سواي و سوى أمي ، أحتجز نفسي في غرفتي ، و أمي تذهب و تعود في أرجاء الخارج.
حضر اسم جونغسونغ فجأة في بالي ، أود محادثته ، و أظنني بمكالمة ما سأخلص رأسي من التفكير في أمور العائلة التعيسة.
حملت هاتفي و نفذت ، طال انتظاري بعض الشيء ، كنت سأتصل لأحادث جايون بدلا منه ، لكنه و في آخر لحظة أجاب

_"دقيقة واحدة و سأتصل بك دينا"

_"لا بأس ، الأمر ليس مهما ، سأكلم جايون"

لم ينه المكالمة ، كنت سأفعل لو لم أشعر بأنه سيتابع الكلام ، بت أتحكم في التعرف إلى مشاعره كما كان يفعل معي تماما ، شعوره مؤلم نوعا ما ، و سوف يقتلني قريبا

_"ماذا فعلت لتقولي شيئا كهذا؟"

_"ماذا بك؟ لا أقصد قول شيء ، اهدأ فحسب"

_"أنا هادئ ، هيسونغ معي لو أردت أن تسألي عنه ، اذهبي الآن و كلمي جايون عزيزتي"

و هنا قرر إنهاء المحادثة ، لم يكن يجب أن أذكر أنني سأكلم جايون ، كنت أريد فقط أن أوصل له أن الاتصال ليس بهذه الأهمية لو كان مشغولا ، لكنه فهم أنني أحاول إثارة غيرته ، و كأن عقلي متفرغ حقا لمثل هذه التفاهات.
نفذت دون اهتمام مطلبه الأخير ، و اتصلت بجايون ، أرى نفسي مذنبة ، لكنني و حقا ما عدت أستجيب لمشاعري.
لم يتأخر جايون في الرد ، أشعر بتحسن كلما كلمته ، و مع أنه لا يذكر من قصص النجوم شيئا ، فلا أستطيع أن أشكو له ما في بالي

_"ديدو! كيف حال وردتنا اللطيفة؟"

_"ستذبل قريبا"

_"لا تقولي هذا ، ما رأيك أن نخرج معا؟"

_"لم لا؟ انتظرني ، قادمة"

بدلت ملابسي سريعا ، و تسللت بصمت نحو الخارج لئلا تجمعني بأمي أي محادثة مهما اختصرت ، فتح الباب المقابل لبابنا في اللحظة التي وصلت فيها الدرجات ، لم أنظر خلفي ، و تابعت رحلتي نحو الأسفل

فتيان النجوم~ENHYPENWhere stories live. Discover now