"الفصل التاسع عشر"

29.8K 2.2K 399
                                    

اكتفيتُ منكَ عشقًا.
(الجزء الثالث)
بقلمي فاطمة محمد.
الفصل التاسع عشر:

'الانسان لا يشغل مكانين في وقت واحد , ولكن قولي لي كيف أنك هناك وأنت هنا في قلبي في الوقت نفسه ؟'
- أنيس منصور.

_______

كاد مروان أن يغادر تاركًا إياها لكنه تراجع تلك الخطوات التي خطاها..وعاد واقفًا في مواجهتها...فقامت برفع إحدى حاجبيها وتمتمت ساخرة:
-ايه نسيت تقول حاجة !!؟

نفى محركًا رأسه ثم علق وهو يحك أنفه والمكر يشع من عيناه:
-والله كان نفسي اقولك الغي رحلتشي بس مقدرش اقولها قلبي ابن الصرمة ميطاوعنيش..وبعدين مش كفاية تقل بقى ولا ايه..ده احنا خلاص كلها أيام وتبقى معايا..وهيتقفل علينا باب اوضة واحدة...ومقولكيش على اللي هيحصل..وحياة امي ما هعتقك..ويا انا يا أنتِ يا لولو....

انتهى رامقًا إياها..بنظرة خاطفة من أعلاها لأسفلها مغادرًا المنزل..تاركًا إياها…

جالت عيناها بالمطبخ الذي كانت تلجه رفقة والدتها...متذكرة طفولتها...فأخذت نفسًا عميقًا وحاولت شغل ذهنها وبدأت بتحضير الطعام لوالدها....لكن عادت الذكريات تهاجمها من جديد...وتذكرت ذلك العناق بينها وبينه..بعد تلك السنوات؟!!!!

لمعت عيناها تاركة ما بيدها مستشعرة خيانتها لوالدتها..مانعة دموعها من الهطول على وجنتيها وشهقاتها التي ترغب بالتحرر من فوها....

متمتمة بحزن وتحسر:
-أنا آسفة يا ماما...آسفة..سامحيني..مقدرتش امنع نفسي أني اخاف عليه...خفت ابقى لوحدي...أنا مطمنة عشان عارفة أنه موجود وبيتنفس...انا آسفة...مش بأيدي..والله ما بأيدي..

هنا وانهمرت دموعها ولم تستطع كبحهم او منعهم اكثر من ذلك...
تركتهم يتحررون ويهبطون على وجنتيها وبعد ثوانِ كانت تتذكر فعله مروان و وقوفه جوارها بتلك الظروف...بل ومجيئه معها…

زينت بسمة محياها...لكنها لم تدم طويلًا...وبدأت بالتبخر تدريجيًا تزامنًا مع رفعها أناملها ومسح عبراتها متذكرة تلك الصدفة التي جعلته اليوم يأتي بذكر والدها وبعدها بلحظات يأتي لها مكالمة من جار والدها تخبرها بمرضه..

عند تلك النقطة ضيقت عيناها...متذكرة ذلك الجار الذي غادر عقب فتحه لهم..ثم غادر ولم يلج رفقتهم حتى…

بل ورفض والدها الذهاب إلى المستشفى للأطمئنان عليه…

هزت رأسها كأنها تحاول رفض تلك الأفكار وإقناع ذاتها بأنهم لم يخدعوها...كي تُصلح علاقتها مع والدها وتعود كالسابق.
-لا..لا مستحيل يكونوا بيضحكوا عليا...هي اكيد صدفة..مستحيل يكونوا بيخدعوني..

نهرها عقلها مخبرًا إياها بسخرية:
-ومستحيل ليه..ده مروان..

بعد ساعة تقريبًا..

اكتفيتُ منكَ عشقًاWhere stories live. Discover now