"الفصل الثالث والعشرون"

34.5K 2.3K 412
                                    

اكتفيتُ منكَ عشقًا.
(الجزء الثالث).
بقلمي فاطمة محمد.
الفصل الثالث والعشرون:

'تقولين لي أنك تخافين الحب، لماذا تخافينه يا صغيرتي ؟ أتخافين مجيء الربيع ؟! '
- جبران خليل جبران.

___________

إتبعها بسام راكضًا للخارج عقب انتهائه من كلماته التي صدمته أولًا قبل أن تصدم آدم..مدركًا حينها سبب غيرته وعدم تحمله لرؤيتها تُحدث أو تتحدث مع رجلًا آخر...آخر قد يهيم بها وتهيم به….نفض كل تلك الأفكار من رأسه بالوقت الحالي و وضع جام تركيزه بالبحث عنها...من المؤكد أنها لم تبتعد كثيرًا…
وبأنفاس لاهثة توقف كي يلتقط أنفاسه المتسارعة...فعيناه لم تلتقطها حتى الآن…
جالت عيناه بتركيز محاولًا إيجادها بذلك الزحام المتواجد بالطُرقات…
ثم قام بدس يده بجيب بنطاله وقام بأخراج منديلًا ورقيًا ماسحًا به ذلك العرق الذي تصبب من جبينه أثر ركضه….

وبتلك اللحظة تحديدًا رآها تخرج من إحدى المطاعم التي تُحضر الوجبات السريعة والخالية من الزبائن بعض الشيء...وتقضم من شطيرة قابعة بين يداها...ويليح على قسماتها الذي بات عاشقًا لها الجوى والأسى…

لم ينتظر أكثر خاصة عندما وجدها بدأت بالتحرك والغياب عن مرأى بصره…
ركض من جديد...حتى أصبح خلفها فقام بمناداتها بخفقات مضطربة وأنفاس عالية:
-مريم…

التفتت له متعرفة على صوته المميز بسهولة...رامقة إياه بأعين قد غاب عنها الحزن...وحل مكانها الغضب..وربما الغيظ الكبير..من إهانته لها وطردها…

عاقدة ما بين حاجبيها قائلة وهى تمضغ الطعام بين اسنانها بغل:
-مريم في عينك...اسمي ميجيش تاني على لسانك اللي لسة طردني ده..وبعدين جاي ورايا ليه ها..جاي تكمل ته

قاطعها وهو يتقدم خطوة وبسمة محبة تعتري ثغره متمتم:
-جاي عشان تيجي معايا...أنتِ مش هتمشي قبل ما تسمعي اللي عندي وسبب اللي عملته من شوية…

لم تبالي بمن حولهم ونطقت بطريقة هزلية وهى تلوح بيديها بالهواء:
-سبب اللي عملته...انا بصراحة مش شايفة سبب للي عملته غير انك مفتري..عشان محصلش حاجة يعني لما اتاخرت شوية غصب عني...و

قاطعها للمرة الثانية مغمغم بنبرة هادئة كي لا يلتفت إليهم الناس أكثر:
-طيب ممكن تبطلي رغي وتيجي معايا عشان افهمك…

طالعته لثوانِ ثم قامت بتقريب الشطيرة التي جاءت بها إلى فمها وقامت بقضم قطعة كبيرة كي تصب بها حنقها وغيظها منه...ثم سارت معه منصاعة له كي تنصت لمبرراته التي لن تغفر له ما فعله معها…

وبعد مضي بضعة دقائق معدودة كانت تقبع على المقعد المجاور له في سيارته...بعدما حثها على استقلالها كي تسنح لهم فرصة الحديث بهدوء تام….

اكتفيتُ منكَ عشقًاWhere stories live. Discover now