09

377 45 60
                                    

09

__

كان يحتَضنُ جسدَ  لِيندا فستانٌ يصل إلى فوقِ ركبتيها يُبرِز ظهرها وعظام تروقتها بطريقة مثيرة، ذو لون شبيه للون الموز مزينٌ برسوماتٍ للفراولة

تسدل شعرها القصير الذي يصل لأسفل أُذنيها تفوح منها رائحة أزهار الصيف اللطيفة

كانت لطيفةً ومثيرةً في أن واحد.

.

خرجت من منزلها بعد أن إِتصل عليها يخبرهاَ أنه ينتظِرها فالخاَرِج

وماكان لها إلا أن تتمنى لو يتوقف هذا العالَم في هذه اللحظَة فقط!

رجُلٌ في عقدِه العشرين ذو بذلةٍ تميل للسواد واسعة يرتدي قميصا أحمراً تحتها مع تصفيفة شعرٍ مبعثرة بعثرة جُّل مشاعرها

عطرهُ يفوحُ فالمكان يتسابق مع نسمات الهواءِ ليملئ رِأتاها يجعلها تحاول نسخَه في طياتِها.

"مرحباً!"

نطق ذو الإبتسامة الرُباعية يلوحُ بيديه لها يبتعد عن سيارته الفاخرة يُفسِح لها المجال  للدخول

يفتح الباب كالرِجال النبلاء ولكنها كانت فقط واقفتاً هناك تُسرع في حِفظ أدق تفاصيله

.

يقود بهدوءٍ لوجهته تحت ذلك الصمت المخيمِ عليهم يحاول بجهدٍ كسرهُ لكن لا محالة مع الكلمات العالقةِ في جوفه

" تبدو..تبدو وسيماً!"

إرتسمَ طيف إبتسامةٍ على ثغره بسبب كلماتها البسيطة ولكنها تحمل معنى وذو جهدٍ كبير

يشكرها داخلياً لأخدهاَ زمام الأمور

"ليس بجمالكِ فراولتي!"

إكتست وجنتاها بغيومٍ محمرة تجعلُ القابع بقربها يجزم أنها بالفعل فراولةٌ!

.

لا يُسمع سوى صوت تصادم الأشواك بالصحون وموسيقى كلاسيكيةٍ في أرجاء هذا المطعم البسيط ذو طابع كلاسيكي أنيق

تناظِر ليندا تلك الطرق والمارة بينما هو يختلس النظر لمحاسنِ محياها التي تجعلُ من خافقهِ يضطرب

"إذن ليندا، هل سيظلُ الصَّمتُ ثالثنا؟"

صوّبتِ المعنية مقلتاها صوبهُ تحوم في ملامحهِ المفعمة بالرجولة لثوانيٍ معدوداتٍ تخفض ناظريها لتعود غيوم الحمرةِ تخيم عليها ثانيتاً

قهقهةٌ بسيطةٌ فرّت هرباً من ثغره لتبتسم هي ببلاهة

"ليندا، حدثيني عنكِ"

همهمتٌ بسيطة خرجت من فاهِها لتستعدَّ للحديث

"حسنا تاي! كما تعلم أدعى ليندا...وأنا فالرابع والعشرين من ربيعي ،أعمل في مكتبةٍ بالقرب من مكانِ سكنِي"

كان يُناظرها بهُدوء ليبتسِم فور نهايةِ حَدِيثها

" ومَّاذا عَنكَ؟!"

سألَّت بقليلٍ مِن اللهفَةِ ليجفَل هو بإستغرابٍ لجهلِها عنه وهو المدير والمالِك لمنصةِ يوتيوب!

"بِحقِ السّماء ليندا هل تجهلينَ هُوِيتِي حقًا؟!"

"وهل أنت هوائي لأبحث حولك وأضع صوركَ في غرفتي؟ هوائي ولم أبحث عنه يوماً تشه"

تحدّثت هي بقليل من السُّخريةِ ليقوس هو شفتيهِ بإنزعاجٍ ظاهر.

أبعد الغُّبار الوهمي من كتفيهِ ليعدِل جلسته بغرورٍ مصطنعٍ.

" أنا كيم تايهيونغ رئيس مِنصةِ يوتيوب وأصغر ميلياردير في هذا العالم، وأنا فِي ربيِعي السابِع والعِشرون!"

" أجل أجل أنت تاي تاي الأحمق والذي حذف قناتي الغالية لأسباب غبية"

"يااا ألفاظُكِ يا فتااة!!"

" ماذا هل ستحذِف حياتي أيضا سيد جُبنة متعفنة تايهيونغ؟"

تحدثت ليندا بدراميةٍ مُبتَذلةٍ ليرمُش القابِعُ أمامها من فرطِ الصدمة نابساً تحت أنفاسه

' هل هذِه هي الفتاة التي كانت تخجل بلطفٍ قبل دقائق؟! لماذا العالم قاسيٍ معي هكذا؟!...'


____________________________________



يوتيوب|| K.TH ||Where stories live. Discover now