✨الجُزء الثامن وَ العِشرون✨

1K 56 106
                                    

و كأن تُبعد هَمّاً عن رُوحك، كأن تبتسم فجأة لتذكرك لَحظة سَعيدة لَن تتكرر بأيام حَياتك، كأن تُنهي لَوحة فَنيّة أخذت وَقتك وَ سهرت من أجل إنهائها، كانت سَعادة سيلين قد فاقت كُل ذلك.

SELEN

كَيف لَم أُفَكر بذلك؟! أنا هي الفتاة الوَحيدة التي كانت قريبة من الحاكم طوال الوقت! كَيف لَهُ أن يَقول أنهُ يُحبُني ثُم يُخبرني بشأن اللونا بالتأكيد ليُهيئني لذلك، أنا هي اللونا، هل أنا الشخصية الرئيسية بقصة خَيالية؟ إلهي! أشعر بالقشهريرة تنتشر و تمتد من رأسي حتى أغمض قَدَماي، الأمر الذي ظَننتُهُ مُستحيلاً وَ لَم أتقبل وُجوده، كُل تلك التي أطلقتُ عليها خُرافات أنا أعيشُ داخِلَها الآن! لا مَجال لألّا أُؤمن بالخُرافات وَ الأساطير التي يقرأها الأطفال.

"هَل تَقول أنني الآن ما تُطلقون عَليها اللونا؟!" سألتُهُ وَ سُرعان ما أصبحت عَيناي دائرية بصدمة.

كنتُ أنتظر إجابته وَ لم أستطع السيطرة على شعوري وَ جَلَّ ما شَعرتُ به صَعَدَ لوَجهي، كانت صَدمتي واضحة جداً وَ لَهُ أن يَعرف ذلك عن طريق صوتي وَ وَجهي الذي تارة يَصفَر وَ تارة أُخرى يَحمَر بشدة.

"أجل؛ لكن لن أُكرِهكي على ذلك، لن أفعل شيئاً ضد رَغَباتك، لديكِ مُتسعٌ من الوقت لتُقَرري" أجابَني يَستند بأذرعه على الحماية البَيضاء الباهتة الخاصة بالشرفة مُحاولاً أظهار كم هو ليس مُهتم بذلك، إذاً إنهُ وَقت المَقالب الصغيرة.

"لَم أتوقع أنني سأتزوج بهذا العمر الصغير، حقاً علي أن أُقرر بحكمة وَ جدية"

تَشدقت أتصنع تركيزي وَ شُرودي، أجل سأُظهر للسيد كبرياء أن الرَفض وارد، لكن ذلك الخوف بعيناه وَ إلتفاته السريع لي حالما تَكلمت أشعَرَني بخفقان قَلبه السريع.

"هل سَتُفكري بذلك حَقاً؟ أقصد نحن... لاشيء سأذهب للخارج وَ سأعود بعد ساعة"

"رودجر، لا لا، أنتظـر" سُرعان ما أمسكت ذِراعه بقوة لكنه أبعد يدي بانزعاج واضح.

"أنظروا لسريع الغضب! أهدأ من روعك؛ كُنت أُمازحُك فحسب!" ابتسمتُ من بين حديثي بينما انظر لعيناه التي ترفض أن تنظر داخل خاصتي يتَجاهَلُني لكنه يقف أمامي و كأنه يُريد أن أُواسيه، كم هو طفلٌ مُضحك.


وَ بعد طَريقٍ طويل من تَعلمك دروسٍ من حياتك المُتعبة تبدأ بمعرفة ذاتك وَ ما تُحب وَ أين تَشعر بالراحة وَقد تكون راحتك بسيطة بساطة كوب قهوة وَ هواء بارد وَ مُنعش أو قَد تَكون غُرفتك الخاصة أو حتى الجلوس أمام حاسوبك وَ مُشاهدة صور أو مقاطع مُختلفة وَقد تَكون تلك الراحة شَخصاً يَهبهُ اللّٰه لَك وَ تُدرك كم أنتَ ضائع دونه، قطع حبل أفكاري صوت رودجر المُذنب:

ذَلك الرَجُلOù les histoires vivent. Découvrez maintenant