✨الجُزء الرابع✨

2.3K 165 32
                                    

لَم أشعُر إلا بيد تُمسكُ بمعصمي الأيمن مُثبتة اياه خَلفَ ظهري بالتالي ألتصق بصدر رَجُل قَوي البُنية.


بالكادِ أرى وجهه بسبب دموعي التي شوشت رُؤيتي كما أنها تنسابُ على وجنتاي دونَ تَوقف.

إنعدمت المَسافة بيننا، أنا مُلتَصقة به، بضع سَنتمترات تبعدني عن وَجهه فحسب.

"من أنت يا هذا؟ماذا تَظُنُ نَفسَكَ فاعلاً؟
و اللعنة أبتعد عني قبل أن أفتَعل بِكَ جَريمة صَدقني لن يأخُذ ذلك حتى خَمسَةُ دقائق، هل انت أصم؟أبتعد"

تكلمتُ دون تَوقف، تكلمتُ و شَهَقاتي صَديقَ حَديثي، أُبعِدُ بكُتلة الحديد القابعة أمامي بِيدي اليسرى التي لازالت مُتحررة منه، لكنهُ كما قُلت كُتلَةُ حديد يُصعب أبعادُها.

كانَ لدي بَصيصُ أمل كي يبتعد عني؛لَكماتي كانت مُؤلمة انا مُتأكدة حتى أن يَدي أصبحت تُؤلمني لشدة اللكمات.

"إهدَئي؛أنهُ انا الآلفا"

أَقَشعَرَ جَسَدي بقوة؛ لأنفاسه الساخنة التي هَبَت على عُنُقي و لدرجة قُربَهُ لجَسَدي.

في هذه اللحظة أشعُرُ بالخَدَر وَ الراحة لسَماع تلك الكلمات المُهدئة.

أُعاني من رِهاب الإنفراد كِدتُ أن أُصابُ بتلك الحالة مَرة أُخرى لَولا وجوده.

يُمكنني سَماع صوت أنفاسه قُربَ عُنُقي و شَعري،أشعُرُ بيده تتسللُ إلى خَصري...

"أبتعد عني أرجوك؛لا تفعل"

أردَفتُ بكلماتي ببُكاء عندما حاوطَني بكلتا يديه غارِساً رأسَهُ بعُنُقي.

"بالكاد أستطيع الوقوف، أبتعـ..."

قاطعني رؤيةُ ذئب رمادي اللون كبير بأعيُن حمراء كالجحيم خلف الذي يُدعى آلفا.

"م-ما ه-هذا؟"

قلبي أصبَحَ يرتَجف بقوة لدرجة عدم مَقدِرَتي على التحكم بأنفاسي، ذلك الخَوف الذي يَتَلَبَسَني وَ وَجهي الذي أمتَقَعَ لا مُحال.

بدأتُ بغرز أظافري عند عَضَده و الصدمة بَدَت على عَيناي أقف بلا حَراك، لكنهُ و بحركة واحدة أصبحتُ خلفهُ، بينما يَده ظَلَّت ممسكة بمعصمي مُبقيتناً إياي خَلفه.

"هل تَوَدُ مُهاجَمَتي من خَلف ظَهري؟"

لِمَ يتصرف ببرود هكذا؟ لَسنا بوضع يَسمح لهُرائه لكنني أسمعُ صوت زَمجرته المُتزامن مع صوت أنفاسه بكل وضوح بينما أنا أنظر لوَجهه قاطبة حاجباي بأستغراب.

ذَلك الرَجُلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن