هناك بركان في غرفتك

87 16 30
                                    

كان من المعتاد السير في الشوارع المغطاة باللون الرمادي بسبب تكاسل الشمس عن أداء وظيفتها واستعانتها بالسحب الكثيفة لتغطية السماء الغاضبة، فرفضت هي الاخرى إظهار لونها المبهج.

ظن البعض أنها الرطوبة، أو سحب عابرة، لم يكن بالامر الجلل للعامة، فقط هيئة الأرصاد هي من تجني الأرباح من البحث وراء الأسباب وإخبار المواطنين مصطلحات لا يفهمونها، وتسير الحياة بطبيعية.

كاد أن يرتدي عمرو نظارته الشمسية لكنه سخر من نفسه، مما سيقي نفسه بها؟ تأمل نفسه في المرآة العلوية، الشعر لوثه بعض تراب و القميص به بقعة حمراء كبيرة، في النهاية اهتم بإزالة التراب، لن يسأل أحد عن إن كانت تلك دماءً أو طبق معكرونة طار في الهواء و استقر عند صدره فلوث سترته البيضاء.

دخل البناية بخطوات ناعسة، استدعى المصعد و أعطى الأمر بالصعود إلى الطابق السادس.

توجه نحو الشقة المعلق على بابها اسم فريد و تم ازالة اسم العائلة و حُفِرت بجواره كلمة المخنث، ضحك بقوة وهو يطرق الباب.

فتح فريد الباب سريعًا

- ذكرني من أطلق عليك هذا الإسم

كاد أن يقذفه فريد بكوب الخمر الذي في يده لكن عمرو أمسك بيده

- إن سألت هذا السؤال مرة أخرى سأجعلك عمرو الأعور

- بالتأكيد سيكون أفضل من كوني مخنثًا، هل هذا سبب أنك لم تعد تحضر الفتيات إلى هنا؟

- أدخل يا عمرو قبل أن أخبرك من هو المخنث الحقيقي

ضحك عمرو وهو يعبر فريد و يدخل ليلقي بنفسه على الأريكة

- احضر لي كأسًا أفضل مما تشرب، تعلم أن مشروبات الحمير لا ترق لي

- لهذا تُفضل شراب القرود؟ هل لنا أن نتحدث بجدية بدلًا من هذا العبث؟

- إن تكلمنا بجدية سألكمك

ناوله فريد كأسًا مثلج و اندهش

- ألم تجد شيئًا؟

اعتدل عمرو في جلسته بغضب

- لقد قلت أن هذا الشيخ يخبئ الذهب و المجوهرات داخل صومعته، واتضح أنه لا يرتدي سوى جلبابًا باليًا

- هل فتشت جيدًا؟

- كدت أن أخترق الجدران و لم أجد شيئًا

- إذًا لماذا لم يخرج منها كل تلك المدة ؟

- و كيف لي أن أعلم؟ أنا المخطئ لكي أستمع إلى شخصٍ مثلك

- ماذا فعل عندما رآك؟

- كان جاثيًا في ركن من أركان صومعته، ما إن رأني أحمل النصل المعلق في الخارج حتى بدأ يحبو نحوي سريعًا، إندهشت من تصرفه فقتلته

نصل إبراهيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن