هل انتهى كل شيء؟

74 13 21
                                    

لم يتلق عمرو ردًا من أخيه الذي كان مشغولًا بمهمته.

- ما العمل؟
سألت يسرا و هي تنظر برعب للحمم
- نصعد إلى سطح المنزل لنعاين الوضع و نرى أين المفر
استجابت يسرا للفكرة و انطلقا سريعًا، صعدا السلالم لأن ظهور حمم بركانية داخل المصعد و هو مغلق سيكون أمرًا غير محبب، تفاديا عدة درجات استعمرتها الحمم، و أنجتهما الصدفة من لمس يسرا لحمم لم تلحظها.

وصلا السطح بعد سباق الحواجز الذي خاضاه، كان السطح خاليًا تمامًا من الحمم مما بث الأمل في نفسيهما بوجود أماكن طاهرة.

لم يلبث الأمل كثيرًا و رحل تمامًا عندما رأوا الشوارع بعدما أصبحت بقعًا من الحمم، بالكاد يمر من بينها شخصٌ.

كان من الناس من تعلق بالأعمدة، و من اتخذ من السيارات مرتفعًا يحتمي عليه.

-عمرو،انظر
أشارت يسرا نحو أحد الشوراع الجانبية التي قلت بها الحمم و الطريق بها أوسع

- بإمكاننا الخروج بالسيارة من الناحية الأخرى من البيت و التحرك من هناك و الإبتعاد، لنقطع مسافة ممكنة حتى نعجز و نتحرك سيرًا

أومأت يسرا، قبل أن يتحركا رأت يسرا سربًا كبيرًا من الطيور يحلق في السماء.
- هذا لا يبشر بالخير
نظر عمرو هو الأخر ينتظر الكارثة الجديدة، مر السرب من فوقهم، كان بلا نهاية، صف من الطيور يغطي السحاب تمامًا و يستمر في التحليق
- يسرا، أعتقد أن علينا الهرب في الحال
- بالتأكيد

تأكدت أفكارهم عندما بدأت الطيور تهبط بمناقيرها على أي شخص غير متواجد تحت سقفٍ، تعالت الصرخات و التأوهات، إما من الطيور أو من السقوط في الحمم أثناء محاولة الهروب.

هبطا الدرجات حتى دخلا الشقة مجددًا، كان باب الحمام مفتوحًا و ازداد الدمار بالشقة، إضافةً إلى الغرفة المحترقة

- هل هربت الفتاة من أدهم؟
- إن أخوك أكثر غائبٍ عن الوعي، لكني أعلم حق اليقين أنكما لن تفلتا أي أنثى حصلتما عليها.
- و نعم الجينات

- عن ماذا تتحدثان؟
تكلم أدهم من ورائهم و هو يترنح

نظرا له بريبة
- أين الفتاة؟
سألت يسرا
- عندما انتهيت ألقيتها في تلك البقعة الحمراء

تبادل عمرو و يسرا النظرات
- لا وقت هيا بنا
قالها عمرو و يأتي بالعصى الحديدية
- علينا الوصول إلى السيارة الأن
- إن أوقفتنا الحمم لن نستطيع النزول
- و الشقة هنا تحرقها الحمم
- عما تتحدثان؟
كان المتحدث الأخير أدهم

- هل ستهرب معنا أم أنك سترقد بجوار الفتاة المحترقة؟
- سأحضر زجاجة شراب و آتي ورائكما
- هيا يا عمرو لا تأبه به.

هبطا الدرجات بصعوبة بسبب الحمم المنتشرة، وصلا الجراج و قفزا إلى داخل السيارة، كان الصراخ في الخراج يتزايد و يصبح شنيعًا.

أدار عمرو المحرك، تفادا الحمم في الجراج، و قبل أن يصعد المنحدر المؤدي إلى الخارج نزلت صاعقة على عمود إنارة أحرقته، ضغط عمرو المكابح حتى كاد يحرق الأرض.

تلت الصاعقة صواعق عديدة، تحرق البشر بلا تفاهم، لم يسلم أي جسم معدني من تلك الصواعق.

- لا يمكننا التحرك خطوة واحدة بالسيارة.
- هل اعتبر تلك معلومة لا أعرفها؟
صرخت يسرا في عمرو

نزلا من السيارة، نظرا إلى الشارع بدون الخروج من الجراج، الصواعق تحرق البشر و من يهرب تصطاده الطيور

كان بإمكانهما رؤية الصاعقة تنزل بخطٍ متذبذب لتصطاد أحدهم، تنزل و هي تضحك، تبدي سعادة بهذا النصر.

- لماذا تقفان خارج السيارة
كان هذا أدهم مترنحًا كالعادة، لم يملك أحدهما رفاهية الرد عليه، تكلم عمرو يائسًا

- هناك صواعق و طيور في الخارج تهاجم البشر، لا نستطيع الخروج سيرًا، أو حتى بالسيارة.
- سأريكما كيف تخرجان

تحرك أدهم و ركب السيارة، أدار المحرك و انطلق بها حتى خرج من الجراج، نزل من السيارة و وقف ينظر لهما

- أتريان كم الأمر سهل؟ ألا تستطيعان أن تقوما بهذا وحدكما؟ المجد لي

رفع الزجاجة مع آخر جملة، لكنهه أنزلها من الفزع بعدما نزلت صاعقة على السيارة، تلاها طائرٌ انقض عليه.

لم يحركا ساكنًا و ظلا ينظران مستسلمين للأمر.

صرخ أحد الناس الساعيين هربًا.

- ماذا فعلنا؟ ماذا فعلنا من أجل كل هذا؟

قبل أن ينهي أحد الطيور حياته.

مرت دقائق سريعة من حصد الأرواح بلا هوادة، توقفت الطيور عن المهاجمة، بدأ المطر بالنزول بغزارة غير مسبوقة.  في نفس الوقت الذي بدأت المجاري تتدفق منها المياه بغزارة هي الأخرى.

نظر عمرو إلى يسرا
- إنه فيضان، علينا إيجاد قارب
-هناك قارب في سيارتي، و هناك أيضًا جهاز ضخ للهواء.

بسرعة قصوى أخرجا القارب البلاستيكي من حقيبة السيارة و قبل أن يصل الماء إلى ركبتهما كان القارب ممتلئ الهواء.

صعدا الدرجات حتى وصلا إلى السطح، كانت مازالت الصواعق تنزل بقوة أشد، إما الغرق و إما الحرق.

- إخلعي أي شيء معدني في الحال

رمت يسرا القلادة و الخاتم، بينما ألقى عمرو المفاتيح، جهزا القارب و انتظرا حتى وصل منسوب المياه إلى مستوى السطح، تعرا من السقف، وضعا القارب و ركباه، لحسن حظهم كان في القارب فلاتر تخرج مياه المطر.

استلقيا في القارب الصغير و تنفسا الصعداء.

- سنضطر إلى إعمار الأرض بعدما ينتهي كل هذا
قال عمرو في إعياء بينما يسرا تضحك

إعتدلت يسرا في جلستها
- هل انتهى كل شيء؟

احتضنها عمرو بقوة

أحس عمرو بشيء في جيب يسرا، أخرجه فوجدها علبة خشبية

- ما هذه؟
- لا أعلم، إفتحها

فتحها عمرو بتوجس، وجدها قلادة ذهبية قد أهداها إليها في تلك العلبة من قبل.

صفعها بقوة، صفعةأسقطتها في الماء، و نزلت عليه صاعقة.

تمت بحمد الله.

نصل إبراهيم Where stories live. Discover now