الفصل (٣٨)١

29.3K 1.1K 77
                                    

الفصل الثامن والثلاثون (1)
**************
هل أخبرك أحدا يوماً عما تحبه النساء؟

نعم قلة من الرجال بارعين في هذا ولكنهم لم يكونوا يوماً شرفاء بل كانوا اكثر الرجال خبرة.
كان يسمعها بانصات وهو يستمع لتفاصيل يومها عبر خاصية الفيديو، ابتسم داخله وهو يراها كيف بدأت تنبسط معه بالحديث وكأن الزمن يعيد إليه فتون الصغيرة التي أتت شقته كخادمة بعدما أقترحت عليه السيدة "ألفت" هذا الأمر.
لم يكن منتبهاً إليها ولم تكن هي من أسس أختيارته وما يناسبه من النساء، لقد كان ينتقي منهن الأكثر جمالا وذكاءً.

انقلب كل شئ في لحظة بل في عبارة القتها السيدة "ألفت" كنصيحة منها لرب عملها
" فتون مفتونة بيك، ويمكن كمان تكون حبيتك"
والنصيحة كانت دربً نحو طريق أخر.

تنهدت ببطئ تزيل تلك الخصلة المتمردة التي انسابت فوق جبينها تهتف بسعادة حقيقية

- المؤسسة كبيره اوي، نفسي اكون شاطرة زيهم كده

وزكزت اخيرً بشاشة الهاتف، بعدما كانت نظراتها تحيد هنا وهناك حتى لا تتلاقى عيناهم، انكمشت ملامحها وهي تبحث عنه، ولكن صوته كان يخبرها بوجوده وإستماعه إليها

- بكرة تتعلمي وتكوني زيهم واشطر منهم كمان

تضرجت وجنتيها بالخجل وهي تراه يعود إليها عاري الصدر ويحمل قميص اخر يشرع في ارتداءه، مسحت فوق جبهتها وهي لا تفهم لما شعرت بالتوتر رغم إن الأمور بينهم تخطت هذه المرحلة

- احتمال طيارتي تكون اخر الاسبوع ده، مهما احاول انجز في الشغل مبيخلصش

"سليم" يُحاورها، نقطة فاصلة في حياته وحياتها، يشرح لها عبء أعماله وحنقه من شركاءه
وسؤال خافت خرج من بين شفتيها دون أن تنظر إليه

- ليه سيبت المحاماة وبقيت بيزنس مان

ضحك مستمتعاً، ينظر إليها بعمق
- يعني يوم ما نتشارك حديث يبقى عبر القارات

توهّج وجهها باللون الوردي ، مما زاده رغبة بها
- لما ارجع وتبقى في حضني هحكيلك يا فتون

ومنذ بداية محادثتهم، كانت المرة الأولى التي تتلاقي عيناهم في حديث طويل صامت ، وبحنكة كان يُجيدها
- اوعي تنسى بنود العقد يا فتون

انتهت المحادثة، فتسطحت فوق الفراش بعدما القت هاتفها جانبا.. ،تغمض عينيها بضيق يؤلمها.. لقد عاد هذا الرجل يستوطن كيانها، عادت ترى عالمها معه، عادت تنظر إليه بتلك النظرة التي كانت تضج حبً
والعقل يُخاطب بضراوة
" لا رجل بطلا، وحينا تضعه المرأة بطلا تتجرع مرارة الخذلان"
............
تسطح فوق الأرضية بعدما بسط لحاله ما يساعده على النوم، وتنهد بسأم وهو يطالع السقف

- اخرتها هنام على الأرض، حظك يا رسلان بقى في السما

كان يعلم إنها لم تغفل، تتقلب فوق الفراش وقد غادر النوم جفنيها، أتكأ على جانبه الأيمن ينظر إليها بحب ورغبة في ضمها
- ملك
ومع التفافتها نحوه وظهور فتنتها إليه، كان يزدرد لعابه بصعوبة.. ،إنها تختبره بأكثر الأشياء صعوبة لديه، يقاوم المرأة التي حلم بها مراراً
انتظرت أن تستمع منه حديث، ولكنه عاد لتسطحه يزفر أنفاسه متنهداً

لمن القرارWhere stories live. Discover now