الفصل (٤٠)٢

31.4K 1.1K 68
                                    

الفصل الأربعون(2)
************

طالت نظراتها نحوه ، كرر سؤاله للمرة الثانية ولكن لا جواب كان يحصل عليه منها إلا الصمت، ثم ضحكة أخذت تصدح بالأرجاء خرجت منها والتفت بجسدها تتحاشى النظر إليه

- مش مصدقة يا سليم ، جاي مش عشان تسأل عن بنتك وتشوفها وتطمن عليها، لا جاي بكل بساطة تتهمني

اتبع حديثها زفرة طويلة خرجت من بين شفتيها ثم التقطت أنفاسها، وعادت تلتف إليه مجدداً

- جاي تتهم أم بنتك عشان واحدة مجرد نزوة في حياتك

- شهيرة

تجمدت عيناها نحو نقطة ما، حيث وقف شقيقها ينظر إليها ساخراً، أسرعت في غلق الباب عليهم تنفث أنفاسها بضيق، رمق فعلتها وقد فهم السبب, فتنهد ضجراً

- شهيرة لأخر مرة بحذرك، أبعدي عن فتون

- فتون، فتون، مكنتش حتت خدامة ديه اللي بقت مخلياك زي المجنون عليها

- فتون مراتي يا شهيرة، مش خدامة.. إهانتها من إهانتي

وبجنون كانت تصرخ، وتضع بكفيها فوق أذنيها نحو حقيقة لا تُريد تصديقها

- طول ما انا شايفه حبك ليها، هأذيها يا سليم، هأذيها

واردفت بحسرة تملكت قلبها, وهي تتذكر حياتهم معاً

- ليه محبتنيش زيها؟

اقترب منها بخطوات كانت تزيدها شوقاً إليه، كلما علقت عيناها بتفاصيله ونظراته التي تملكها ، هدأت أنفاسها وهي تظن أن قربه سيمنحها حضناً دافئاً

- إحنا مزرعناش حب في علاقتنا عشان يكبر يا شهيرة، علاقتنا من الأول مكنش بيجمعها غير الإحتياج، إحتياج غريزي لكن ببنود متحضرة

تعالت أنفاسها وهي تتذكر لحظاتهم سوياً في الفراش كلما كانت تنتهي أعمالهم وسفراتهم

- أنتِ اختارتي طريقك يا شهيرة، أختارتي إمبراطورية الأسيوطي

هتفت أسفة, تمسح دمعتها

- خلينا نرجع لبعض يا سليم
واقتربت منه تمدَّ يديها نحو وجهه، ولكنه اشاحه عنها

- سليم كل حاجة هتكون ملكنا وملك بنتنا

واردفت بحقد تملك داخلها نحو من كان سببً

- أنا دلوقتي ماسكة ورق على حامد يوديه في داهية

وبعبارة واحدة كان يُنهي حديثهم، "شهيرة" كما هي "شهيرة" لا تسعي إلا وراء النجاح والكمال، ليس هذا عيبً بها ولكن نشأتها وذلك الصراع الذي أنبته والدها داخلها هي وحامد جعلهم كالأعداء وليس أخوة من دمً واحداً

- فين خديجة يا شهيرة

ارتفعت زاويتي شفتيها في ابتسامة باهتة، تنظر إليه قبل أن تترك الغرفة

لمن القرارWhere stories live. Discover now