الفصل السابع

261 23 0
                                    

(الفصل السابع )

مر اسبوع على وصول سليم الى القاهره... قضاه فى الترجل فى الشوارع المحيطه بمكان سكنه والذهاب للجلوس على كورنيش النيل لم يرد زيارة اى من الاماكن المهمه حتى تحضر نور اخته ليستمتعا معا لكى لا يضطر للذهاب لنفس الاماكن مره بمفرده ومره معها.....كما انه اراد ان ينفرد بنفسه بعض الوقت لترتيب افكاره والتفكير فى العرض المقدم له من احدى جامعات امريكا والذى سوف يترتب عليه خطوات مهمه فى مستقبله المهنى.......
وعندما كان يتمشى فى الشوارع القريبه من مسكنه كعادته فى الايام الماضية... انتبه على رائحة طعام شهيه يعرفها.... اخذ يبحث بعينيه عله يتذكر ماهذه الرائحه..... حتى رأها.. تلك الفتاه وعربتها تذكر  ماغفل عنه الايام الماضية وانه عليه سداد دينه لتلك الفتاه... كيف غفل عن هذا؟ اخذ يلوم نفسه..... ثم تقدم بإتجاه العربه وعندما اقترب لاحظ ثلاثة شباب يقفون حول العربة ورأى تشنج عضلات وجه الفتاه.... تناهى الى سمعه مايقوله احد الشباب فتسمر مكانه غير مستوعب ما يسمعه.
سيد لسوكه/يابت دانتى مقطوعه من شجره مالكيش حد عشان تصدريهولى يعنى من الاخر كده هاتجيلى راكعه.
اوعى تكونى حاسبه نفسك بت بحقيقى هههههههه طب اقولك
اسمعى الاغنيه دى كده دا انا حفظتها عشانك مخصوص! يالا ياض منك ليه نشيد سوكه قالها واشار لرفيقيه بيده ليبدؤا فى الغناء معا
****ياسوده ياكوده ياحق الهباب قعدتى على البركه طفشتى
الكلاب****واخذوا يرددونها وهم يتمايلون من شدة الضحك!
تلفت سليم حوله ليرى ان كان احدا غيره سمع ليتأكد مما سمعه... فلم يجد احد غيره منتبه لما يحدث... نظر للفتاه وجدها اسقط فى يدها بوجه شاحب
وعيون زائغه... ومازلوا هاؤلاء الشباب يغنون بصوت منخفض اغنيتهم القميئه حتى لايلفتون الانظار.!
اقترب سليم بسرعه حتى وصل عند العربة تماما.... نظر الى الشباب الذين انتبهوا لوجوده فصمتوا من فورهم
توجه سليم بالكلام للشاب الذى يظنه قائدهم...
سليم /انت يابنى انت ايه اللى بتعمله انت واللى معاك دول؟
نظر له سيد باستخفاف ثم قال/هو ايه اللى انا بعمله وبعدين انت مالك
سليم /انا سمعتكوا على فكرة وانتوا بتتنمروا على الانسه دى
سيد/بنتت.......إيه ياخويا؟ ولااااا انزل من على ودانى وخليك فى حالك احسنلك شكلك مش من هنا فالم الدور وزق عجلك  ورووح احسن ماما تقلق عليك
يا امور....
احمر وجه سليم وضغط على اسنانه
تدخلت سجى /لو سمحت يا استاذ بلاش تدخل نفسك فى مشاكل مع الاشكال دى انا هاتصرف بالله عليك امشى.
سيد/ومالها بقى الاشكال دى يابومه انتى يابت ماعندكيش مرايه فى البيت هههههههه يابت دا انتى بيخوفوا بيكى العيال الصغيره هههههههه واخذ يضحك هو ورفيقيه
كان سليم قد وصل لاقصى درجات ضبط النفس إلا ان طاقته على التحمل نضبت..
قال سليم /موجها كلامه لسيد إتأسف انت واللى معاك للانسه وانت راكع قدامها  انت و جوز العجول اللى معاك....
  قال سيد لأصدقاؤة  وقد احمرت اذناه / بيقول ايه الواد  ده؟
تجاهل سليم ماقاله سيد وأكمل أما بالنسبه لغلطك فيا فاهكتفى بإنك تقول آسف...
سيد/ رسم على شفتيه ابتسامه مائله تدل على الاستهزاء وإضمار الشر
سليم /قال بنبرة صوت عاليه نسبيا
حالا........
سيد /وقد طفح كيله... انت مصمم يتعلم عليك وتروح لماما متعور.... بوراحتك يا روح أم.....
قبل ان يكمل سيد كلامه انطلق سليم كالعاصفه بين الثلاثة شباب وفى اقل من دقيقتين كان سيد واصحابه يفترشون الارض وكأن مر من فوقهم قطار بضائع
نظر لهم سليم وقال بصوت بارد جمد الماء فى اجسادهم /لسه مانفذتوش اللى طلبته وانا بصراحه صبرى قلييل
قام سيد ورفيقاه بسرعه عند قدم سجى وقالوا بأفواه مليئه بالدماء اسفين ياسوكه..
نظر لهم سليم وقال بالنسبه لحقى فأنا اخدته خلاص.... يالا يااالا انت وهو حاولوا ماشوفش وشكوا تانى.. وسوكه خط أحمر ماحدش فيكوا يهووب نحيتها ماشى؟
رد سيد ماشى ياباشا....
سليم /يالا امشوا من هنا....... هرول سيد واصدقاؤه يتعكزون على بعضهم البعض حتى اختفوا عن ناظريه.
سليم /انا مش عارف اقولك ايه يا أنسه... العيال دى مش متربيه ماتضيقيش نفسك.
سجى/والله ياأستاذ انا اللى مش عارفه اقول لحضرتك ايه كل كلام الشكر اللى فى الدنيا مش هايكفى انا حقيقى متشكرة  لحضرتك جدا وجميلك ده عمرى ما هنساه ابدا.
سليم /على ايه كل دا.. انا ماعملتش حاجه.. اى راجل مكانى كان هايعمل كده ماتكبريش الموضوع. نظرت له سجى نظرة كلها امتنان وعرفان بالجميل واحساس اخر غريب لم تجربه من قبل لكنها لاتدرى ماهو....
قاطع سليم افكارها وقال...
/شوفتى كنت هانسى تانى اتفضلى فلوسك اللى عندى انا باعتذر عن التأخير معلشى كنت ناسيهم ومد لها يده بالمال
سجى/ياخبر انت عاوزنى اخد من حضرتك فلوس بعد اللى عملته عشانى ده انت كده بتركبنى الغلط لامؤاخذه.
سليم وهو عاقد حاجبيه /وايه علاقة الفلوس باللى عملته دى حاجه ودى حاجه... ومد لها يه يالمال مجدداً ثم قال لو عاوزه ترديلى اللى عملته فعلا
يبقى ماتزعليش وانسى كل اللى العيال دول قالوهولك...
سجى بابتسامه بها بعض الشجن... من النحيادى اطمن انا لازم انسى ماتقلقش اصلى متعوده منهم على كده.
سليم/ على فكرة اطمنى العيال دول جبانات هايخافوا يتعرضولك تانى وانا هابقى اعدى عليكى اطمن عشان يتأكدوا انى
مش بقول اى كلام.
سجى/لا حضرتك ماتتعبش نفسك كتر خيرك جدا انا مش عاوزه اسبب لحضرتك مشاكل... العيال دى لبط وانا مش حمل ذنب ان حد يتإذى بسببى ارجوك.
سليم وهو يشعر بالشفقه عليها فابتسم وقال/يعنى اعتبر حضرتك يا انسه سوكه بتمنعينى انى اجى اكل سندوتشاتك اللى ريحتها بس بتجيبنى جرى دى سجى /لا طبعا حضرتك زبون مرحب بيه فى اى وقت يعنى تقدر تقول كده vip.
سليم /خلاص يبقى غدايا عندك كل كام يوم بس ماتغلبنيش فى اخد الفلوس عشان صبرى قليل و انتى شوفتى شوفتى بنفسك هههه
سجى/قالت بضحكه صافيه جعلت سليم يبتسم بملئ فاه لأ وعلى ايه الطيب احسن.
سليم/طيب سلام عليكم
سجى/وعليكم السلام
///
اكمل سليم ترجله على غير هدى.. وهو يفكر فيما حدث منذ قليل.. وشعر بشفقه على تلك الفتاه ذات الروح الخفيفه التى تتلقى التنمر على شكلها التى ليس لها يد فيه وتعاير ايضا انها بلا اهل..! ومازالت تستطيع ان تضحك وتكمل حياتها بدون تذمر.... تذكر بعض كلماتها التى تدل على تلقيها قدر من التعليم لابأس به....وقال لنفسه انه سوف يسألها فى المرة القادمه.... ثم تنبه....... متى كان فضولى؟ وما شأنه هو بها هى فتاه يشفق عليها فقط.. فلن يشغل باله بها اكثر مما تستحق.... فاليفكر فى موضوع قراره بشأن الجامعه ليصل الى قرار قبل وصول نور ووالدته ووالده......فأكمل طريقه وقد شغل كل ذهنه بما يخص عمله.

في عينيها عنوانى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن