الفصل الأول⁦❤️⁩💥

16.4K 354 51
                                    

يقولون ان لكل فرد نصيب من اسمه وكذلك هو حال ابطالنا فـ لدينا "جميلة" الجميلة حقاً الرقيقة الوديعة ذات الروح المرحة القادرة على بث ألوان السعادة فيما حولها .. لدينا "عاصي الزيان" أو كما عُرف بـ عاصي الوحش القاسي والمرعب كالوحش والعاصي لربه من كل الجهات قاتل يسفك الدماء بدم بارد ولا يهتز له جفن .. لدينا "عاصم الزيان" الذي كان عاصماً لنفسه عن المعاصي والذي استطاع ان يخرج من مستنقع ابيه المظلم حين وقع بعشق "عشق" التي عشقته بكل وجدانها .. ولدينا "عمر" الذي كان عمراً أُضيف لعمر بطلتنا ليُعينها على الحياة بعدما فقدت الاخت الكبرى وربما سيكون عمراً جديداً يعيشه من عاش حياته تاركاً الظلام ينتشر في روحه ولكن كل ذلك على وشك التغير فترى كيف سيتلاعب القدر بحياة ابطالنا
في منزل صغير في احد الاحياء الشعبية في القاهرة تقف في المطبخ بطلتنا "جميلة" ذات ال28 ربيعاً وتتحرك بفستانها الاحمر المنفوش بطفولية وهي تبتسم وتنظر امامها وكأنها تنظر لكاميرا تصوير
جميلة: ودلوقتي سيداتشي انساتشي سادتشي هنحط صينية المسقعة في الفرن علشان تاخد وش عقبال ما نصحي المتذوق العالمي عمر باشا .. إبكوا معنا
عمر(وهو يدعك عيناه بنعاس): عمر باشا صحي اصلا .. حرام عليكي عايز انام هو انا كل يوم أصحى على برنامج طبخ ارحميني
جميلة(وهي تقبله في خده): كدا برضو يا ميرو .. دا بدل ما تقول صباح الخير يا خالتو, وحشتيني من امبارح للنهاردة يا خالتو, تسلم ايديكي عالمسقعة يا خالتو
عمر(بطفولية): ارحميني بقا يا خالتو .. عايز انام يا خالتو .. عايز هدوء يا خالتو
جميلة(بصياح ونبرة خفيفة): تنام مين يا استاذ؟! انت ناسي اننا النهاردة رايحين الملاهي ولا هو حضرتك تفضل طول الاسبوع في المدرسة وتيجي اخر الاسبوع تقولي تعبان .. لأ وألف لا هنخرج يعني هنخرج
عمر(باستسلام طفولي): امري لله بس هناخد روضة معانا
جميلة: يادي روضة اللي انت ماسكهالي .. امري لله ناخدها معانا
عمر: كدا تمام .. هروح بقا اقولها تلبس وتيجي تاكل معايا وبالمرة نجيب ايس كريم واحنا نازلين سوا
جميلة(بمزاح): اراك توزع من مال امك
عمر(بحزن عندما ذُكرت امه): ...
جميلة(بسرعة عندما لاحظت حزن عمر): يلا يلا بسرعة روح نادي لروضة عقبال ما اطلع المسقعة الخطشيرة بتاعتي .. انت لسة ماجتش!!
جرى عمر بطفولية لتنظر جميلة في اثره بابتسامة حزينة على هذا الطفل الصغير ذو ال5 سنوات الذي حُرم من والداه وهو لم يُكمل العامين فكانت هي له الأم والأب والخالة والعائلة كلها .. تدمع عيناها وهي تتذكر اختها "عشق" التي تراها في كل إنش بوجهه عدا عيناه فهي نسخة طبق الاصل من زوج اختها "عاصم" الذي كان كالأخ الأكبر لها .. تأخذ نفساً عميقاً لعل نار الفراق المُشتعلة بصدرها تنطفئ .. تفتح سلسلة مُعلقة بصدرها لتظهر صورة عشق وعاصم من جهة ومن الجهة الاخرى صورة عمر .. تلمع الدموع بعينيها وهي تتطلع لصورتهم لتهمس
جميلة(بدموع تلمع بعينيها): وحشتوني اوي
احتضنت جميلة السلسلة وقد هربت دمعة ساخنة من عينيها اسرعت بمسحها حين استمعت لصوت اقدام عمر وروضة الطفولية
عمر: فين الاكل يا خالتو؟
جميلة: جاهز يا عيون خالتو
روضة(بتلعثم طفولي): حلقتي الأكل سي كل ملة (حرقتي الاكل زي كل مرة)
جميلة(بضحك على تلعثمها): اه منك انتي يا ام لسان ونص .. انا عايزة افهم انتي مالكيش اهل يسألوا عليكي يا بنتي
روضة(وهي تضحك): لا يا لوحي انا اهلى متبيلين مني اثاثا (لا يا روحي انا اهلي متبريين مني اساساً)
ضحكت جميلة بصوتها كله على تلك الطفلة ذات ال4 سنوات ولكن لديها من الطفولة وكما تقول "اللماضة" ما يكفي جميع جيلها .. طبعت قبلة على خد كل من عمر وروضة ثم قامت بوضع اطباق الطعام
عمر(وهو يتذوق الأكل): مممم
جميلة(بترقب): ها ايه الاخبار؟
روضة: مممم هو ...
عمر: ايوا صح هو ...
جميلة(بتوجس): ايه وحش؟!
نظر عمر وروضة لبعضهما ليصيحوا بطفولية
عمر وروضة(بطفولية): حلوة اويييييييي
جميلة(بفرحة): بجد؟!!
محمد(بابتسامة): طب ما انا كمان ممكن ادوق واقول
ابتسمت جميلة بهدوء حين رأت خطيبها يقف على باب المطبخ بابتسامته الجميلة الصافية وهو يستند بجزعه على حرف الباب وتلمع نجوم بدلته الشرطية بطريقة تزيده جمالاً فوق جمال
روضة(بفرحة طفولية): حمادة
محمد(بضحك وهو يدخل المطبخ): يا قردة اسمي ابيه محمد
روضة(بعناد طفولي): تؤ انت حمادة حبيبي بث
محمد(بهمس لجميلة): البت الصغيرة قالتلي حبيبي وانتي مش راضية تحني عليا بيها
جميلة(بتوتر وهروب وهي تتحرك): انت دخلت ازاي؟!
محمد: كالعادة سابوا باب الشقة مفتوح
نظرت جميلة بغضب طفيف ناحية عمر وروضة لتتوتر حين همس لها محمد
محمد(بابتسامة): وحشتيني
جميلة(بمزاح وهروب): بقولك ايه يا حضرة الظبوطة انت هتاخدني في دوكة .. اتفضل قولي ماكلمتنيش امبارح ليه؟
محمد: كنت في مأمورية
ارتسم الرعب على وجه جميلة وارتعشت شفتيها بخوف
جميلة(بخوف): مأمورية؟! .. يعني ضرب نار؟!
محمد: اومال ضرب رز
جميلة(بانفعال): انت بتهزر! حرام عليك انا تعبت بقا
محمد(وهو يمسك كفيها): اهدي يا جميلة
جميلة(وهي تنفض كفيه): لا مش ههدى .. انت عارف اني بخاف من ضرب النار .. بخاف من الدم .. بخاف من الموت .. ما شاء الله يوم ما فكرت ارتبط ارتبطت بواحد حياته بتتمحور حوالين التلات حاجات دي
محمد(بهدوء): جميلة انتي عارفة انا بحب شغلي ازاي .. وبعدين انتي ناسية حاجة
جميلة(وهي تنظر له): ايه هي؟
محمد(بمزاح): ان اللي معاه ربنا بيمشي عالماية
جميلة: يوووه
محمد(بجدية وهدوء): بجد بقا .. اللي ربنا معاه مش بيخاف من حاجة ابداً
جميلة(باقتناع): ونعم بالله بس عشان خاطري خلي بالك من نفسك
محمد(بابتسامة): خايفة عليا؟
جميلة(وهي تهرب بعينيها): ...
محمد(مُغيراً مجرى الحديث): على فكرة انتي قولتي حاجة غلط
جميلة(باستغراب): حاجة ايه؟
محمد(بابتسامة): انا حياتي بتتمحور حوالين 3 حاجات .. شغلي وعيلتي وانتي
جميلة(بتوتر من ابتسامته وكلامه): ...
عمر(بنبرة طفولية): ياريت لو خلصتوا حب ناكل علشان نلحق ننزل
محمد: انا هروح اغير هدومي واجي هوا
جميلة: ما ترتاح شوية
محمد(بابتسامة وهو يتحرك): وأفوت يوم اقضية مع جميلة قلبي اســـــتــــحــــالــــة
تحرك محمد ناحية شقته المواجهة لشقة جميلة حيث يسكن هو وأمه واخته الصغري روضة التي وجدتها والدته امام مسجد الشارع وهي لم تبلغ ايام بعد فأحتضنتها واعتبرتها ابنتها مثلها مثل محمد .. اما بمنزل جميلة تحركت بسرعة لتغير ملابسها استعداداً لقضاء يوم مميز مع ابن اختها وخطيبها واخته الصغرى
//////////////////////
بمكان منعزل في وسط الصحراء تقف سيارة جيب امام مجموعة من السيارات التي يقف امامها رجال كلاعبي كمال الاجسام كلٌ منهم يكاد يسد مجال الرؤية ان وقف امامك .. ينزل من السيارة الجيب بحضوره المرعب وكيف لا وهو عاصي الوحش .. اسمه فقط كفيل ببث الرعب بقلوب اعتى الرجال .. يقف بطوله وجسده الممشوق وهيبته الكبيرة رغم عمره ال35 وعيناه التي تغطيهما نظارة الشمس القاتمة التي تمنعهم من رؤية عيناه السوداء الحادة وبجانبه يقف "كريم" صديقه ورفيق دربه وذراعه الأيمن .. ابتسم الرجل الآخر ويُسمى "مارك" وهو يقول بترحاب
مارك(وهو يمد يده للمصافحة): اهلا سيد عاصي شرف لي ان اقابلك
عاصي(بنبرة باردة دون ان يصافحه): هل الاسلحة جاهزة؟
مارك(وهو يرجع يده بجانبه): اووه يبدو ان ما سمعته عنك حقيقي .. انت لا تحب ان تضيع الوقت .. لا تقلق كل شئ جاهز ولكن هناك تغيير بسيط
عاصي: تغيير؟!
مارك(بابتسامة خبيثة): نعم .. في الواقع انت لن تأخذ الاسلحة اليوم .. او حتى النقود
قالها وهو ينظر بخبث للحقيبة التي بيد كريم ليصرخ بهم كريم
كريم(بغضب): انتوا اتجننتوا؟!! انتوا مش عارفين بتتعاملوا مع مين؟!
مارك(بتهكم): بلى نعرف جيداً .. نتعامل مع عاصي الوحش الذي استطاع ان يجعل اسمه اكبر اسم في تجارة الاسلحة وتهريب الممنوعات ولكن كما ترى إن الانسان حين يصل لتلك المرحلة من الشهرة يصبح مغروراً والغرور اول الطريق للدمار ..(ثم نظر لعاصي الذي كان يراقب كل ما يحدث امامه ببرود تام).. انت اتيت لي اليوم بواحد فقط من رجالك وانا معي رجالي كلهم .. الا ترى اننا الفريق الفائز فـ كما تقولون الكثرة تغلب الشجاعة
لم ينطق عاصي بكلمة فظن مارك انه خائف منه
مارك: يبدو ان الوحش يوافق على كلامي لذا بكل هدوء سلمني حقيبة النقود وسأرحل مع رجالي في سلام
فرد عاصي يده تجاه كريم ليُعطيه الحقيبة وهو مذهول من صمت رفيقه فـ عاصي لم يأخذ لقب "الوحش" من فراغ فهو فعلاً وحش لا يُسامح ابداً من يتجرأ عليه .. اخذ عاصي الحقيبة وتقدم من مارك الذي اتسعت ابتسامته بغرور ليقف امامه عاصي ويمد يده بالحقيبة .. امسك مارك بالحقيبة وكاد ان يتحرك ليجد عاصي يقبض على يده بقوة كادت بتفتيت عظامه .. نظر مارك لعاصي الذي رفع يده الاخرى ليُزيح نظارته عن عيناه السوداء الحادة التي ازدادت سواداً فإن نظرت إليها تكاد تقسم انك رأيت موتك بها .. انقبض قلب مارك من نظرة عاصي ليصرخ به برعب
مارك(برعب): ماذا هناك؟!! لماذا تُمسك بي هكذا؟!!
عاصي(بنبرة باردة): لا شئ .. فقط سنلعب لعبة صغيرة سوياً
مارك(بخوف حاول اخفاءه): أي لعبة! انا لا اريد أن ألعب شيئاً .. اتركني فوراً وإلا جعلت رجالي يُفرغون أسلحتهم بجسدك
عاصي(بابتسامة خبيثة): أي رجال يا عزيزي؟ انظر حولك
نظر مارك حوله ليُفاجئ بجميع رجاله مُلقون أرضاً غارقين في نوم عميق .. جحظت عينا مارك برعب ليزداد رعبه حين استمع لصوت عاصي
عاصي(بنبرة خبيثة): والآن ما رأيك ان نلعب سوياً لعبتي المُفضلة
قالها عاصي بنبرة باردة كالثلج تبث الرعب بالقلوب .. رمى عاصي بالحقيبة لكريم الذي يقف يتابع كل ما يحدث بصمت تام ..اخرج عاصي من خلف ظهره مسدس صغير ذو 6 طلقات ورفعه امام وجه مارك الشاحب ليهمس برعب
عاصي(وهو يرفع المسدس امام مارك): هذا مسدس روسي .. يوجد به مساحة ل 6 طلقات فقط .. سنلعب انا وانت لعبة .. سنضع طلقة واحدة ونلف عجلة الرصاص .. ثم سيُتاح لكل منا فرصة لضرب الآخر بالنار .. إن قتلتني فزت بالنقود والأسلحة .. وإن قتلتك فزت انا
مارك(برعب يفتك بقلبه): ارجوك انا لا اريد شئ .. خذ النقود والاسلحة .. خذ كل شئ
عاصي(وهو يقترب منه حتى بات وجهه مقابل لوجه مارك): يبدو انك لم تسأل عني جيداً قبل عقد صفقة معي .. لو سألت لعرفت عني معلومتين غاية في الاهمية .. الأولى أني دائماً اسبق عدوي بخطوة .. لقد كنت اعرف من البداية بخطتك للغدر بي وأخذ النقود والأسلحة .. فحرصت على وضع منوم قوي لرجالك بقهوتهم الصباحية .. حتى استطيع اللعب معك قليلاً
قالها عاصي وهو يضغط على الزناد ليُغمض مارك عينيه برعب ثم فتحهم مرة اخرى وقد تسارعت انفاسه
عاصي(وهو يقدم المسدس لمارك): لست موفقاً بضربتي الاولى .. دورك
مارك(وهو يهز رأسه برعب): لا اريد
عاصي(بنبرة باردة): إما ان تلعب معي وتحظى بفرصة ثانية .. فرصة للنجاة .. او أستخدم انا مسدسي الاخر الملئ بالرصاص ولكن عندها لن يكون لديك اي فرصة
نظر مارك قليلاً لعاصي ثم امسك بالمسدس ليرفعه بوجه عاصي الذي لم يهتز له جفن حين ضغط مارك على الزناد وكأنه لا يهاب الموت
عاصي(وهو يفرد يده لمارك): دوري
في اقل من ثانية كان يسحب مارك يده من يد عاصم ويبتعد وهو مُمسك بالمسدس .. يرفع المسدس بوجه عاصي ويبدأ بالضغط على الزناد مرة وراء الاخرى برعب لتجحظ عينيه حين تعدى ال6 مرات ولم تنطلق رصاصة من المسدس ليبتسم عاصي ابتسامة مرعبة وهو يقترب من مارك الذي اصفر وجهه من شدة الخوف وجف حلقه فأصبح كالصحراء التي يقف عليها .. وقف عاصي امامه ليقول بنبرة مرعبة
عاصي(بنبرة خبيثة): ألم أخبرك اني دائماً اسبق اعدائي بخطوة
قالها عاصي وهو يُشهر مسدسه بوجه مارك الذي ركع وهو يصرخ
مارك(بصراخ ورعب): سامحني .. اعطني فرصة اخرى
عاصي(بنبرة مرعبة): نسيت ان اخبرك المعلومة الثانية .. انا لا أُعطي فرص ثانية
في اقل من ثانية استقرت رصاصة عاصي بمنتصف رأس مارك ليتحرك بعدها عاصي ناحية سيارة مارك ليأخذ حقيبة الاسلحة وفي طريقه كان يوزع الرصاص وكأنه حبات ارز على اجساد رجال مارك او بمعنى اصح جثثهم .. تحرك عاصي مرة اخرى باتجاة سيارته ليقوم بوضع الحقيبتين بها ومن ثم خلع قفازه الاسود الذي كان يرتديه حتى لا يترك اي بصمات .. فهو لا يترك وراءه اي دليل .. ركب سيارته بهدوء وثبات وكأنه لم يزهق للتو العديد من الارواح ولم يتردد لحظة وهو يطلق رصاصة تليها اخرى واخرى دون رحمة .. يجلس بجانبه كريم الذي ينظر له بإعجاب بذكائه وتفكيره وفي نفس الوقت غموضه الكبير فـ عاصي كالصندوق الاسود ولا احد يعرف ما يدور بداخل عقله .. يرن هاتف عاصي ليرد بهدوء
عاصي(ببرود): ألو .. العملية خلصت .. الشنطتين معايا .. تمام
تحرك عاصي بسيارته بدون ان ينطق بكلمة اخرى تاركاً خلفه مارك ورجاله يفترشون رمال الصحراء بأجسادهم التي تلون تلك الرمال باللون الاحمر القاتم جزاء لهم حين فكروا بالعبث مع الوحش
////////////////////
في مدينة الملاهي تقف جميلة بجانب محمد وهي تراقب عمر وروضة وهم يضحكوا بطفولية اثناء ركوبهم احدى الالعاب بينما كان محمد يراقبها هي .. يراقب كل شاردة او واردة تخصها .. يراقب الهواء الذي يداعب شعرها العسلي الطويل ويراقب اصابعها التي تزيح بعض الخصلات المتمردة عن زيتونية عيناها .. انتبهت جميلة لكونه ينظر لها فاردفت
جميلة(وهي تنظر له): مالك؟ بتبصلي كدا ليه؟
محمد(بابتسامة): يمكن علشان مش لاقي حاجة احلى من كدا ابصلها
جميلة(بتوتر من كلامه): ...
محمد(وهو يلاحظ توترها وهروبها الدائم): جميلة .. تعالي نتكلم شوية
جميلة(وهي تنظر ناحية الاولاد): بس .. هنسيبهم
محمد(وهو يشير لأحد المقاعد): احنا هنقعد هنا مش هنبعد .. لو سمحتي محتاج اتكلم معاكي
هزت جميلة رأسها بهدوء وتحركت معه تجاة ذلك المقعد .. جلس محمد وجلست هي على طرف المقعد تاركة مسافة بينهم
محمد(بهدوء): جميلة .. ايه رأيك لو نبتدي نجهز لفرحنا؟
جميلة(بتوتر): فرحنا؟!!
محمد: ايوة .. اظن دلوقتي مفيش حجة .. اول ما اتخطبنا قولتيلي عايزة تكملي تعليمك ولما خلصتي قولتيلي عايزة اشتغل وانا مارفضتش .. وبعدين ربنا افتكر عشق وعاصم ربنا يرحمهم
جميلة: امين يا رب
محمد: وساعتها قولتيلي انك محتاجة شوية وقت وبعدها قولتيلي انك مشغولة بـ عمر وتربيته .. اظن دلوقتي مفيش حاجة تمنع اننا نتجوز
جميلة(بأنفاس متلاحقة من التوتر): ...
سكتت جميلة ولم تعرف كيف ترد .. كيف تخبره ان السبب وراء تأجيلها للزواج ليس كل تلك الاسباب الواهية وانما ان قلبها لم ينبض لأجله .. كيف تخبر من كان لها السند والعون انها لا تحس ناحيته اكثر من مشاعر الاخوة .. نعم تعتبره اخاً لها لا اكثر .. هل يجب عليها الموافقة كرد لجميله وجميل والدته عندما احتضنوها هي واختها بعد وفاة اهلهم .. لن تنسى عندما توفت عشق وعاصم وكان هو لها الاخ والاب والصديق وكانت امه بمثابة اماً لها .. هل يمكن رد الجميل بتلك الطريقة .. هل يكون قلبها هو ثمن الجميل .. طال صمتها ولاحظه محمد لينطق بتردد وتوجس
محمد: جميلة .. انا .. عايز اسألك سؤال
جميلة: اتفضل يا محمد
محمد(بتوجس): هو .. انتي لسة مفيش مشاعر جواكي تجاهي؟
توترت جميلة من سؤاله المباشر ولم تعرف كيف ترد .. هل تخبره بالحقيقة ام تكذب .. ماذا تقول .. انقذها من هذا السؤال عمر وروضة اللذان ركضا ناحيتها هي ومحمد وضحكاتهم الطفولية تملأ الارجاء
عمر(بطفولية): خالتو انا عايز ايس كريم
روضة(بتلعثم بسيط): وانا عايزة غزل البنات
جميلة(بابتسامة): بس كدا من عيوني .. يلا بينا
محمد(وهو يمسك يدها): ماردتيش على سؤالي
جميلة(برجاء هي تنظر له): بعدين يا محمد .. لو سمحت
هز محمد رأسه بهدوء وسار بجانبها وامامهم عمر وروضة اللذان يركضا بفرحة وسعادة .. مد محمد يده بتردد وامسك كف يد جميلة التي توترت من فعلته وسحبت يدها مدعية انها فعلت ذلك لتجري مع عمر وروضة .. نظر محمد لأثرها وقد حصل على اجابة سؤاله دون ان تنطق بها
///////////////////////
تتوقف سيارة عاصي امام فيلا صفوت الزيان .. والده العزيز او يمكن القول انه رأس الأفعى .. هو من جذب عاصي لهذا المستنقع اللعين .. يقولون ان الاب دائماً ما يريد ان يكون مستقبل ابناءه مشرقاً ولكن صفوت الزيان كسر تلك القاعدة فهو حرص دائماً ان يكون مستقبل اولاده مظلماً دون شعاع نور واحد .. يترجل عاصي من سيارته ويتحرك تجاه باب الفيلا الذي فُتح على مصرعيه وفي اقل من ثانية كانت تقفز هي داخل احضانه بشعرها الاسود القصير وعينيها السوداء اللامعة بالعشق المرضي
نادين(وهي تحتضنه): عاصي حبيبي .. وحشتني
عاصي(وهو يفك يديها من حول رقبته): هو فين؟
نادين(وهي تمسك بياقته): عمو في المكتب .. انت هتبات هنا النهاردة صح؟
عاصي(وهو ينزل يديها من على ياقته ببرود): ...
تحرك عاصي دون الرد عليها لتنظر هي في اثره بعيون تسكنها نظرة حب مختل فهي لا تحبه فقط بل تعشقه .. تعشق كل شئ به .. حاجبيه الكثيفين .. عيناه السوداء .. لحيته الكثيفة المُهذبة دائماً .. شعره الاسود الكثيف وآه من شعره ذاك فأسعد أوقاتها حين تكون بين احضانه وأصابعها متغلغلة في شعره .. تعشق رجولته الطاغية .. تريده لها فقط .. اما هو فيراها مجرد احدى بنات حواء التي يقضي وقته معهن .. لا تفرق عنهن في اي شئ ولا يُزيدها شئ حتى صلة قرابتهم
نادين(بهمس مختل): هتكون ليا يا عاصي .. ليا انا وبس
/////////////////
بداخل مكتب صفوت الزيان يجلس عاصي وامامه يجلس صفوت بجبروته وقوته رغم الشيب الذي يملأ رأسه .. يضحك صفوت بصوته وهو ينظر لحقيبة الاموال وحقيبة الاسلحة ويشير لعاصي وهو يبتسم بفخر
صفوت(بابتسامة فخورة وخبيثة): برافو عليك يا وحش .. انا كنت متأكد انك قدها وقدود
عاصي(ببرود): ...
صفوت: مالك؟ مابتردش ليه؟
عاصي(وهو يقف): مفيش .. ياريت نصيبي يتحط في حسابي .. عن اذنك
صفوت: استنى يا عاصي ..(ثم وقف وتحرك ناحيته).. مالك يا ابني؟
عاصي(بتهكم): ابنك؟
صفوت(بعيون لامعة): ايوة طبعاً .. ابني .. وخليفتي .. والملك القادم لإمبراطورية الزيان
عاصي(ببرود): ...
صفوت(وهو يربت على كتفه): انت شكلك تعبان .. ارتاح النهاردة علشان فيه عملية جديدة بكرة يا وحش
عاصي: عملية ايه؟
صفوت(وهو يجلس مكانه): ظابط مضايق واحد من حبايبنا وعايزين نريحه شوية
عاصي(بتلقائية وكأنه آلة): اسمه؟
صفوت: محمد عبد الحميد وباقي المعلومات هتلاقيها عند طارق
عاصي(بحدة): قولتلك ألف مرة ماتجيبش سيرة الزفت دا قدامي
صفوت(بعصبية): وانا قولتلك ألف مرة دا مش زفت ولازم تتعامل معاه عادي .. مش ذنبه انه جه مكان عاصم
عاصي(بغضب شديد): عمر ما حد هيكون مكان عاصم .. ابداًاًاً
صفوت(بنبرة هادئة بعد ان لاحظ غضب الوحش): عاصي .. انت لازم تنسى يا ابني .. هو عاش حياته .. انساه
عاصي(بنبرة متألمة يشوبها الغضب): انساه .. انسى اخويا ..لو انت تقدر تنسى ابنك براحتك .. لكن انا مش هنسى اخويا وهجيبه لو بعد 100 سنة .. لو عشت عمري كله ادور عليه هجيبه
تحرك عاصي بغضب من امام والده وهو يدك الارض تحت اقدامه .. خرج لصالة المنزل وسحب نادين من ذراعها بقوة كادت ان توقعها ارضاً .. صعد بها لغرفته بسرعة جعلتها تتعثر اكثر من مرة على السلالم .. دخل غرفته وألقى بها على فراشه وهو يتنفس بسرعة .. انفاسه ثائرة بصدره ودمائه تغلي بعروقه .. كانت نادين مرتعبة من مظهرة ليتحول رعبها لابتسامة حين وجدته يحرر ازرار قميصه لتُسرع هي الاخرى وتتحرر من ملابسها مُسلمة جسدها له ليُفرغ شحنة غضبه وثورته بها .. كان عنيفاً للغاية ولكنها كانت مستمتعة بقوته معها .. اما هو فكان بعالم اخر .. تدور برأسه ذكرياته مع اخيه الحبيب الذي اختفى من عالمه فجأة .. تكويه نار الاشتياق وتحرق قلبه وتجعل البراكين تثور بصدره فيزيد من عنفه مع تلك التي تعيش اسعد اوقاتها الآن بين احضانه
//////////////////
بمدينة الملاهي وقد قام عمر وروضة بلعب كل الالعاب وشاركتهم جميلة اللعب متجنبة ان تبقى بمفردها مع محمد حتى لا يفتح موضوع الزواج مرة اخرى
جميلة: كفاية كدا بقا ويلا نروح
عمر: عشان خاطري شوية كمان
جميلة(بخوف عليه): يا حبيبي علشان ضهرك مايوجعكش
عمر(باصرار طفولي): انا كويس صدقيني .. بليز شوية كمان
روضة: عثان خاطلي (عشان خاطري)
جميلة(بضحكة على تلعثمها): ماشي بس دا اخر دور, ماشي؟
عمر وروضة(بصياح وفرحة طفولية): مااااشي
محمد(بهدوء بعد صمت): احم .. هو الدكتور ماقلش حاجة جديدة عن عمر؟
جميلة(بعبوس): للأسف لأ .. كل اللي عمله انه زودله جرعة المسكن وعدد الجلسات
محمد(وهو ينظر لها): انا مش عارف انتي عنادية ليه .. ما قولتلك اسلفك المبلغ بتاع العملية
جميلة(بضحك خفيف): هو انت هتسلفني جنية ولا اتنين دول 250 ألف يعني ربع مليون اعيش عمري كله اسددهملك وبرضو مش هخلصهم
محمد: يا ستي انا مسامح فيهم
جميلة(بمزاح وضحك): يا عم روح بس كدا مسامح مين كفي نفسك
محمد(بصدمة): بقا النقيب محمد عبد الحميد يتقاله عم وروح وكفي نفسك!! ..(ثم امسكها من ياقتها (قفاها)).. اشدك دلوقتي عالسجن يعني؟
جميلة(بضحك): لا خلاص يا باشا قلبك ابيض انا مش حمل سجون
محمد(بغمزة): طب ما ادخلك سجن قلبي احسن
جميلة(بتوتر وقد انتبهت لقربهم ومسكه لها): ...
تركها محمد حين احس بتوترها وسكتت جميلة ولم تعرف ماذا تقول .. يغدقها بحنانه وكلامه الرقيق ولكن لما يصبح قلبها أصم عن ذلك الكلام .. لماذا لا يدق له .. لماذا لا تحبه ولو عُشر مقدار حبه لها .. فهو على اتم الاستعداد للتضحية بحياته من اجلها اما هي فتعجز حتى ان تنطق كلمة من اربع حروف انتظرها منها طوال حياته
//////////////////
فرغ عاصي من نادين بعد وقت طويل وبعد ان احس انه قد افرغ القليل من غضبه .. وقف من جانبها لينطق دون ان ينظر لها
عاصي(ببرود): اطلعي برا
نادين(وهي تنظر له): عاصي ...
عاصي(بنبرة حادة): قولت برااااا
اسرعت نادين بلف ملاءة السرير على جسدها وامسكت بملابسها وجرت من امام هذا الوحش الغاضب لتُسرع بالدخول لغرفتها المجاورة لغرفته وهي تبتسم وكأن كرامتها لم تُهان منذ ثواني .. اما بغرفة عاصي فأسرع هو بالدخول لحمامه الكبير وفتح الدش المخصوص ذو المياة المتناثرة بقوة من جميع الجهات .. مياه باردة كبرودة قلبه ومؤلمة كالوجع الذي يسكنه .. يسترجع بعقله مقتطفات مما حدث اليوم لقتله العديد من الرجال دون ان يفكر للحظة في نتيجة قتله لهم .. ربما كان لأحد منهم ابناً مريضاً فاضطر للعمل لدى هذا الشيطان مارك .. ربما كان لأحدهم زوجة على وشك الوضع ولم يجد سبيلاً للحصول على الاموال سوا ذلك العمل .. ربما وربما وآلاف الاحتمالات التي دارت بعقله لتُلقيه في جحيم افكاره ليُزيد من تدفق المياة المتناثرة حتى وقع على ركبتيه بأنفاس متسارعة وهو يغلق عيناه بقوة مُخرساً ذلك الصوت الصارخ بداخله وهو يكرر لنفسه "فات الآوان على التراجع .. انت مظلم من داخلك .. انت مخيف ولا تستحق الحب"
/////////////////
وصل محمد وجميلة للمنزل وهم يحملون روضة وعمر النائمين كالملائكة على اكتافهم .. دق محمد على باب منزله بهدوء لتفتح الحاجة ابتسام ذات الوجه البشوش الباب
الحاجة ابتسام(بابتسامة بشوشة): حمد الله على السلامة يا حبايبي
محمد: الله يسلمك يا امي .. امسكي رودي مني لحد ما ادخل عمر عالسرير مع جميلة
جميلة: مفيش داعي تتعب نفسك .. انا هدخله
الحاجة ابتسام: يا حبيبتي خليه يساعدك علشان تعرفي تحطي المخدة تحته .. ربنا يشفيه يا رب
محمد: امين يا رب .. يلا شيلي يا ماما
الحاجة ابتسام(وهي تحمل روضة): هات .. بسم الله .. عقبال يا رب ما اشيل ولادكم
توترت جميلة من جملتها ولاحظ محمد توترها .. مد يده بهدوء ليأخذ منها عمر حتى تستطيع فتح باب منزلها لتُسرع هي بفتح الباب وهي تتجنب النظر ناحيته وتتمنى ان ينتهي هذا اليوم حتى ترتاح من موضوع الزواج الذي يُفتح كل خمس ثواني
//////////////////
خرج عاصي من حمام الغرفة ليجد كريم يجلس على الكنبة بداخل الغرفة وهو يمسك ورقة في يده
عاصي(وهو ينظر للورقة): ايه دا؟
كريم: دي معلومات العملية الجديدة جبتهالك منه عشان عارف انك مش هتتعامل معاه
عاصي(وهو يأخذ الورقة ويُلقيها على سريره ببرود): ...
كريم(وهو يرى عبوس ملامح عاصي): انت كويس؟
عاصي(وهو ينظر له دون النطق بكلمة): ...
كريم(وهو يربت على كتفه): هنلاقيه ماتقلقش
عاصي(بانفعال وشوق يسكن نبرته): امتى .. بقالنا سنين بندور عليه .. سنين دورت عليه في كل مكان ممكن يكون فيه .. سنين مابنامش وبفضل ألف في الشوارع زي اللي بيدور على عيل تايه .. حاسس اني بدور على ابرة في كوم قش
كريم: انت عارف ان عاصم مش سهل وإن حوار انه يخفي اي وجود ليه دي حاجة اسهل من السهولة بالنسباله .. انت ناسي انه مهندس كمبيوتر وفاهم كويس في الحاجات دي
عاصي(بانفعال شديد): يعني اييييييييه؟! يعني انا .. عاصي الوحش .. اللي بيلجأولي علشان يلاقوا اي شخص ولو في بطن الحوت وبلاقيه مش عارف ألاقي اخويااااا
كريم(وهو يرى حالته): انا عارف انت حاسس بإيه وعندي اقتراح
عاصي: اقتراح ايه؟
كريم(بتوجس): نستخدم طارق
كاد عاصي ان ينفعل بغضب على كريم ليُسرع الاخير بقول
كريم(بهدوء وتوضيح): بلاش انت .. انا اللي هتعامل معاه .. انت عارف انه شاطر في مجاله ويُعتبر من احسن الشباب في مجال الهاكرز وهندسة الكمبيوتر بعد عاصم طبعاً .. انت بتحاول بقالك سنين علشان توصله وماقدرتش فـ مفيهاش حاجة لو نحاول نلجأ للمساعدة علشان نوصله
فكر عاصي قليلاً .. هو لا يُنكر ان طارق بارع في مجاله ولهذا استعان به والده بعدما اختفى عاصم ولكنه لا يستطيع تقبله .. ربما لأنه يرى أن والده اعتبره مكان عاصم الذي لا تستطيع الدنيا كلها اخذ مكانه لديه
عاصي(دون ان ينظر إليه): شوف الحكاية دي واتصرف انت .. مش عايز يكون ليا اي تعامل مع البني ادم دا .. كل اللي عايزه اعرف اخويا فين
كريم: حاضر ماتقلقش .. في اقرب وقت هجيبلك مكانه ..انت هتنام هنا؟
عاصي: لأ .. هروح بيتي
كريم: تمام .. سلام
تحرك كريم تاركاً وراءه عاصي الذي اخذ ينظر للورقة التي تحمل معلومات عن ذلك الظابط الذي كانت كل جريمته انه يؤدي عمله بإخلاص وشرف وأمانة ليكون جزاءه محاولة التخلص منه فهل سيكون الموت جزاءه ام سيكون الوحش هو درعه الحامي؟!
///////////////////
انتهى محمد من مساعدة جميلة بوضع عمر بالسرير ووضع الوسادة الطبية خلف ظهره كما اوصى الطبيب المُعالج له .. خرج محمد من الغرفة وتبعته جميلة
محمد: ايه رأيك نفطر بكرة سوا
جميلة: بكرة؟
محمد: اه .. بصي انا بكرة هوصل روضة وعمر للمدرسة وبعدين هعدي عليكي في المطعم نفطر سوا ونتكلم شوية
جميلة(مدعية عدم الفهم): نتكلم في ايه؟
محمد(بهدوء وهو يتنهد وينظر لها): بصي يا جميلة .. انا مش صغير, انا عندي 30 سنة ونفسي اكون بيت واسرة بقا .. احنا بقالنا 5 سنين مخطوبين وأنا خلاص تعبت وعايزك معايا .. انا عارف انك ممكن لسة مايكونش فيه مشاعر من ناحيتي بس ممكن يكون دا لأننا بُعاد عن بعض .. يمكن لما نتجوز وتبقي مراتي وفي بيتي مشاعرك تتحرك وقلبك يدق ليا
جميلة(بتردد وهي تفكر في كلامه): ...
محمد: بصي ان مش عايز قرار دلوقتي .. فكري وبكرة نكمل كلامنا واحنا بنفطر .. يلا تصبحي على خير
جميلة: وأنت من اهله
اغلقت جميلة الباب وراء محمد وعقلها مشغول بكلامه .. ترى هل من الممكن ان تتغير مشاعرها حين تصبح زوجته .. هل ممكن ان يدق قلبها لأجله .. ولكن ماذا اذا لم تفعل .. ماذا اذا لم تستطع ان تحبه .. هل ستعيش معه جسد بلا قلب وبلا روح .. هل يستحق هو ذلك .. نفضت جميلة تلك الافكار من رأسها ووقفت تصلي صلاة العشاء لتختم يومها بذكر الله ومن ثم استلقت بجانب عمر على سريره ضامّة جسده الصغير لأحضانها مُغلقة عينيها مُوكلة امورها لله عساه ينير بصيرتها ويُهدي قلبها لما فيه خير فماذا سيحدث حينما تشرق شمس الصباح بأحداث ستقلب حياة ابطالنا رأساً على عقب وتضع الجميلة بطريق الوحش
كاااااااااااااااات .. كفاية كدا النهاردة

جميلة عشقت الوحش 🤍🖤Where stories live. Discover now