الفصل الخامس والثلاثون 💥💥

5.7K 208 7
                                    

قالوا من قبل انه من الصعب ان تختار من تحب ولكن من الاصعب ان تحاول كره من كنت تحب .. تشعر بالتمزق بين قلب يريد وعقل يرفض .. روحك تصرخ وصوتك مكتوم وعيونك تأبى ان تطلق سراح دموعها الحارقة .. تشعر وكأنك في دوامة تتخبط هنا وهناك .. تتوه داخل غياهب العقل وسراديب القلب غير قادر على الخروج بقرار واحد .. هل تبتعد ام تقترب .. هل تهرب منه ام إليه .. هل تنتقم ام تسامح .. تنظر جميلة لعاصي النائم جوارها بهدوء بعد ان ظن انها نائمة ولكن كيف يزورها النوم بجانبه .. كيف تغفل عينيها بجانب قاتل اختها!!! .. تسرح جميلة وهي تنظر إليه وتتذكر ما حدث منذ بضعة ايام وقلب حياتها ليتحول زوجها وحبيبها إلى ألد اعدائها
*فلاش باك*
تجلس ببيتها القديم بقلب يأن بوجع الفراق .. فراق دام ليوم واحد فقط ولكن يشعر القلب بمرور عقود بل قرون عليه .. يريد ان يعود إليه .. يريد ان يرتمي في حضنه ويرتوي من شهد عشقه .. يريد ان يتنفس رائحته .. ليس حباً او عشقاً بل إدماناً .. نعم ادمن القلب حبه فسبحان الذي جعله يجري بدمها وجعل اسمه يتردد بقلبها ترتيلا .. تنظر للساعة كل دقيقة وكأنهت تنتظر مجيئه .. تريده ان يأتي .. تريد ان تراه .. تنتظره كانتظار سجين لحريته .. تجلس وحدها بذلك البيت بعدما ذهب عمر ليلعب مع صديقته ذات اللسان السليط روضة تاركاً خالته بدوامة من الافكار .. تفكر هل تفعل ما يُمليه عليها عقلها .. هل تتركه .. هل تقطع علاقتها به .. هل تبتعد عنه وتنجو بنفسها وبصغيريها .. ام تستمع لصراخ قلبها الذي يستغيث مطالباً بُقرب من يحب .. تحاول ان تغمض عينيها لتنام قليلاً ولكن هيهات فهي ادمنت النوم بحضنه .. ليته امامها لتسأله كيف تنام ببعده .. ليته يخبرها كيف تتخلص من ارق قلبها الذي يخفق بجنون منادياً له .. دقات محسوبة على الباب جعلت دقات قلبها تتبعثر وهي تتوقع كونه هو من بالباب .. جرت بسرعة كطفلة صغيرة ناحية الباب متناسية كل ما يصرخ العقل به .. لا تريد ان تتذكر سوا رغبتها في الارتماء بحضنه .. فتحت الباب ليخيب املها حين وجدت من بالباب هي شروق
شروق: ايه يا بنتي انتي نايمة ولا ايه؟
جميلة: لا كنت فاردة بس
شروق: طب ماجيتيش تقعدي معايا انا وبسبوسة ليه؟
جميلة: معلش يا شروق مليش مزاج
شروق(وهي تنظر لها بشك): جميلة هو حصل حاجة؟
جميلة: حاجة ايه؟
شروق: انا اللي بسألك .. عاصي زعلك؟
كانت تود البوح بكل شئ ولكن شئ بداخلها منعها .. صوت بداخلها اخذ يردد انها عليها التوقف عن جعل الآخرين يحملوا احزانها معها .. ابتسمت بهدوء لتردف
جميلة: انا كويسة يا شوشو ماتقلقيش .. انا بس حبيت اجي البيت شوية علشان حسيت انه وحشني
شروق: ماشي يا ستي .. انا رايحة مع محمد نطمن عالنونهات ولما ارجع هنرغي كتير
جميلة: ماشي يا حبيبتي
اغلقت جميلة الباب وهي تضع يدها على بطنها .. كم كانت تتمنى ان تحظى بحياة هادئة مثل شروق ولكن مع عاصي .. مع ذلك العاصي .. مع ذلك الوحش الذي امتلك القلب ونبضاته .. تأخذ نفساً عميقاً وهي تفكر في خيال بعيد .. لو كان عاصي شخصاً عادياً وكان زواجهم عادياً وهادئاً لكانوا الآن يحتفلوا بحملها الذي لم تخبر به احد .. لكانوا يتكلموا حول اسماء الاطفال التي لم تراهم بعد .. لكانوا قضوا حياة هادئة جميلة .. لماذا لم يكن القدر رؤوفاً بها .. استغفرت ربها في سرها وكادت بالتحرك لتجد دق مرة اخرى على الباب .. لم تتأمل كثيرا تلك المرة وفتحت الباب لتصدم حين وجدت خالد يقف امام الباب بهدوء
خالد: مساء الخير يا مدام جميلة
جميلة: انت!! انت ايه اللي جابك هنا؟
خالد: انا وحضرتك لازم نتكلم
جميلة(بنبرة قوية): قولتلك قبل كدا مفيش بيني وبينك كلام واتفضل امشي حالا بدل ما اخبط على اخويا واخليه بعرف شغله معاك
خالد: محمد نزل هو وشروق من دقيقتين
جميلة(وهي ترفع حاجبها): دا انت مراقبني بقا
خالد: كان لازم اتأكد انه مش هنا علشان نعرف نتكلم
جميلة: قولتلك مفيش كلام ولو مامشيتش دلوقتي حالا هكلم عاصي واقوله كل حاجة
خالد: عاصي قتل اختك وجوزها
جحظت عينا جميلة بصدمة وانسحبت انفاسها من صدرها ليندم خالد على الطريقة التي قال بها تلك الحقيقة الملعونة والتي ستكون اول ضربة لصرح عشق الجميلة والوحش ولكنها لن تكون الأخيرة .. صمتت جميلة لثواني لتردف بشرود
جميلة(بدقات قلب متواثبة): انت .. انت بتقول ايه؟!
خالد: صدقيني مش هينفع الكلام عالسلم .. تسمحيلي ادخل
نظرت له جميلة قليلاً لتتنحى جانباً وتشير بيدها له ليدخل .. ما ان جلس خالد امامها حتى اردفت هي وهي تحاول التمسك بآخر حبال القوة لديها
جميلة: تقدر تقولي ايه اللي حضرتك قولته دا .. عاصي هو اللي عمل كدا ازاي وليه؟
خالد: انا عارف ان الكلام اللي هقوله دا هيكون صعب عليكي انك تسمعيه بس للاسف الشديد دي الحقيقة اللي لازم تعرفيها واللي بسببها لازم تحطي ايدك في ايدي علشان ياخد جزاءه وترجعي حقها وحق عاصم
جميلة: ياريت تتكلم على طول .. ازاي هو اللي قتلهم وهما ماتوا في حادثة عربية
خالد: للاسف الحادثة دي كانت مدبرة مش قضاء وقدر .. فرامل العربية كانت مفكوكة
صُدمت جميلة مما قاله ليتنهد هو ويبدأ حكي ما حدث
خالد: عاصم الله يرحمه لما بعد عن ابوه واخوه شغلهم اتضر جدا وخصوصاً أنه كان بيقوم بدور مهم في تهكير انظمة الامان والحراسة ودا كان بيسهل دخولهم وخروجهم + حاجات كتير تانية كان بيعملها بحكم دراسته في هندسة الكومبيوتر .. عاصم لما بعد وعمل لنفسه هوية تانية وعاش حياته وفاتت سنين كان فاكر ان الموضوع خلص لكن هما ماسابهوش .. ساعتها هو قرر يحمي عشق وعمر حتى لو على حساب نفسه و جه ليا .. انا اتعرفت عليه وقت خطوبتك انتي ومحمد واتكلمنا شوية
جميلة: وهو مارحش لمحمد ليه؟
خالد: خاف ل محمد ياخدك بذنبه او يتعصب عليكم علشان خبيتوا عليه الموضوع من الاول .. المهم جه وحكالي كل حاجة وبدأنا نحط خطة نقبض بيها على صفوت الزيان والمافيا اللي معاه كمان بس للاسف هما كانوا اسرع مننا ونفذوا خطتهم واتخلصوا منهم والوحيد اللي نجي كان عمر .. ساعتها كان لازم احميه روحت المستشفى وخفيت اي دليل ممكن يوصله ليكم واطمنت لما عرفت انك رجعتي بيه مع محمد .. وبقيت بتابعكم من بعيد لحد ما عرفت انه للاسف لقاكم وانكم دخلتم عرينه
جميلة: وايه اللي خلاك تستنى كل دا علشان تقولي؟
خالد: كنت مستني الوقت المناسب اللي اقدر اقولك فيه واضمن مساعدتك
جميلة(وهي تضيق حاجبيها): مساعدتي ؟! مساعدتي في ايه؟
خالد: في اننا نقبض عليه اكيد
جميلة(بحدة): تقبض على مين انت اتجننت
خالد: اتجننت!! اتجننت علشان عايز اجيب حق اختك وحق عاصم وحق ملايين ماتوا بسبب صفوت وعاصي الزيان
جميلة: انت مفيش دليل على الكلام اللي بتقوله .. لو كان معاك دليل ماكنتش اتأخرت في انك تقبض عليه
خالد: الدليل انتي اللي هتوصليني ليه علشان ياخد جزاءه
جميلة: انت فاهم انت بتطلب مني ايه!! انت عايزني اخون جوزي
خالد: جوزك دا قاتل .. مش بس قتل اختك واخوه دا كمان قتل ابوكي
جميلة: بابا!! انت بتقول ايه؟!!!!
خالد(وهو يقدم لها بعض الاوراق): بصي وانتي تعرفي
جميلة(وهي تنظر لما بين يديها): ايه دا ؟! انا مش فاهمة حاجة
خالد: بصي على اسم الشركة وبصي على الامضة .. مش دي امضة عاصي ودا اسم الشركة اللي والدك كان شغال فيها ودا امر طلوع الشحنة اللي كانت مسافرة واللي صمموا انها تطلع في اليوم دا بحمولة زايدة ورغم تحذيرات الارصاد .. عاصي هو اللي ادى الامر بطلوع الشحنة .. هو السبب في موت ابوكي
جميلة(بحدة وهي تعطيه الاوراق): بسسسس .. اسكت بقا كفاية .. اطلع براااا
خالد: ماشي .. دا رقم تليفوني لو غيرتي رأيك وقررتي تجيبي حقهم هكون مستني اتصالك
جميلة: قولتلك برااااا .. برااااااا
خرج خالد لتنهار جميلة وتجلس أرضا وهي تبكي بقوة .. هو السبب في كل ألم وجرح أصابها .. هو السبب في كل دمعة جرت على وجهها .. هو السبب .. دق الباب مرة اخرى لتقف جميلة بغضب وهي تظن ان خالد عاد مرة اخرى .. فتحت الباب بغضب سريعاً ما تلاشى حين رأته يقف امامها بهيبته وحضوره وجمال ملامحه الرجولية التي لا تليق سوا به
عاصي(بنبرة عاشقة): وحشتيني
بدون مقدمات رمت نفسها بحضنه وهي تبكي بقوة .. احاطها بلهفة وخوف من دموعها التي تجعل الألم يعتصر قلبه .. يحاول اخراجها من حضنه وهو يردف بنبرة حنونة لا تتناسب مع ما عرفته عنه منذ قليل
عاصي(بلهفة): جميلة .. مالك يا حبيبتي .. مالك يا جميلة؟!!!
اسكت .. اسكت لا اريد سماع صوتك .. لا اريد ان اشم عطرك الذي يخدر حواسي .. لا اريد ان اكون بداخل احضانك التي اشعر بالبرد بعيداً عنها .. لا اريد ان اكون معك .. اريد ان أبتعد عنك .. لماذا لست قادرة على ذلك .. لماذا لا استطيع سوى ان اتنفسك .. لماذا؟!! .. تغمض عينيها بقوة وهي تعترف انها غير قادرة على الابتعاد عنه فهو معصيتها التي كلما فكرت في تركها ترتكبها أكثر
*عودة*
تنساب الدمعات من عينيها لتضع يدها على فمها حتى لا تصدر شهقة منها فيحس بها ذلك الوحش الذي يشك بأمرها بالفعل من بعد نوبة بكاءها في لقاءه وتبريرها الغير مقنع انها فقط كانت مشتاقة له .. وقفت وتحركت لحمام الغرفة لتغسل وجهها بالماء البارد الغير قادر على إطفاء البراكين الثائرة بصدرها والنيران التي تحرق داخلها ودخانها يخنقها فلا تستطيع التنفس .. كان حبه ينير قلبها ولكنه الآن يحرقها فهل سيستمر عذاب الجميلة مع الوحش
/////////////
يجلس كريم بمكتبه بالمنزل وامامه تلك الخيوط التي تصل كلها لطريق مسدود .. لا يوجد اي رابط بينهم سوا كون المرسِل مجهول الاسم والهوية .. كيف سيعرفه ؟! كيف؟! .. ينظر لساعته ليجد ان الوقت قارب على الثانية فجراً .. تحرك لغرفته ليبتسم بهدوء ما أن دخلها ووجد نوره التي تنير حياته تنام بهدوء كالملائكة وهي ترتدي احدى تيشرتاته المنزلية الذي يبدو واسعاً بشكل مضحك عليها .. يتنهد وهو ينظر لها ويعدها دون ان ينطق للمرة الألف ان يرد لها حقها ولو كانت حياته هي الثمن فترى كيف سيتصرف حين يأتي الغد بأخبار تربط الخيوط كلها وتجعل اصابع الاتهام تشير لشخص واحد فقط
//////////////
تقف جميلة بحديقة المنزل وسط الظلام الدامس من كل مكان عدا بعد مصابيح الانارة هنا وهناك ونور القمر الذي لا يلمس قلبها على غير العادة .. ترفع هاتفها على اذنها منتظرة ان يجيب الطرف الآخر .. ثانية .. اثنتين .. سمعت صوت فتح الخط لتنطق دون مقدمات
جميلة: انا موافقة .. قولي اساعدك ازاي
قررت الجميلة ان تأخذ حقها من الوحش .. قررت ان تنتقم .. قررت ان تتجاهل صرخات القلب ولكن هل ستستمر في قرارها بعد ان تنكشف الحقيقة كاملة امامها وتصبح الجميلة في مواجهة الوحش
كاااااااااااااااات .. كفاية كدا النهاردة

جميلة عشقت الوحش 🤍🖤Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora