الفصل السابع والعشرون 💔💥

6.5K 216 6
                                    

قالوا ان مئات التحذيرات لن تجدي امام قلب يريد فماذا اذا اصبحت تحب شخصا وقلبك يريده هل سيقدر العقل على تكبيلك ام سيكسر قلبك كل القيود و يرتمي في احضان من احببت مستشهدا .. يقف على بعد ليس بكبير منها ولكن يشعر بقلبه ينتفض بين اضلعه في كل ثانية يتذكر فيها تلك الليلة الجامحة التي قضاها بالأمس معها .. لا ينسى حين استيقظ وكان يظن ان ما عايشه مجرد حلم عابث من ضمن المئات من الاحلام التي تزورها تلك الجميلة منذ ان تزوجها ولكن اشعة الشمس الذهبية الساقطة على صدره العاري والقش الذي ينام فوقه وملابسه المبعثرة هنا وهناك اثبتت ان ما عايشه واقع اجمل من مائة حلم .. لم يختلف حالها عنه كثيرا ولكن الخجل كان مسيطراً عليها وبشدة فهي قد استيقظت قبله وتدفقت الدماء لوجهها ما ان سقطت عينيها على حالتها وهي بين احضانه لتسرع بارتداء ملابسها وتتحرك لغرفة صغيرها حابسة نفسها بها لساعات حتى حان موعد خروجهم لعمليته فاضطرت للخروج وهي تتجنب التكلم او حتى النظر لمن اصبحت زوجته قولا وفعلا .. كلما تذكرت تلك الليلة شعرت بحرارة دفينة تشتعل بجسدها وتتدفق الدماء لوجنتيها ليشتعلوا ويُعطوها مظهر اجمل مما هي عليه .. تسترق النظرات له لترتبك حين وجدته ينظر لها لتسرع بالابتعاد بنظرها عنه وقد تبعثرت نبضات قلبها من عينيه المسلطة عليها .. اما هو فبدأ القلق يتسرب لقلبه من تهربها منه وتجنبها له .. هل يعقل انها تندم على ما حدث .. يراجع عقله ما حدث تلك الليلة ويتذكر كيف حاولت ان تبتعد عنه في البداية .. ينظر نحوها بحزن من نفسه لأنه نكث وعده لها .. قال انه لن يرغمها على شئ وها هو نكث الوعد وسلبها أعز ما لديها دون موافقتها .. هذا الأحمق ظل يحدث نفسه بذلك الكلام لا يفهم ان المرأة لن تسمح برجل لا تريده بأن يلمسها وهي لم تسمح له بلمسها فقط بل صارت زوجته .. سلمته نفسها راضية ولكن ماذا نفعل في سوء قراءة التعابير .. ماذا نفعل في افتراضات حمقاء يفترضها العقل ليمحي فرحة انتظرها القلب .. نفض تلك الافكار عن رأسه وهو ينظر لباب غرفة العمليات التي يقبع خلفها صغيره .. لا يهم اي شئ الان .. لا يهم سوى سلامة عمر .. جلست جميلة على المقعد وقد قررت هي الأخرى عدم التفكير في اي شئ الان .. اخرجت مصحفها واخذت تقرأ فيه وقلبها يدعو بسلامة صغيرها .. لمعت عيناه بضي عاشق وهو ينظر لها لينتبه على تربيت ليو على ذراعه فقد صمم ان يحضر معهم ويطمئن على الصغير
ليو(بنبرة هادئة مُطمئنة): لا تقلق يا صديقي .. سيكون بخير
عاصي: اتمنى ذلك .. شكراً لك ليو
ليو: لا تشكرني فذلك واجب الصديق وبالمناسبة لقد رتبت كل شئ يخص ذلك الموضوع الذي كلمتني بشأنه .. لا تقلق
ابتسم عاصي بامتنان ل ليو وبادله ليو الابتسامة ولكن كانت هناك عيون تراقبهما بغل يقبع بالقلب الذي يرغب بالانتقام فهل سينجح بانتقامه ام سيذوق عذاب الوحش
//////////////
بأحد المطاعم المُطلة على النيل يجلس محمد مع شروق بعد ان صمم على ان يتناولوا الافطار بالخارج .. يملأ الخجل وجهها وقد صمم محمد اطعامها بنفسه وسط نظرات جميع من حولهم
شروق(بخجل وهي تنظر حولهم): خلاص يا محمد الناس بتتفرج علينا
محمد(وهو يُقرب لقمة من فمها): اللي يتفرج يتفرج محدش ليه حاجة عندنا واللي غيران مننا يعمل زينا
شروق(بوجه يشتعل من الخجل): طب والله انا هاكل
محمد: تؤتؤ انا اللي هأكلك ثم دي سنة عن الرسول .. ايه مش عايزاني اخد حسنات
شروق(بغيظ يشوبه الخجل): وهي الحسنات مابتتاخدش غير كدا
محمد: اه ويلا افتحي بؤك
شروق(وهي تبتلع ما بفمها): ااااه .. خلاص الحمد لله
محمد: الحمد لله على كل حال بس انتي ماكلتيش
شروق: ماكلتش ايه يا محمد حرام عليك دا انا بطني اتملت
محمد(وهو يربت على بطنها بحنان): ألف هنا وشفا عليكي وعلى حضرة الظابط والدكتورة
شروق: محمد، هتعمل ايه لو كنت حامل في بنتين ومفيش ولد؟
محمد: هعمل ايه يعني هاحمد ربنا وابوس ايدي وش وضهر واقول يا رب باركلنا فيهم
شروق: يعني مش هتزعل؟
محمد: ازعل! دا فيه غيرنا بيتمنى ضفر عيل
ابتسمت شروق وهي تنظر لذلك العوض الذي كافئها به ربها ليغمز لها محمد بعبث
محمد(بنبرة عابثة): على فكرة لو بوستيني عادي هعمل نفسي مش واخد بالي
شروق(وهي تضربه بكتفه): يا قليل الأدب
محمد(بضحك): لا اله الا الله يا بنتي انتي مراتي اقسم بالله اقتنعي بقا
شروق(بوجه احمر من شدة خجلها): بس بقا علشان انت بتصمم تكسفني
محمد: طب بقولك ايه عايز اسألك سؤال بجد
شروق: سؤال ايه؟
محمد(وهو يقترب بوجهه منها قليلاً): انتي الحمل محليكي ولا ايه؟
شروق(بخجل شديد): يووووه
محمد(بغمزة): احبك يا ابيض
اكتسى وجه شروق بحمرة الخجل وابتسم محمد وهو يرى سعادتها فهو قرر ان يخصص اليوم لها هي فقط .. هل أحبها؟! نعم احبها بشدة .. اصبح لا يستطيع ان يتخيل حياته بدونها فهي من أراد الله ان تشاركه حياته وتصبح ام اولاده ورمى حبها بقلبه .. قرأ في مرة جملة تقول "كلما نظرت لعينيك اغرق بك اكثر" ويشعر ان تلك الجملة تنطبق عليه معها فهو كلما نظر لها غرق بحبها اكثر فهل ستستمر سعادتهما ام سيفاجئهم القدر بما يُعكر صفو حياتهم الهادئة
///////////////
مرت ساعات ومازال الطبيب بالداخل مع صغيرهم .. بلغ توتر اعصابهم ذروته .. تقف جميلة امام النافذة المجاورة لغرفة العمليات وهي تنظر للسماء وعيونها تلمع بدموع الرجاء .. تفرك يديها مز فرط التوتر ولم يكن حالها افضل من حال عاصي الذي يجوب الممر ذهابا وإيابا وقد فتك القلق بقلبه بينما يجلس ليو ويراقبهما بابتسامة بسيطة مرسومة على شفتيه وهو يراهما كأب وأم لصغير محظوظ .. ثواني وخرج الطبيب ليندفع ثلاثتهم نحوه ليسأله عاصي بلهفة
عاصي(بلهفة): ماذا حدث؟ هل هو بخير؟ كيف حاله الآن؟ اريد ان أراه
الطبيب: اهدأ سيد عاصي .. الصغير بخير وتمت العملية بنجاح
لم تفهم جميلة حديثهم ولكن الابتسامة المرسومة على وجه الطبيب والتنهيدة التي أطلقها عاصي كانت خير بُشرى لتبتسم هي الاخرى وقد هربت دمعة فرح من عينيها .. لم تعرف كيف ولا من بدأ الأمر لتجد نفسها بين احضان عاصي وكل منهم يردد عبارات الشكر لله .. انحرج الطبيب حين طال عناقهم ليتحرك ومعه ليو الذي سأله عن بعض التفاصيل الخاصة بخروج عمر اليوم مثلما قال عاصي ف بكل الاحوال المشفى ليست مكان مناسب لحفيد عائلة الزيان ذات الاعداء الكثيرون جدا .. خرجت جميلة من احضانه بعد ان انتبهت لوضعهم .. نظر عاصي لها وهو يريد اخبارها بالكثير ولكن ذلك ليس الوقت ولا المكان المناسب .. خرجت الممرضات بسرير عمر لتتحرك جميلة معه لغرفة الإفاقة وخلفهم عاصي الذي قرر ان يتكلم معها ما ان يصلوا للمنزل فترى كيف سينتهي حديثهم ذلك وهل فعلا اجتمع الوحش والجميلة ام مازال هناك مغامرات
//////////////
بمشفى الامراض النفسية والعصبية يمسك ذلك الممرض في يده ورقة تحمل بيانات كريم فهو ملأ خانات بيانات في بعض الاوراق ليستطيع إخراج نور من المشفى واستطاع ذلك الممرض الحصول عليها من احد موظفين الإدارة مقابل خمسون جنيها .. ينظر لعنوانه ورقمه المدون على تلك الورقة وتتردد صورة ابنه الصغير المحجوز بحضانة المشفى وزوجته المريضة .. ليس امامه حل سوى هذا .. نعم سيفعلها حتى وإن كانت حياته هي الثمن يكفي ان يحيا ابنه وزوجته ولكن ماذا سيحدث حين يقابل ذلك الذي تمنى معرفة معلومة عن من فرق بينه وبين من سكنت قلبه لسنوات فترى كيف سيمر اللقاء
///////////////
حل المساء وأخيراً عاد الجميع لمنزل ليو بعد ان صمم عاصي على خروج عمر في نفس اليوم واحضر ممرضة للاعتناء بعمر حتى يتم السفر في اليوم التالي .. دخل كل شخص لغرفته ماعدا جميلة التي مازالت تتهرب من عاصي وتجلس مع عمر بحجة انها تريد ان تطمئن عليه
جميلة(بحنان): بس كدا يا عمر باشا والامير والاميرة عاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات
عمر: الحمد لله .. يلا روحي نامي بقا
جميلة(بتوتر): اااا مش عايزني احكيلك حدوتة تانية
عمر(بتذمر): مش عايز
جميلة: طب مش جعان؟
عمر: لأ وعايز انام .. روحي اوضتك بقا يا خالتو
جميلة: ولد! انت ماكنتش كدا .. انت كنت بتحب تنام في حضني
عمر(بملل): يا ستي انا عايز انام وانتي مصدعاني وكمان واخدة نص السرير وانا واحد عيان وعايز انام بقا
جميلة(بغيظ): اه يا جزمة قديمة
عمر: جزمة قديمة جزمة جديدة عايز اناااااام
دق خفيف على الباب قطع كلامهم وارتبكت جميلة وخاصة حين طل عاصي من وراءه بهدوء
عاصي: عامل ايه دلوقتي يا حبيبي؟
عمر: الحمد لله .. ممكن بقا يا عمو تاخد خالتو من جنبي علشان كلت دماغي وانا صدعت
جميلة(بهمس): يا ابن الجزمة
نظر عاصي لجميلة وكأنه يقول انتهى وقت الهرب يا جميلتي لتبتلع هي ريقها بتوتر
عاصي: جميلة .. لو سمحتي عايزك دقيقة
جميلة(بتوتر): ح.. حاضر
تحركت جميلة خلفه وهي تفرك اصابعها بتوتر .. دخل عاصي لغرفته ودخلت جميلة وراءه لينتفض قلبها حين اغلق الباب .. تسارعت انفاسها حين وجدته يقترب منها بهدوء لم يزيدها إلا ارتباكاً .. كان الصمت سيد الموقف وكان كل منهم يتخبط في دوامة أفكاره لينطق هو بما جعلها تنظر له باستغراب
عاصي: انا اسف
جميلة: على ايه؟
عاصي(بتلقائية): على اللي حصل امبارح .. صدقيني دي كانت غلطة
نظرت له جميلة بصدمة .. غلطة!!! .. هي غلطة!!! .. اجمل ليلة قضتها في حياتها غلطة!!! .. يعتبر حبه لها غلطة!!! .. تطيح بها الافكار لتنظر له بقوة لا تعرف كيف اعترتها ولكنها أبت ان يراها مكسورة لتردف بقوة
جميلة(مدعية الثبات): فعلا غلطة وماتقلقش مش هتتكرر تاني
وكأن دلواً مليئاً بالماء المثلج سُكب على رأسه .. هو كان يقصد بالغلطة ارغامها على القرب منه وليس تلك الليلة التي تضاهي ليالي الألف ليلة وليلة .. نظر لها وهو يشعر بقلبه يُعتصر بين قبضتين قويتين
عاصي(بنيران تشتعل بصدره): يعني انتي شايفة ان امبارح كان غلطة؟
جميلة(بنظرة تحدي): ايوة
عاصي(وهو يرفع حاجبه ويبادلها نفس النظرة): كدا؟! ماشي
قالها عاصي وتحرك من امامها وهو يشعر ان كرامته ورجولته تنجرح بسببها للمرة المائة .. كاد بنزول السلم ليجد كيارا تصعد .. ثبت نظره عليها لثواني وشيطانه يلعب بعقله .. حول نظره لغرفته ليجد جميلة تكاد تغلق الباب عليها ليتحرك هو ويُمسك بيد كيارا ويتحرك معها لغرفتها تاركاً جميلة بصدمتها التي ادمت قلبها .. لا يعتبر الامس غلطة فحسب بل يعتبرها بلا قيمة لكي يكون بأحضانها بالامس واليوم بأحضان اخرى .. نظرة مليئة بالوجع ألقتها عليهما قبل ان يسرع هو بإغلاق الباب لتنغلق بعده عينيها وتنسدل شلالات من الدموع الحارقة على وجهها .. في لعبة الحب والكبرياء من يفوز؟ وفي لعبة الجميلة والوحش من يخسر؟ هل الوحش الذي يريد ان يثبت انه لا توجد امرأة تجرح قلبه وتنفذ بفعلتها ام الجميلة التي لطالما كان شعارها حين يمس الامر كرامتها فسلاماً عليك وعلى الصدفة التي جمعتني بك .. هل سيفوز الوحش ام الجميلة ام سيخسر كلاهما امام سلطان العشق الذي سيثبت للمرة الألف أنه لا سلطة لأحد على قلبه .. لا سلطة للجميلة ولا للوحش
كاااااااااااااااات .. كفاية كدا النهاردة

جميلة عشقت الوحش 🤍🖤Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz