الفصل الخامس عشر⁦❤️⁩💥💥💥

7.8K 243 6
                                    

ألم الفراق يجعل القلب يشيخ وكأن عمره ألف سنة .. الفراق قادر على اطفاء الروح .. قادر على سحب الألوان من الحياة فتصبح كفيلم قديم شاهدته حتى كرهت تكراره .. مر اسبوع على جميلة وعاصي .. اسبوع لم يرى اياً منهم الآخر .. اسبوع لم يرى ابتسامتها وغابات عينيها ولم تشعر هي بدقات قلبها التي تتواثب بقربه .. اسبوع لم يسمح عاصي لأي من الخدم بتغيير ملاءة سريره التي تحمل عطرها ورائحة جسدها التي يشمها كل ليلة كالمدمن .. اسبوع وكل ليلة تنام وهي مرتدية قميصه التي اخذته او يمكن ان نقول سرقته قبل ان تهرب بعمر وكأنها تريده معها حتى في هروبها .. كل منهم يهرب من الآخر وكل منهم يهرب للآخر وكأن ليس هناك مهرب منهم سوا إليهم .. اسبوع .. ٧ ايام .. ١٦٨ ساعة .. ١٠٠٨٠ دقيقة ولم تغب عن عقله ولم يغب هو عن تفكيرها دقيقة منهم .. تزور احلامه ويعيش بخيالاتها التي لا تنقطع إلا على صوت رفيقتها التي حكت لها كل شئ .. اخبرتها بكل الحقيقة دون اخفاء اي جزء منها .. لا تعلم سبب فعل ذلك ولكنها احست انها تريد ان يشاركها احد ذلك الحمل الذي يجثو فوق قلبها
شروق(وهي تجلس بجانبها): برضو بتفكري فيه؟
جميلة: في مين؟
شروق: في اللي شاغل عقلك واللي مخليكي ماتمديش ايدك في طبق الفول اللي عملاه بسبوسة (دلع ابتسام)
هربت جميلة بعينيها لتردف شروق
شروق: بتعاندي مين و ليه .. حرام عليكي نفسك وحرام عليكي اللي عملاه فيه
جميلة: انتي اللي بتقولي كدا؟! بعد كل اللي حكيتهولك
شروق: يا حبيبتي احنا بشر مش ملايكة .. مش بقولك انه مش غلطان لا بالعكس .. غلطان غلط كبير كمان بس انتي بنفسك قولتي انك حساه ندمان .. حساه نفسه يتوب والدليل انه اتكلم معاكي بكل صراحة في الحكاية دي يبقى بدل ما نمدله ايدينا نزقه اكتر في الدوامة اللي هو فيها دي
جميلة(بنبرة تحمل الخوف والألم): خايفة اجي اشده من الدوامة يشدني هو معاه
شروق: انتي حبيتيه يا جميلة؟
جميلة: مش عارفة .. ساعات بحس اني بحبه وساعات بحس انه احساس غريب .. يعني بحس معاه بالحاجة وعكسها .. لما ببقى قدامه ببقى عايزة اجري استخبى منه ومن عيونه وفي نفس الوقت ببقى عايزة استخبى منه في حضنه .. بحس وانا جنبه بالأمان واني قوية وماحدش يقدر يقرب مني وفي نفس الوقت بيبقى جوايا خوف منه وعليه وعليا وعلى عمر .. ساعات بحس اني عايزة افضل جنبه وساعات احس اني عايزة انعزل عنه وعن الكل .. فاهماني؟
شروق(بابتسامة بسيطة): هو حد فاهمك قدي .. دي مش عشرة يوم ولا اتنين .. دي سنين
جميلة(وهي تنظر لها وتبادلها الابتسامة): تعرفي يا شروق انا بحمد ربنا كل يوم اني قابلتك وعوضتيني مكان عشق
شروق: الله يرحمها
جميلة: امين يا رب .. قوليلي بقا هتنزلي الشغل معايا امتى؟
شروق: ماظنش اني هنزل اصلا .. محمد مش راضي
جميلة(بمزاح): وانتي ايه الطاعة اللي انتي فيها دي .. سبحان مغير الاحوال
شروق: الله بقا مش جوزي حبيبي ولازم اسمع كلامه
جميلة(بابتسامة): ربنا يسعدكم يا رب يا حبيبتي
صدح رنين هاتف جميلة لترد بعد ان وجدته رقم غير معروف
جميلة: الو
*: صباح الخير .. مدام جميلة معايا
جميلة: ايوة انا .. مين حضرتك؟
*: انا نشوى الاخصائية في مدرسة ** اللي فيها عمر
جميلة: اه .. اهلا وسهلاً بحضرتك
*: اهلا بيكي .. احنا حبينا نبلغكم ان عمر بقاله اسبوع مابيحضرش
جميلة: ايوة .. معلش اصل فيه شوية ظروف كدا
*: تمام بس عمر لازم يكون موجود بكرة لانه تخطى ايام الغياب بتاعة الشهر دا وكمان حضرتك ومستر عاصي لازم تيجوا بكرة
جميلة: انا وعاصي؟!
*: ايوة يا فندم .. احنا بنعمل تقييم للبيئة المحيطة بالطفل والبيت كل ترم وقبل دخول المدرسة وطبعاً حالة عمر كان استثناء انه يدخل في نص السنة الدراسية بالشكل دا ف ماحصلش تقييم وعلشان كدا انا كلمت مستر عاصي وبلغته وهو بلغنا ان لو مواعيد حضرتك انتي كمان تسمح ممكن نعمل المقابلة والتقييم بكرة
شعرت جميلة فجأة وكأنها في احد برامج العلوم والمعلومات المستعصية لا تفهم الكثير مما قالته تلك الاخصائية ولكن فهمت انها غداً على موعد مع الوحش
جميلة: احم .. تمام .. ان شاء الله هنيجي بكرة
*: تمام في انتظاركم يا فندم
اغلقت جميلة الخط وقد عصف ذهنها بالعديد من الافكار .. غدا ستراه .. بعد غياب سبعة ايام مروا عليها ك ٧ سنوات وعليه ك ٧ عقود .. ستراه من جديد وسيراها .. ماذا عليها ان ترتدي .. ماذا ستقول له .. هل تعتذر عن كلامها؟! .. هل تقول انها اشتاقت له .. هل تقول له ان يمسك بيدها ولا يسمح لها بالابتعاد عنه مرة أخرى .. تتواثب دقات قلبها مع كل دقيقة تمر ولم يكن حالها افضل من حاله بعد ان اكدت ادارة المدرسة الموعد معه فعلم انها ستذهب غدا للمدرسة .. سيراها .. سيرتوي ظمأ قلبه الذي اضناه الصيام .. قلبه الذي نسى كل ما قالته .. نسى كل شئ ويريد ان يراها الآن .. عينيه معلقة بعقارب الساعة وكأنه يرجوها ان تتحرك اسرع .. يتمنى ان يمر الوقت اسرع .. يريد ان يراها الان وحالا .. لا يعرف كل منهما متى نام ولكنهم استيقظوا مع اول شعاع للشمس .. كل منهم في منزله ويتحرك في غرفته وكأنه على موعد غرامي وليس موعد مقابلة في مدرسة .. تقف امام دولابها وهي تمسك عدة فساتين .. ماذا عليها ان ترتدي .. تجمع شعرها ام تتركه متناثرا بعشوائية .. تريد ان تبدو في ابهى صورة .. نفس الوضع كان عند عاصي الذي يرمي قمصانه هنا وهناك .. يرتدي الاسود ام الأبيض .. يرتدي بدلة ام قميص وبنطال فقط .. يضع ٣ رشات من عطره الرجولي المميز ام ٥ رشات .. مر الوقت سريعا واستعدت للمغادرة لتتفاجئ بكريم امام باب منزلها وهو يقف بجانب احدى سيارات عاصي ويخبرها ان عاصي امره باحضارهم بنفسه للمدرسة .. وصل حماسها عنان السماء وهي تركب السيارة بجانب عمر وتضغط على شفتيها بقوة من فرط التوتر .. دقائق تفصلها عن لقاءه .. دقائق وتراه .. دقائق مرت كالدهور لتنتبه لتوقف السيارة امام احدى المدارس الكبيرة التي لم تكن تحلم بأن تمر من امامها والآن هي لديها موعد بالداخل مع الإدارة .. نزلت من السيارة وتحركت بهدوء وهي تمسك يد عمر وكأنها تستمد منه القوة .. كان عمر يوزع الابتسامات والتحيات وهو يتحرك معها ف عمر رغم صغر سنه إلا انه اجتماعي جدا ومحبوب من زملاءه رغم قصر مدة بقاءه بتلك المدرسة .. كانت تمشي وهي تتطلع حولها وعينيها تبحث عنه بشوق .. وفجأة رأته .. شهقت الدماء فجأة بشرايينها وتواثبت دقات قلبها حتى انها شعرت انه يمكن لمن يمر بجانبها ان يسمعها .. تسارعت انفاسها وكأنها كانت بأحد السباقات .. كان يرتدي بنطال اسود وقميص اسود أيضاً .. لحيته مهذبة وشعره مرتب .. كان فتاك بكل معنى للكلمة وخاصة انه كان يقلب بهاتفه منشغل او بمعنى اصح يُشغل نفسه به لينتبه على صوت عمر الذي صدح بفرح
عمر(بفرحة وهو يجري ناحية عاصي): عموووو عاااصي
رفع عاصي عينيه من هاتفه واسرع بفتح ذراعيه لعمر الذي ارتمى بين احضانه بفرحة وشوق كبير احسهم بذلك الحضن الذي رسم ابتسامة على شفتي هذا الوحش .. انتبه عاصي لمن تقترب بهدوء ورقة مرتدية ذلك الفستان الاسود البسيط وشعرها كالموج المتمايل بخفة على ظهرها .. عيناها الزيتونية واهدابها الطويلة التي يعجز اعتى الشعراء عن وصف جمالهن .. وقف عاصي امامها وتعلقت عيونهم بنظرة طويلة جدا .. عيونهم مشتاقة وقلوبهم تتلوى تريد ان تحتضن بعضها .. اااااه مكتومة شقت صدره وهو يقاوم رغبته في ان يأخذها في حضنه ليعانقها عناق قد يكسر جميع ضلوعها من قوته وشوقه لها اما هي فأخذت تبتلع ريقها الجاف وهي على مشارف الاغماء بسبب عطره القوي الذي يدغدغ انفها فيخدر كل حواسها .. مد كل منهم يده للاخر في سلام تلامست فيه الايدي ولكن كل منهما يكاد يقسم أنه قد احس باللمسة على شغاف قلبه .. لو كانت قلوبهم تتكلم لأقسمت أن كل منهم امتلك نبضات الاخر .. طال عناق الايدي ليقطعه صوت نشوى التي خرجت من مكتبها
نشوى: اهلا وسهلا يا مستر عاصي .. اهلا يا مدام جميلة .. اتفضلوا ادخلوا
تحرك عاصي وجميلة لداخل المكتب بعد ان اخبرت نشوى عمر بالذهاب لفصله مع زملاءه .. جلسوا ومازالت عيون كل منهما تسرق النظرات للآخر .. كل منهم مشتاق للآخر كاشتياق سجين للحرية .. الشوق يسكن نظراتهم .. دقات قلبها عالية كالساعة العظيمة تهتف (اشتاقك حد الجنون واكرهك أضعاف شوقي إليك وأكره اني كاذبة فإن قلبي لم يستطع كرهك ابدا وكأنك تسكن نبضاته فإن فارقتك فارقتني الحياة) ليرد هو عليها بدقات قلب تعلن خضوعها امام عينيها قائلة (لم أكن يوماً رجلاً بالحب يؤمن حتى اتيتي انتي وبعثرتي نبضاتي فعرفت ان هناك انواع اخرى للغرق) .. يقولون ان العيون إذا تحدثت قالت مقال لم يقله خطيب وقد صدقوا فعاصي وجميلة عيونهم خير اثبات على صحة تلك العبارة .. عيونهم تتحدث بما تعجز شفاههم عن نطقه .. نظراتهم تحمل الحب والشوق واللهفة والعتاب والألم والقبول والرفض .. تحمل الكثير بين الجميلة والوحش
///////////////
تقف شروق بالمطبخ وهي تتمايل وتغني بسعادة
شروق: والله بحبك موت يا حمادة ..  انا بعدك انت اموت يا حمادة ..  انا قلبي نار والهوا غدار .. وبموت فى حب حمادة
محمد(وهو يحيط خصرها بحب): وحمادة بيموت فيكي يا روح حمادة
شروق(بخضة): ايه دا ؟! انت جيت امتى؟!
محمد(بغمزة): من اول انا قلبي نار
شروق(بتوتر): اااا طب اوعى كدا خليني اكمل الغدا
محمد(بنبرة خبيثة): غدا ايه بس دلوقتي دا فيه كمية مواضيع محتاجة مناقشة
شروق(بحدة تداري بها خجلها): محمد .. اتلم
محمد(بنبرة عابثة): بذمتك انتي حد يشوف القمر دا ويتلم
توترت شروق وتلون وجهها بخجل ليردف هو بهمس عاشق
محمد: وحشتيني
شروق: ماتشوفش وحش
محمد(بتذمر وهو يطلق سراحها): يا شيخة ابو ام ردودك .. هتنقطيني
شروق: الله! هو انا قولت حاجة؟!
محمد: ما المصيبة انك ماقولتيش
شروق: طب انت عايزني اقولك ايه .. قول وانا اقول على طول
محمد: ماينفعش اقولك تقوليلي ايه .. لازم الكلام يكون طالع من قلبك
شروق(وهي تهرب بعينيها): ماهو اصل .. انا بتكسف منك يعني
محمد: طب بصي انا عندي فكرة .. انا هغمض عيني وانتي حاولي تقولي اي حاجة
وبالفعل اغمض محمد عينيه لتنظر شروق له قليلا وتهمس بهدوء يشوبه الكثير من الخجل
شروق(بنبرة عاشقة): بحبك
قالتها شروق واطلقت العنان لقدميها لتجري ناحية غرفتها وخلفها يجري محمد الذي دق قلبه بعنف لاعترافها البرئ الذي يشوبه الخجل الكبير الذي يزيد انجذابه لتلك الفاتنة المجنونة ذات الشعر الغجري الجميل
///////////////
مرت ساعات ونجد جميلة تجلس بجانب عاصي بسيارته بعدما انتهوا من المقابلة في المدرسة وأصر هو على إيصالها .. كان يريد ان يشبع من رؤيتها قبل ان تغادر عالمه مرة اخرى .. تدير جميلة وجهها ناحية نافذتها وهي تفكر في تلك المقابلة التي فجرت العديد من الاسئلة والمفاجآت ففي بداية المقابلة كانت الاسئلة عادية حول عمر وروتينه اليومي في المنزل وسبب اختيارهم لتلك المدرسة ثم بدأت الاسئلة تقيس مدى معرفتهم بعمر ومدى صلاحيتهم لتربيته لتتفاجئ جميلة التي تعرف كل تفاصيل عمر ان عاصي استطاع ان يعرف الكثير عنه رغم قصر المدة التي قضاها مع عمر .. استطاع ان يعرف اصدقاءه المفضلين .. اكلته المفضلة .. لعبته المفضلة .. استطاع ان يكون صديقا قبل ان يكون عما وأباً ثانياً ولكن كانت المفاجأة الحقيقية عندما اخبرتهم نشوى ان كل منهم سيخضع لاختبار لتقييم مدى معرفته بشريك حياته حينها تلاقت عيونهم ولكن الارتباك كان سيد الموقف .. كيف له ان يعرف اي شئ عنها وكيف لها ان تعرف عنه وقد كان زواجهم بهدف بقاء عمر معهما في نفس الوقت .. بالطبع لم يستطيعوا الاعتراض لعدم وجود سبب مقنع وتوجه كل منهم لغرفة منفصلة ليتم اختبارهم حيث ان ذلك التقييم سيحدد إن كانوا مناسبين ليكونوا شركاء حياة وقادرين على الاعتناء بطفل في سن عمر ام لا فالذي لم يعلمه عاصي ان الادارة في تلك المدرسة الكبيرة على اتصال بـ لجنة حماية الطفل وحقوق الإنسان ولذلك فإن اي خطأ سيكون نتيجته حرمانهم من صغيرهم .. شرد كل من عاصي وجميلة في ذلك الاختبار الذي خضعوا إليه منذ دقائق وهم يتذكرون كيف أجابوا على تلك الاسئلة
*فلاش باك*
*: مستر عاصي .. ايه هو اكتر نوع ورد بتحبه زوجتك؟
شرد عاصي قليلاً ورُسمت ابتسامة بسيطة على شفتيه وقد تذكر قصيص الورد البلدي الذي وجده بغرفته والتي عرف ان جميلة هي من طلبت منه الخدم وضعه هناك بدلاً من اخر حديقة الڤيلا .. يتذكر كيف كانت تلك الزهور اول ما يراه حين يستيقظ وكيف وجد نفسه دون ارادة او شعور منه يقوم بريها .. انتبه عاصي لكونه شرد ليجيب بهدوء
عاصي: الورد البلدي .. وبالاخص اللي لونه ابيض
//
جميلة: الياسمين .. الياسمين هو اكتر نوع بيحبه لأنه كان المفضل لوالدته
قالتها وهي تتذكر حكايات عاصم التي كان يحكيها كل ليلة لها هي وعشق عن والدته واخيه عاصي الذي يتعذب بفراقه عنه
//
*: مستر عاصي .. ايه اكتر نوع حلويات زوجتك بتحبه؟
عاصي: الشيكولاتة اللي بالبندق
قالها عاصي وقد تذكر يوم رآها هي وعمر يأكلون الشيكولاتة ويتشاجرون من اجل اخر قطعة وكأنهم اطفال بنفس العمر .. اتسعت ابتسامته وقد تذكر منظر شفتيها المتلونين بالشيكولاتة في ذلك اليوم وكيف تمنى تقبيلهم بشدة متذوقاً تلك الشيكولا المخلوطة بشهد شفاهها
//
جميلة: مش بيحب الحلويات بس بيحب الفاكهة جدا ماعدا الفراولة علشان عنده حساسية منها
قالتها جميلة بتلقائية بعد ان مر بذاكرتها العديد من الذكريات منها عندما كانت تراه يأكل الفاكهة بعد ممارسة الرياضة ومنها عندما قالت فتيحة انه لديه حساسية من الفراولة
//
*: اكتر مشروب زوجتك بتحبه؟
عاصي: الهوت شوكليت
//
جميلة: القهوة
//
*: اكتر لعبة؟
عاصي: عروستها
//
جميلة: طيارته
//
وظلوا على تلك الحالة كل منهم يجيب عن اسئلة تخص الاخر وهم لا يعلمون متى علموا كل ذلك عن بعضهم .. هل كان كل منهم يهتم لتفاصيل الاخر دون شعور منه .. هل كانت القلوب تلتفت لمن تدق له .. ابتسم من يقومون بالاختبار ليردف كل منهم بهدوء
*: دلوقتي اخر سؤال وممكن تشوفه حاجة تافهة بس صدقني ازواج كتير ماعرفوش يجاوبوه .. ايه لون عين زوجتك؟
عاصي: اخضر عشبي ..(صمت قليلاً ليردف بنبرة هادئة وقد تذكر لون عينيها وسرح بها).. بس مش اي اخضر .. اخضر غامق شوية .. تحسه هادي وبيشدك كدا وفيه لمعة مع ضي دهبي وكأن الشمس بتسكن عيونها
//
*: دلوقتي اخر سؤال .. ايه اجمل هدية ادهالك زوجك؟
ابتسمت جميلة بهدوء وهي تمسك بالقلادة التي تحيط عنقها فقد حصل عاصي عليها عندما اصيبت بالرصاص من قبل وظنت هي انها ضاعت للابد لتتفاجئ بها موضوعة بعلبة جميلة على سريرها بعد حفل زواجهم المزعوم وبعد قبلته التي زلزلت قلبها رغم قسوة مصير حكايتهم التي تظن انها لن تكتمل ابدا وتفاجأت اكثر حين فتحتها ورأت انه ابدل صورة عمر بصورة لها مع عمر .. لا تعلم كيف حصل على تلك الصورة وللحق لا تريد ان تعرف فيكفي انه فكر في تلك المفاجأة الجميلة .. ابتسمت وهي تفتح السلسة وتردف
جميلة: السلسلة دي .. فيها صورة عاصم وعشق بابا وماما عمر والناحية التانية صورتي انا وعمر
*عودة*
فاق كل منهم من شروده وقد عادت نظراتهم تسرق لحظات من الاخر تروي شوق جعل قلوبهم كالصحراء الجرداء .. تلاقت نظراتهم وتوترت جميلة .. اقتربوا من المنزل وستفارقه من جديد .. لماذا يصرخ هذا القلب رافضا الفراق مرة اخرى .. لماذا يدق بقوة كالمجنون وكأنه يريد ان يغادر معه .. اخذت تفرك اصابعها بقوة .. تريد ان تعتذر عن كل كلمة قالتها ولكنها تخشى ان تكون باعتذارها تفتح الباب لقصة تعلم نهاياتها .. تعلم انه لا سبيل لهما معاً ولكن هذا القلب اللعين لا يقتنع بذلك .. لا يرضى بتلك النهاية .. يصرخ به العقل ان تلك القصص الخيالية للاطفال ولا تتحقق في الواقع .. افق ايها اللعين .. ويصرخ القلب لن افق وان كان موتي هو ثمن قربي منه .. احبه .. نعم دققت له فقط .. نعم لم اعلم من الرجال سوا هو .. نعم لم يزر الحب قلبي سوا معه .. نعم اكاد اجن من رائحته التي تدغدغ انفها .. نعم ادوخ من طلته التي تسحر عينيها .. نعم اُسحر من صوته الرجولي الجذاب .. نعم اتذكر كل همسة وكل لمسة وكل قبلة .. نعم اريد ان اغرق بين بحور عشقه لتسقط جميع اوجاعي وترحل كل احزاني .. نعم اريد ان اسقط في جحيم حضنه شهيداً وما احلى الموت بين احضانه .. انتصر القلب على العقل ولو لدقائق .. دقائق كانت كافية لها لتنحل عقدة لسانها وتنطق بتلعثم
جميلة(بتوتر): احم .. انااا .. يعني كنت عايزة اعتذرلك عن اخر مرة اتكلمنا
صمت عاصي ولم يرد لتكمل جميلة
جميلة(بنبرة يشوبها الندم): انا اسفة بجد بس انا كنت خايفة على عمر
لم ينطق عاصي لتردف بتلعثم
جميلة: و.. كمان اسفة اني اخدته ومشيت من غير ما اقولك
عاصي: اسكتي
جميلة: اسمعني بس .. انت تقدر تشوفه في اي وقت
عاصي(بحدة): بقولك اسكتي وانزلي بسرعة في دواسة العربية
جميلة(بصدمة): ايه؟!!!
لم تكد جميلة تتعجب من مطلبه حتى سمعت صوت الرصاص يصدح حولها من كل اتجاه لتصرخ بفزع والرعب يدق قلبها ليُسرع عاصي بوضع يده على رأسها وينزلها بالقوة لدواسة السيارة حتى تتفادى الرصاص .. كانت خائفه وترتجف بقوة من كثرة الطلقات النارية .. تختبئ بالدواسة والدموع تغرق وجهها ولم يكن حالها افضل من ذلك الجالس بجانبها بقلب يدق بالخوف .. نعم كان خائفا ولكن ليس على نفسه بل على من غزت قلبه وعقله وكيانه .. من دخلت بدون اذن وصارت من يدق القلب بعشقها فهل سينجو الوحش والجميلة من تلك المطاردة التي ربما ستؤثر على حكايتهم ليبدأ عهد جديد .. عهد الجميلة والوحش
كاااااااااااااااات .. كفاية كدا النهاردة

جميلة عشقت الوحش 🤍🖤Where stories live. Discover now