الفصل الأول {ولي العرش}

693 52 118
                                    

2009
مملكة أوزار - جزيرة برمودا

بلابل تصدح بآخر آثار الليل في سماء قد أغرت الشمس لتتوسد سحابها ومن أسفلها جزيرة قد تظن أنها الجنة!
حيث مملكة أوزار، المشهورة بفخامة البنيان مع تناسق الشوارع وهذا ما رسمها لوحة بديعة تراقبها أجرام السماء من بعيد في مشهد جعل بين الأرض والسماء تلائم مريح للنفس.

انتقل لقصرها المُذهب حيث عاش الملك كولان لألف عام اشتعل الشيب في رأسه، والعدل في قلبه والحكمة في ذهنه، أدار أمور البلاد من مكتبه هذا الذي يجلس عليه اليوم حائرا، ينقر بسبابته على سطحه الرخامي بوتيرة واحدة هادئة الوقع انتهى انتظامها عندما طُرق الباب، ومن بعده دخول الوزير الذي لا يقل عن الملك هِرماً.

"صباح الخير جلالتك"

"صباح الخير، تفضل بالجلوس يا سيد داشن"

امتثالاً لكرم الملك نفذ الوزير الأمر، وقد التقطت يداه بعض الأوراق التي دفعها الملك برفق نحوه بينما يفسر فحواها للوزير.

"هذه عقود التجارة مع ممكلة أبارا، يجب أن تذهب بنفسك لتعقد هذه الصفقة مع الملك"

"أمرك مولاي"

"أمر آخر.. لنجهز لإقامة حفلاً على شرف الأمير جونكوك بمناسبة بلوغه المئة عام"

"مولاي!"

"أعرف ما ستقول.. في الحقيقة غرض الحفل شيء آخر لن يعلمه غيرنا ولكن هذا ما سنقوله عندما ندعو النبلاء وكبار المملكة"

.

خطواتها الرشيقة في ممرات القصر تصدر صوتاً باعثاً على النشاط، وفستانها السماوي الذي خُصِصَ للخادمات يبعث على الحيوية، تعكس الشمس لون شعرها الذهبي فيشع فوق رأسها كتاج لا يزين إلا الجميلات، تبتسم لكل من يقابلها وعند باب مظلم تقف كل صباح حيث جناح سيدها تنتظر إذنا بالدخول دون أن تطلب الإذن بقرع الباب حتى تُفتح الأبواب من تلقاء نفسها.

"صباح الخير سيد يونغي"

قابلها الأخير بالصمت، متعب طوال الليل يحرس غرفة الأمير تايهيونغ أكبر أبناء الملك كولان، ولكن رغم تعبه بعد السهر فقد ابتسم بخفة لإشراقها، ليسا التي يدق قلبه بخفة لها، تبعث الدفيء فيه وتوقظه من تعبه كل صباح.

"أمرني الوزير داشن بإخطارك عن حفل سيقيمه الملك على شرف سمو الأمير جونكوك بمناسبة بلوغ سموه المئة عام"

استرسلت ليسا بعد شعورها بالتوتر من نظراته الصامتة التي كانت أشبه بحبه دائما، حب بلا ضجيج، بلا اعتراف، حب غلبه اليأس!

مثلث برمودا || اللعنة الأبديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن