part 5 : " صَفْعَة "

68 5 0
                                    

بينمَا تبحثُ بمُقلتيها عن آسِرِها ، لمحَتهُ مُبعثرَ الشّعر يرمي بجسدِه على الأرض و الزُّجاج المُحطّم مُتناثِرٍ حولَه.

قد عاد إلى جولةٍ أخرى من غضبٍ هستيري لم ينفَذ بعد. ركضَت إليه غير آبهة بالزُّجاج المُتناثر حيثُ دخلت بعض الشظايا في قدميها و أخذَت تصرُخ بكُلّ ما في حُنجُرتِها من قُوّة :

" يااااااااا.. ما بكَ هكذا صريعَ الأرض؟؟؟ لمَ الضُّعف تملّكَ قلبكَ إلى هذا الحد ؟؟ لمَا من ترجُفُ الأرض تحت أقدامَه أراهُ الآن باهت الروح مسلوبَ القِوة ، لِمَااااا؟ لِمَااااااا؟؟؟ كُلّ هذا بسبب مُجرّد فتااااة؟؟!! "

لَمْ تشعُر بنَفسِها سوى على الأرض تُمسِكُ خدّها بألمٍ إثرَ تلقيها لصفعةٍ هزّت كيانَها.

يقولُ في نفسِه : " لم أشعُر إلّا و يدي قد إرتفعَت و حطَّتْ على خدٍّ طرِيّ ، تمركَزَت عليه أصابعي بخُشونة فبالرّغم من محبتي لها إلّا أنني لن أسمح لأحدٍ كان بأن يقول عن معشوقتي مُجرّدَ فتاة!! "

عدّلَت ملابسها ووَقفَت بعيونٍ مظلمة و وجهٍ خالٍ من المشاعِر .

" أُقسمُ بأنني لم أعُد أرى هذه النّظرة منذُ اليوم الذي أحضرتُها فيه."

جفّفت دموعها بخشونة بطرفِ قميصها . أخذَت تتذكّر والدَها الذي لطالما كانت ملذّتُه تعذيبَها ..استذكرَت أبشع اللّحظات التي مرّت عليها كشريطٍ أسود يُأجِّجُ الكُرهَ و الحِقد في قلبِها من جديد .

" ههه..لستَ تفرُق عنهُ بشَيء ، عنيفٌ تُفرغُ غضبك عليَّ مِثلَهُ تمامًا..اللّعنة على حياتييييي "

أنهَت كلامها الذي أصابَ المقصود بسهامٍ إخترقته ، مزّقَت جوفَه لقسوتِها لكن كبرياؤه منعَهُ من التّنازُل و احتِضانِها و لكرامةَ محبوبتِه الأولوِيّة .

" من تقصدين ؟ "

إكتفى بهذه الكلمتين حيثُ سيطرَت على معالِمه الظّلام و البرود فهوَ على وشكِ إكتشاف سبب مُعاناةِ صغيرته لعلّها قد تُفصحُ له عمّا في فُؤادها من مآسي.

نبسَت هيليا بإبتسامة مُخيفة و كأنّها مجنونة بعد إقترابِها من جنغكوك رُغم دَوسِها على الزُّجاج و قد لاحظَ ذَلك :

" تُريد أن تعلَم من هو َ هاااا؟ أتريد أن تعلَم من تسبّب بتلكَ الكدمات على جسدي و تلوّي قلبي هااااا. إنّه والدي...ههه..أجل والدي الذي أنجبني..مرّت سنواتٍ على لفظي لهذهِ الكلمة و كمْ بِتُّ أمقُتَها..

سلبني طفولتي و أبسط حقوقي ، سلبني الأمل في الحياة . باتَ له ضربي تسلية و مَلذّة و لِماااا؟ لأنني في نظره السّبب في وفاة والدتي التي فارقتهُ بعد إنجابي بأسبوع. منذُ أن بلغتُ ال 7 من عمري و قد انقلبَت حياتي رأسًا على عقِب..

 بَعثَرَةُ القَدَرْ ..Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ