الفَصلُ الأوَلْ

428 17 4
                                    

سبايا الشمال؟!
_________________

أستَغفَرُ الله العَظيمَ وَ أتوبُ إلٰيهِ

قراءة ممتعة
________________________________________

جهِزْ نَفسَكَ عزيزيَ الْقارٍئ لِركوبِ آلةِ الزَمَن فالرجوعُ وَ إيايَ لِزَمَنِ الّسلاطينِ وَاحزُم مُخَيِلَتَكَ و اترُك ذاكَ الواقِعَ المُمِل لأمثالِهِ

" وَ القَلبُ يوجعُ أثَر ألمِ عزيزٍ للفُؤادِ ، وَ نارُ القَهرِ تُخَلِف سكناً و رماداً مُنتقماً يتركُ المُبصِرَ كفيفاً "


تجلس في تلك العربة المليئة بخليلاتها ، تنظر للأمام بسكون و شرود غير آبهة بصراخ من حولها

تمر عليها اللحظات كشريط مؤلم ينهش قلبها ، والدتها التي تبكي على ابنتها بألم ووالدها الذي كانت الدمعة تسقط على وجنته محاولا إبعاد حراس السلطان عنها

تراقبهم من بعيد حيث ادخلوها العربة ، تسقط دموع والديها كالجمر على قلبها

فتاة في ربيعها السادس عشر يتم أخذها كحالِ بقية من هم في عمرها من اللاجئات لهذا الوطن حتى يدفعوا ثمن مكوثهم بخدمة العائلة المالكة ....

تُغلق مقلتاها بإرهاق تكبت تلك الدموع التي تحارب كي لا تنزل ، تشد جفنيها بقوة قاضمة شفتها السفلية بحسرة
محاولة تنظيم نفسها

" أُقسم بالإلٰه لأُذيقنكم العذاب"

همست بدواخلها متوعدةً لمن كان سبب نزول دمعة والديها

تتحرك العربة تحت ولولة و صياح بقية السبايا ، أسندت رأسها بتعب لجانب النافذة تنظر من خلالها حتى غلبها سباتها ....

تفتح مقلتاها بإنزعاج أثر صوت صراخ قوي ، أعادت إغلاق عينها و فتحهم عدة مرات حتى تعتاد على الضوء المنبعث من باب العربة الذي يبدو بأنه قد فُتح للتو

نظرت تقطب ما بين حاجبيها بإنزعاج مستغربة من الذي يحصل ، أمرأة كبيرة في السن ترتسم على ملامحها خطوط الزمن و القسوة ، تقف لجانب باب العربة يرافقها حارسان ضخما الهيئة يُنزلان السبايا من العربة بقوة تحت صياحهن ،

شهقت فجأة إثر تلك اليد التي أمسكت خاصتها بقسوة شادة اياها خارج العربة ، " اترك يدي يا ابن اللقيطة "

صرخت تقاوم بين يديه ، " ضعوها مع سبايا الشمال "
صدح صوت تلك المرأة آمرة الحراس لأخذها حيث توجد مجموعة مِن مَن هم مثلها ، رماها الحارس لتقع بين يدي الآخر يوقفها بمكانها ، نظرت أمامها لذلك السور الضخم الذي يستحال رؤية نهايته

K.TH | MY SULTANAWhere stories live. Discover now