روح للاعتماد عليها

11 6 0
                                    

يتفق الكثير ممن هم على قيد الحياة، أن الوحدة أكثر راحة، أكثر أمنا، وأكثر سلام، أنّ انعزالنا بمفردنا بمنأى عن الآخرين، سيكون دوما الخيار الأفضل، وأنّ ابتعدنا عن الوسط الذي لا يفهمنا، ولا ننتمي إليه، سيحمينا.

إلا أن الحقيقة التي لا يمكننا إنكارها، هي حاجتنا لذلك الشخص الذي يشعرنا أننا لسنا كأي أحد، ذلك الذي سيفهمك بينما لم يقوى أحد على هذا، الذي يستوعب كل الاختلافات والفروق، التي تحملها بداخلك، دونا عن العالمين، روحا ستندمج وتضيع داخل أزقتلك الغريبة.

أن تعوّض عن كل لحظة مرت، ولم يكن على لسانك سوى، ليتني أمتلك أحد مثلي، ليتني صديقي، شخص يأتي ليخلصني من ذلك الشعور البغيض من الغيضة، كونهم يملكونني لأفهمهم، لأحتويهم وأدعمهم، لأنهم يحصلون عليّ بطريقة أفضل مما أحصل بها على نفسي.

مهما بلغ أحدهم من القوة، لا زال يحتاج روحا لتحتويه، كتف للاعتماد عليه إذا ما أحس يوما بالتعب، من همومه وهموم الآخرين، من يساندك وهو يعلم أنك لن تدعه يحمل معك فوق طاقته، كونك لا تستطيع، لكنه يشعر بحاجتك إليه بالأفراح والشدائد، حتى لو لم تطلب، شخص يعي أنك لن تفعلها بمفردك.


_____________

لا تنسوا إضاءة النجمة التي في الأسفل، ليشع نوركم في سماءي.
دمتم بخير.

أضغاث أفكار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن