الحلقة 1

400 4 1
                                    

الحلقة ١

أعاصير وعواصف الألم بداخلنا تظهر فقط كدمعة وبكاء هادئ .

في الماضي ....

نظرت لابنها بدموع بللت غطاء وجهها تحتضنه بقوة للمرة الخامسة على التوالي ، بينما والده مسح دمعة خائنة أظهرت نفسها خُلسة من مقلته.

ساعدها على الاستقامة ، فضمت من جديد  ولدها الباكي الذى ينتفض جسده أثر شهقاته 

" أنا... م..ما  قتلتو  ..صح  ..يا أمي ..."

أومأت بلهفة شديدة وسط بكائها، بينما الأب قّبله علي جبينه يخاطبه بحنية

" إنت قوي وحتتجاوز كل دا "
....

تابعت ظهر ابنها الذي يسير برفقة عمه المتشبث بكف يده ، لم يهتم الطفل  بالطريق أمامه فقط ينظر للخلف نحو أبويه بدموع متجددة حتى غاب عن ناظريهما .

" يلا بسرعة من هنا ، أنا قلبي حاسة بيه حيقيف "

إرتجف بدنها بقسوة كما صوتها الذي يخاطب زوجها حين توجهت للسيارة تركبها بعد اختفاء ولدها
نفّذ هو طلبها بقيادة السيارة  محاولا السيطرة على نفسه من الانفجار حزنا  .

بمسافة لا بأس بها في الطريق نظر شزرا لزوجته التي هدئت  سارحة في البعيد .

أبطأ من سرعة السيارة إثر الجموع المحتشدة حول بناية تحترق يسيطر علي الوضع رجال الإطفاء ، بينما نقلت سيارة الإسعاف جسمان رجل محترق ، وطفلة كانت في الحريق .

" يا ساتر يا رب "

تمتمت المرأة بشفقة وهي تنظر للأجساد المحترقة بينما استطاع زوجها معرفة أن الفتاة حية من صياح المسعف لينقذوها .

التفت نحو زوجها تسأل

" حيحصل شنو لامها لو ماتت الطفلة دي ، حتتأذي زي ما إتوجعت أنا لمن فقدتو ؟!"

لم يستطع الاجابة علي سؤالها مشيحا ببصره نحو النافذة حتى لا ترى دموعه الساقطة .
.......

في الطائرة

نظرت لزوجها مترقرقه الدمع ، أرادت التحدث ولكن زوجها انحنى مقبل جبينها بقوة مردف بصوت متحشرج

" كل الأمور حتبقى كويسة إن شاء الله "

" أنا خايفة على صحبتي الدكتور قال ليها الولادة خطرة وهي ما في أتر ليها ولا لراجلا ، يا رب أعني على الحاسة بيه"

ختمت جملتها ببكاء شديد متخذة من أحضان زوجها متنفس للوجع .

لم يكن بمقدوره فعل شيء سوى البكاء لروحه التي تنوح الأن على صدره ، بوده دفع الألم عنها ليأخذه  عنها ، حتى تعود لتلك الزهرة المتفتحة التي أحب .

...................

في الوقت الحاضر .....

أطلقت هواء الراحة بعد تمكنها من أخذ راتب عمل يومها في المطعم من مديرها الصارم

إدمانيOnde histórias criam vida. Descubra agora