الحلقة 11

12 2 0
                                    

#إدماني

الحلقة١١

في منزل " جلال "

في الصالة الواسعة جلست " يسرى " تميل رأسها نحو مسند الأريكة التي جلست عليها لتشاهد التلفاز مع ابنتها .

تحرك بؤبؤ عينيها المغمضتين  بعصبية كبيرة حين أخذتها غفوتها ، وكأنها تحلم بشيء ما جعلها تصدر صوت يشبه الأنين ، جعل من " سحر " تلتفت ناظرة إليها  بملل ثم  معيدة نظراتها  لشاشة التلفاز  تتابع شرودها منذ أن جلست .

زاد الانين فقلبت " سحر " عينيها بملل ملتفته جهة اليمين حيث والدتها ، حركت كفها تلامس به كتف والدتها الإيسر مما دفع الأخيرة للانتفاض 

تطلعت لما حولها لبرهة بعينين جزعة تحاول أن تنظم من تنفسها المتعالي ، تبتلع ريقها الجاف .

" كابوس ولا شنو ؟!"

لم تجب  ، اكتفت بالنهوض تهرول تدّلك جبينها بأناملها  أثناء طريقها نحو غرفتها .

  وقفت أمام المرآة تمسح وجهها الندي عرقا  ، ثم جمعت شهيق عميق زفرته ببطء  ، تطمئن نفسها بكلمات خرجت مهزوزة

" زياد"  مات واندفن السر معاه ، أهدي ! ، ياهو القروش متهنية بيها  "
.........

أما في غرفة " سامر " لم تبرح صورة " ديمة " عقله منذ أن رآها ، نهض يجر شعر رأسه بشدة ضاغطا على أسنانه ينظر لما حوله بضياع قائل

" أنا حاولت أنساك ونسيتك ....

ظهرتي  تاني ليه ؟"

صرخ بقوة في آخر حديثه  أثناء ركله لكرسي ما ، فانكمش وجهه من أثر الألم الذى انتابه جّراء فعله .

جلس لفترة منحني الجزع واضعا  راحتي يده بوجهه يتذكر تنمره في الماضي عليها خلال أيام الدراسة الجامعية .

لم ينسى تلك السخريات من حريق يدها الكبير الذي تدسه بقفازين ملازمين لها ، ولكن " سامر " وعصابته اتخذوا منها سخرية أمام الجميع بل وانتشال ساتر يدها بقوة وتصويرها وتشهيرها .

هو أكثرهم تطاول عليها والسبب الرئيسي في تركها للكلية نهائيا ، والعجيب في الأمر أنه بعد اختفاءها لشهر واحد فقط كاد يجن إثر ذلك،  ليكتشف أنها هزمته لجعله يحبها ويهيم بها 

" سامر !؟؟ في شنو ؟!"

التفت لسؤال والدته الواقفة علي أعتاب غرفته  بعد أن سمعت صرخته وصوت ارتطام قوي .
رفع رأسه بعينين تطلقان الشرر بقسوة مميتة يرى الناظر بوضوح اهتزاز غضبه ، وكأن والدته عدوته اللدود ، بث ذلك الخوف في قلبها فابتلعت ريقها
وقبل أن تتكلم صاح

" كلو بسببك ..."

أجل ابنها ، ومن أنجبته وربته أو لنقل مربيته تكفلت بالجزء الاخير ، كل ذلك لا يشفع عنده أثناء فورة غضبه المميتة التي لم ترها إلا حين رفضت بشدة " ديمة " زوجة له .

إدمانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن