الفصل الثالث

143 44 15
                                    


(إن الحزن الصامت يهمس في القلب حتى يحطمه) وليم شكسبير
دائماً مايقوم الأشخاص بالأبتعاد عن أي شخص سيء هذه طبيعتنا
ولكن سليم لم يفعل ذلك فقد خالف طبيعتنا البشريه وقرر ان يدخل الشخص السيء إلى حياته عمداً !!
لماذا قد يفعل شخص ذلك بنفسه؟!!
لم تستطع حور تمالك نفسها بعدما سمعت من والدها طلب سليم
وظلت توجه له كلمات قاسيه ومن ثم قامت بطرده فنهرها والدها ومنعها من الكلام استأذن سليم في الرحيل ولكن منعه والد حور وأخبرها بأنه قد وافق علي خطبتها من سليم ولن يسمح لها بالأعتراض
كادت تجن من الصدمه وتركتهم دون أن تنطق كلمه ودخلت الي غرفتها واغلقتها وظلت تبكي وتقوم بتكسير آي شئ امامها
أستأذن سليم في الرحيل وأخبر والد سليم بأنه سوف يتحدث إليه غدا لكي يقوموا بالاتفاق علي موعد الخطبه!
ظلت حور طوال الليل في غرفتها غاضبه وتفكر لماذا يفها والديها ذلك بها لماذا من الأساس قد يوافق والدها علي خطبتها لشخص لا يعرفه ولم يسألها عن رأيها هل فعلوا ذلك معها عنداً ام إنتقام أم ماذا
كيف يمكن لأبوين ان يفعلوا ذلك بإبنتهم الوحيده هل حكم عليها آن تظل تعيسه مع رجل لا تحبه إلى الأبد ؟
وماذا يريد منها سليم ولماذا يفعل ذلك معها
هل سيقوم بالانتقام منها نيابه عن كل من أذتهم في حياتها لماذا قرر خطبتها خاصه بعدما قرأ مذكرتها وعلم حقيقتها ظلت تفكر وتفكر دون جدوي ولم تصل إلى اجابه عن كل الاسئله التي تدور في عقلها
وفي اليوم التالي تدخل والدتها عليها الغرفه لتخبرها ان سليم جاء في الخارج واتفق مع والدها علي موعد الخطبه وستكون في نهايه الأسبوع
غضبت حور وقالت بصوت يملأه الغضب والعتاب : أنتو ليه بتعملو معايا كده آه انا استاهل تكرهوني بعد كل اللي شايفين إني عملته بس مش للدرجادي
لتجيب والدتها بإقتضاب ودون اهتمام لما قالت : إحنا عارفين مصلحتك اكتر منك سليم شاب كوبس ومحترم وهتكوني سعيده معاه
ثم أخبرتها ان تخرج لتجلس مع سليم فهو ينتظرها في الخارج.
زاد غضب حور بعد كلمات والدتها وقررت عدم الخروج لمقابله سليم حاول والديها إخراجها ولكنها أغلقت باب غرفتها ورفضت الخروج
طلب سليم منهما أن يتركاها تفعل ماتشاء
ومن ثم طلب ان يتحدث إلى والدتها قليلاً
جلسا وبدأ كلامه بأن ما من شخص في العالم يمكن أن يعرف حور أكثر منها
ومن ثم أخبرها بأنه وجد دفتر مذكرات لحور كتبت فيه كل ماتشعر به وكل مافعلته مع اصدقائها ومعها فهو يعلم بإنها قامت بسرقتها والإيقاع بينها وبين ملك وما فعلته مع علياء و أيضاً عن الحساب المزيف الذي أنشأته علي الفيسبوك
لن أستطع ان اصف لكم وجه والده حور الذي كان يملأه الدهشه بعدما سمعت هذا الكلام من سليم
فطلب منها سليم ان تخبره عما حدث ولماذا تقول حور كل ذلك ووعدها ان أيا ما تقوله لن يغير ذلك شيء مما أتفقا عليه وبالتأكيد من نظرته لحور
فبدأت والدتها تقص عليه ماحدث
وهي تبكي واخبرته أن أكثر ما أثار حزنها هو أن تلك الأموال التي قامت حور بأخذها كانت لعلاج امرأه مريضه تقوم بمساعدتها ولا تعلم كيف لحور ان تفعل ذلك وكيف لها أن تكذب وتخبرها إنها اضاعتهم وبعد ضغط تخبرها ان ملك هي من قامت بسرقتهم ولماذا قالت ذلك علي ملك أخبرته ايضا انها تعرف ملك منذ زمن وتعلم كم تحب حور فهي بمثابه ابنه ثانيه لها وعلي مدار سنوات صداقتها لحور لم تري منها فعل واحد سيء ويستحيل ان تفعل ذلك فهي تعرفها جيدا وتعرف عائلتها واخبرته أيضاً ان هذه كانت اول صدمه لها في حور لم تستطع تصديق نفسها وكيف لأبنتها ان تكذب وتظلم هكذا
وإنها كانت تشعر في داخلها ان ثمه شئ خاطئ وهذه ليست شخصيه حور ولكن تصرفات حور بعد ذلك هي ما أكدت لها إنها من فعلت كل ذلك
بعد هذا اليوم بدأت تتغير تصرفات حور إلى الاسوأ وكأنها أخيراً ستتوقف عن التمثيل وتظهر علي حقيقتها ولكن حقيقتها كانت اصعب من أن تصدقها والدتها اخبرته ان صوتها أصبح عالياً طوال الوقت ولا تعطي لأحد فرصه للحديث معها واصبحت ردودها قاسيه دائماً
بدء اصدقائها بالإبتعاد عنها واحده تلو الأخرى وحين سألتها ام نجب واكتفت فقط بقول ان ليس لأحد الحق في التدخل في حياتها هي حياتها وتفعل مايحلو لها أخبرته أيضا انها تفاجئت عندنا تحدثت الي اصدقائها لتعرف منهم لما ابتعدوا عنها وأخبروها بما فعلت معهم
وختمت بأن اصعب مافي الأمر هو عندما وجدت لحور ذلك الحساب الذي انشأته بأسمها علي  الفيسبوك والذي تقوم بنشر صور غير لائقه لها عليه بالصدفه وإنها لم تستمع لها وتقوم بإغلاقه كما طلبت منها  أخبرته انها شعرت أن قلبها يتمزق من الألم حينها وأصبحت لا تعرف من هي تلك الفتاه التي تقف أمامها والأصعب إنها لا تهتم لكلام أحد ولم تعطي آي تبرير لتصرفاتها وأصبحت بعيده كل البعد عنهم
وختمت كلامها بأن اصعب مايفطر قلب الأم هو عندما تشعر فجأه وبدون سابق إنذار ان أولادها ليسوا كما تظن وأن سنين تعبها وتربيتها لهم ضاعت هباءً أنهارت في البكاء وهي تقول او ان تكتشف في نهايه المطاف أنك لا تعرف ابنتك الذي من المفترض ان تكون أكثر شخص في العالم تعرفها كما قلت انت في البداية.
اعتذر لها سليم لأنه جعلها تبكي وتتذكر فأخبرته إنها لم تنسي لكي يذكرها وأخبرها ان لا تصدق كل ماتراه وتسمعه وأن تصدق قلبها فهو من يعرف ابنتها أكثر وأن قريباً ستخبرها حور ماالذي جعل شخصيتها تتغير هكذا إلى ذلك الحد
أستأذن في الرحيل وقبل أن يرحل أخبر والد حور أن الخطبه ستتم في ميعادها كما اتفقا
أصبحت الأجواء الآن مليئه بالتوتر حور تجلس في غرفتها غاضبه وكأن غضب العالم بأكمله اجتمع داخلها تحاول الوصول إلى إجابات عن كافه الاسئله التي تدور في عقلها ولا تستطيع
تتمني لو إنها كانت تحلم لانها حين تفيق من الحلم ستجد أن كل ماحدث لم يحدث ولكن للأسف كل ذلك واقع ليست قادره علي التخلص منه. والده حور تبكي وتتمني لو أن الزمن يعود بها إلى ذلك الوقت الذي لم تكن تعرف فيه حقيقه ابنتها أو أن تعود إلى  وقت طفوله حور لتزرع بداخلها المبادئ وحب الخير للأخرين والصدق كانت تجلس وهي تبكي وقلبها ينفطر علي ماوصلت له ابنتها وتفكر في كلمات سليم وهل تصدق قلبها الذي يخبرها بوجود شيء خاطئ ام عقلها والأدله التي امامها وتخبرها إنها سيئه.
اما والد حور فكان يحمل مشاعر مختلطه بين الفرح بإنه عثر أخيراً علي شاب مناسب لأبنته وبين الخوف مما قد تفعله حور مع سليم فهو اصبح لا يتوقع ماذا ستفعل ولكنه علي يقين إنها لن تفعل شيئاً صحيح.
لا اجد جمله تصف حال حور ووالديها الآن أكثر من مقوله وليم شكسبير (إن الحزن الصامت يهمس في القلب حتى يحطمه).
اما بالنسبه لسليم فعندما أخبر عائلته برغبته في الخطبه ماكان منهم إلا انهم رحبوا بذلك كثيراً
جلس سليم في غرفته بعد عودته من منزل حور يفكر كثيراً ماذا سيفعل معها
مرت الأيام ثقيله على قلب حور وتحاول إقناع والدها لرفضها ولكن دون جدوي إلى جاء موعد الخطبه لم تستطع أن تفعل شئ سوي الإستسلام للواقع
تمت الخطبه ولكن كان يبدو على وجه حور الغضب والحزن.
وفي اليوم التالي طلب سليم من والد حور أن يسمح له بالخروج مع حور قليلاً
وافق والدها وقررت حور أن تذهب معه لتعرف من يكون وماذا يريد منها
ذهبا إلى أحد المطاعم وجلسا وقبل أن ينطق سليم ليسألها ماذا تريد أو أي شيء قالت حور: انت مين وعايز إيه وليه بتعمل كل ده
ليرد سليم قائلاً : تسمحيلي أسألك نفس السؤال انتي مين وعايزه إيه وإيه بتعملي كل ده انتي الشخصيه الطيبه الجميله آللي كنت بشوفها من بعيد ولا الشخصيه المؤذيه الشيطانه آللي في المذكرات واللي سمعتها عنها من صحابك ليه عملتي مده وليه قررتي إنك تبقي أنتي الشريره أنتي عايزه توصلي لأيه
قالت: أعتقد إن  ده شئ خاص بيا أنا وبحياتي ومش من حقك تسألني
يقطع حديثها صوت طفل فقير يبدو عليه التعب والإرهاق دخل إلى المطعم ويخبرهم بإنه جائع
ملأت الدموع عين حور عندما رأت الطفل ومن ثم طلبت له الكثير من الطعام وقامت بمساعدته
ظل سليم ينظر إليها وكل مديدور في عقله هو أن  الإنسان ولد على الفطره نقي وبريء لا يحمل ذره شر بداخله الشر مكتسب ولكن الحقيقه هي أن ما من أحد في هذا العالم يولد سيء
تنقطع أفكار سليم حين تسأله حور : انت برضو مردتش انت عايز مني إيه
يسألها سليم : حور أنتي فتحتي دفتر مذكراتك بعد مااخدتيه مني
لترد بلا
أبتسم سليم قائلاً: كنت عارف عشان انتي لو فتحته مكنتيش سألتيني السؤال ده لو عايزه تعرفى آنا مين وعايز إيه افتحي دفتر مذكراتك
تركته حور وغادرت دون أن تنطق بكلمه وعندما عادت إلى المنزل دخلت مسرعه إلى غرفتها واخرجت دفتر مذكرتها لتجد سليم قد كتب:
في اليوم الذي سأعيد لكي فيه هذه المذكرات لن تفعلي شيء في حياتك سوى الرغبة في معرفه من أكون  وماذا أريد منك
لذا كتبت هذه الكلمات لتعرفي من أنا لأنني متأكد من انك لن تعطيني الفرصه لأخبرك وجهاً لوجه اكملي قرائه هذه الأوراق حتى النهايه لكي تجدي إجابه عن كل التساؤلات التي تدور في ذهنك الآن

سيتم نشر الفصل الرابع يوم الخميس الساعه 9 مساءً ❤

نصف شيطانه Where stories live. Discover now